شهادة أمرأه ثمانينية أسرائيلية الجنسية مصرية الهوى تكشف كيف كانت مصر و ماذا فعل بها من استولوا على السلطة ...

 

 سامح سوريال

مواطنة إسرائيلية على مشارف الثمانين من عمرها تقول للمذيع في مقابلة بأحد البرامج التلفزيونية: "الله مهما أطال في عمري هنا في تل أبيب لن أنسى يوما ما أنني امرأة مصرية؛ فإذا قسمت روحي أربعة أرباع سأمنح ثلاثة أرباع منها لمصر وربع واحد فقط لإسرائيل؛ مصر ابتلاها الله بحكوماتها ولولا هذه الحكومات الرديئة لظللت إلى الآن أعيش في مصر وأمجادها"؛ تقول للمذيع الذي كان في عمر ابنها: "إسرائيل مهما صرفت عليكم من أموال لن تستطيع أن تحقق لكم ربع التربية التي تربيناها في مصر؛ دعك من كل هذه الإنجازات التي تشاهدها من حولك وسأقول لك شيئا واحدا فقط وهو أن في مصر كان الحب بدون مقابل أما في إسرائيل يجب أن تصرف المزيد من الأموال لكي تحِب وتحَب"؛ وحكت له عن أتعس الأيام في حياتها؛
 
فقالت: "أخذت أماني جارتي وذهبنا إلى سينما_أولمبيا بالعتبة لمشاهدة فيلم_دليلة بطولة عبد الحليم حافظ وشادية بعدها ذهبنا إلى المنزل؛ سمعنا سيارة بميكروفون تقتحم حارة اليهود وتنادي على كل الأسر_اليهودية هناك وتمنحهم مهلة أسبوعين لكي يغادروا أماكنهم وأعطوهم يوم الجمعة المقبل كموعد يخصص لهم فيه أتوبيسات تنقلهلم إلى ميناء الأسكندرية؛ كان ذلك في نهايات العام المشئوم؛ عام 1956؛
 
جردونا من كل أموالنا وممتلكاتنا وبطاقات هويتنا؛ وتركونا على سفح باخرة قادتنا إلى اليونان؛ لكن ثق تماما أن الذين فعلوا معنا ذلك ليسوا المصريين الذين تربينا معهم ونعرفهم وننحدر منهم؛ كانت أفعال غريبة تمارس ضدنا من قبل إناس نراهم لأول مرة في حياتنا"؛ وتابعت: "ونحن على ظهر_باخرة أخرى تنقلنا من أثينا إلى إسرائيل وجدت أبي يبكي قلت له يا أبي لماذا تبكي أتبكي لأنك ذاهب إلى القدس؟!!!؛
 
كيف تبكي ونحن في كل صلاة ندعو الله أن يكتب لنا زيارة القدس فرد سلامة أفندي أبي وقال لي يا أوديت هذه ليست زيارة إلى القدس من أجل الحج أو إحياء شريعة نحن مطرودون من وطننا يا عزيزتي"؛ وواصلت كلامها للمذيع الشاب: "أقول لك شيئا أنا لم أشعر بالاضطهاد إلى حينما وطأت قدمي على أرض فلسطين أعطونا كوخا كي نعيش به؛ بعدما كانت شقتنا في حارة_اليهود تمرح بها الخيل لدرجة أن العالم كله يجلس في شقتنا؛ كانت أمي تعمل خياطة وتفصل الفساتين لكل البنات؛ في يوم واحد كنت تجد في شقتنا أرمن_وأقباط ومسلمين ويونانيين وطليان؛
 
كل هؤلاء يسيعهم بيتنا كل هؤلاء كانوا بمثابة حفلة منزلية نصنعها في كل يوم؛ كنا نعتز أننا كمصريين أصحاب وطن نستضيف أجانب في منزلنا من كل أنحاء العالم أما في إسرائيل كانوا ينظرون لنا بتعالي؛ الأشكيناز يعتبروننا جهلة ومعدومي الثقافة لا يعلمون أننا تعلمنا في مصر خير مما تعلم اليهود في أوروبا؛ فيكتوريا_كولدج في الأسكندرية على سبيل المثال كان ملوك أوروبا يأتون ليلتحقوا بالدراسة فيها؛ في إسرائيل كانوا يحسبوننا ضمن يهود_العرب؛ لكن لا يعرفون أننا مصريون؛ في مصر الناس هناك مصريون لا يقولون على أنفسهم عربا؛ أنا تعلمت وتربيت في مصر أحسن من أي يهودي موجود هنا"؛ وروت للمذيع عن يوم تعس آخر عاشته في حياتها؛ وهي عندما جاءت إلى مصر زيارة في الثمانينات؛ إذ قالت له: "وجدت القاهرة أشبه بمباءة؛ لم أصدق أن المجاري تطفح في حارة اليهود ومنازلنا أصبحت مقفرة ومخابئ لترويج المخدرات؛
 
لم أقدر أن اتحرك خطوة واحدة في ميدان_العتبة؛ معقول أهذا ميدان العتبة؟!!!؛ هذا المشهد أحزنني أكثر من مشهد طردي من مصر؛ ومع ذلك أنا متيمة بمصر"؛ وضحكت للمذيع: "أقول لك على شئ؛ أنا لم أعش حبا في إسرائيل كما في مصر؛ الرجال المصريون سواء مسلمين أو مسيحيين كانوا يطاردوننا نحن البنات اليهوديات المصريات في كل مكان؛ نذهب إلى المقهى نجد باقة_زهور حدفت علينا من حيث لا ندري؛ نذهب إلى المنزل نجد هدية ما وجوابا ما من شخص مجهول؛ لم يحبوننا كوننا يهوديات لكن لأننا كنا أكثر خفة دم وجدعنة من المسلمات_والمسيحيات المصريات؛ لم أشعر بأنوثتي وجاذبيتي في إسرائيل مطلقا؛ ورددت له تحية العلم التي كانت ترددها في طابور الصباح في مدرستها الابتدائية بباب اللوق.