جمال رشدي: يكتب
أسوء ما يمكن القيام به هو احتواء الثعابين والحيات في منزلك.. فمع مرور الأيام تصبح لها أوكار وإنفاق ودروب وطرق، ويتحول المنزل إلي مغارة يبتلع جميع سكانه.
 
هذا ما تحاول الدولة المصرية أن تقوم به منذ ثورة ٣٠ يونيو العظيمة التي قامت ضد حكم هؤلاء الإرهابيين، بأن تركت كل أتباعهم يعيشون ويتحركون داخل المجتمع تحت مسمى الرحمة والإنسانية بل وأعطت فصيل منهم حرية ممارسة العمل السياسي، ورغم ما يقوم به هؤلاء من تدمير وقتل وحرق لكن ما زالت تمارس معهم الدولة سياسة الاحتواء في حضن الوطنية.
 
 وقد كتبت كثيراً وطالب أيضاً معظم المثقفين والكتاب بضرورة تطهير مؤسسات مصر من هؤلاء قبل فوات الأوان، لكن لم تستجيب الدولة لصوت احد... وبما يبث روح الحزن داخل نفوسنا كمصريين أن هؤلاء يمارسون الإرهاب والتحريض علناً على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يقترب منهم احد، وفي جهات أعمالهم يسبون ويقذفون الدولة والنظام والمصريين بأبشع الكلمات ويبثون الإشاعات والأقاويل الكاذبة علي مسمع ومرئ الجميع ولم يقترب منهم احد وما زالوا في عملهم يفعلون ما يشئون بكل حرية.
 
 ورسالتي للدولة المصرية، أقول أن سياسة الاحتواء فاشلة وستكون عواقبها وخيمة على الوطن... الحل الأمثل مع هؤلاء الجرذان والمقملين كما أطلق عليهم المرحوم معمر القذافي هو سياسة النسف والتدمير ومن ثم التطهير.
 
 هكذا كان يفعل المرحوم اللواء وزير الداخلية المصرية ذكي بدر الذي كان في الوزارة من سنة ١٩٨٦ إلي ١٩٩٠ وهي كانت المرحلة الأخطر إرهالباً في تاريخ مصر... لكن نجح ذلك البطل باقتدار في تطهير مصر منهم، واستطيع الجزم لو استمر في موقعه عدة سنوات أخري لكانت مصر الان خالية من الفكر الارهابي.
 
 فعندما يعلم الإرهابي انه سيتم نسف منزله ومتجره وتدمير مزرعته على كل أهل بيته الذين يحمون إرهابه سيفكر كثير في موقفه... أما الإرهابي الذي يعلم أن بقتله ستصل الملايين لأهله واولاده ليعيشوا في نعيم... فسيتشجع ويشجع معه الملايين الآخرين المتطرفين ليتحولوا إلي إرهابيين، محاربة الإرهاب ليس بقتل الإرهابي، لكن بنسف كل مكوناته الاجتماعية والثقافية والعلمية،فهناك من علمه وأقنعه وخطط له... تلك المنابع والمحطات الإرهابية يجب نسفها وليس احتوائها.. غير ذلك نحن نحرث في الماء، وسيظل أبطال الجيش والشرطة يقدمون حياتهم الثمينة ثمن اطمئنان لحياة أسر هؤلاء الجرذان الإرهابيين سكان أوكار الشر.
 
 ما زالت أبواق الإرهاب الإعلامية في الخارج تعمل بكامل قواتها وتحارب بكل وقاحة الدولة المصرية، لأنها تعلم لا خطر على تابعيها من إرهابيين داخل مصر.. ولن تتوقف عن مهاجمة مصر إلا عندما تعلم أن تابعيها من الإرهابيين يتم نسفهم ولا فائدة من أموالهم التي ترسل لأسر قتلاهم.
 
 الأمر مؤسف ومحزن ومبكي ففي الوقت الذي يتضامن فيه الجميع في كل دول العالم لمحاربة فيروس كورونا، يقومون هؤلاء بتحريض اتباعهم بالتظاهر ومخالفة النظام ونقل العدوى، هل هناك وقاحة أكثر من ذلك؟.. هل هؤلاء يستحقون الاحتواء والرحمة؟ إنهم أفاعي أولاد أفاعي، ولا حل معهم إلا مدفع وارباجيه ذكي بدر الذي كان ينسف كل ما لهم.
 
 ننظرَ إلي الشقيقة سوريا فبرغم ما تعانيه من متاعب على جميع الأصعدة، إلا انه لا يستطيع الإرهابيين في الخارج فتح أبواقهم الإعلامية ضد الدولة أو النظام هناك، لان نظام بشار يستخدم سياسة ذكي بدر النسف والتدمير ضد أتباع هؤلاء، ونحن في مصر صبرنا كثيراً على تجربة سياسة احتواء الثعابين وترويضها، وألان الثعابين انتشرت وتكاثرت وحولت المنزل إلي وكر وسيبتلع الوكر سكان المنزل، ولا مناص إلا بهدم ونسف وتدمير تلك الأوكار والحفاظ علي حياة المصريين.
 
هناك رواية تم تداولها بخصوص عملية الأميرية الإرهابية، وهي إن صاحب العمارة التي كان موجود بها الارهابين إخواني، وقد ادخل الإرهابيين احد شقق العمارة بداعي أنهم فنيين يقومون بتشطيب الشقة أو العمل فيها، وكان يدخل لهم الأسلحة والذخيرة في شكاير الاسمنت الفارغة،  وفي تلك الشقة تم التخطيط لتنفيذ عمل إرهابي في أعياد القيامة، وبجانب ذلك قام بتخزين الأسلحة في شقة أخري، وتم استخدام أطفال الشارع والحي لمراقبة تحركات الأمن .
 
لو صحت تلك الرواية، هنا مفردات الإجابة لكل كلمات المقال بأن صاحب العقار وكل الخلية الإرهابية ومعهم اسر الأطفال  لو يعلمون إن عاقبة ما يقومون به هو نسف العقار بعد إخلاء ساكنيه وجر اسر الارهابين الذين تستروا وربما اشتركوا في التخطيط ومعهم اسر هؤلاء الأطفال الذين بكل تأكيد أولاد لأسر إرهابية، اعتقد لو يعلم هؤلاء ذلك لفكروا كثيراً قبل القيام بأي تخطيط إرهابي أو الانضمام له.
 
لكن ما يشجعهم علي ذلك إن هناك الملايين من الخارج تأتي لأولادهم وأسرهم ليشتروا العقارات والأملاك والسيارات، ومن هنا تصبح أسرة الارهابي مؤسسة إرهابية تطعم وتربي وتراعي مئات الارهابين الآخرين... اضرب المربوط يخاف السايب، عندما يتم نسف الارهابين في الداخل فبكل تأكيد ستصمت أبواقهم في الخارج وستمنع عنهم الملايين التي ترعي إرهابهم في الداخل.