طور علماء "لسانا ذهبيا" لمساعدة المنتجين، على اختبار جودة شراب القيقب، رفيق الفطائر المحلاة في الولايات المتحدة وكندا.

 
واستخدم فريق من الباحثين في كندا المعدن الثمين، لتطوير طريقة للتحقق مما إذا كانت العينات "بدون نكهة غريبة".
 
واستخدم الاختبار جسيمات شديدة الصغر والدقة من الذهب، والتي تبدو حمراء في العادة، ولكنها بدت زرقاء اللون، ما اعتبر مؤشرا على أن عينة الشراب أقل من الدرجة الممتازة.
 
ونشرت تفاصيل الدراسة في مجلة الأساليب التحليلية.
 
وينمو شجر القيقب بكثافة في الشمال الشرقي من قارة أمريكا الشمالية.
 
ويعد إنتاجه واحدا من أقدم المشروعات الزراعية، في الولايات المتحدة وكندا، وله تاريخ يمتد لمئات السنين.
 
واكتشف الأمريكيون الأصليون أولا هذا المشروب، المصنوع من عصارة سكر القيقب، قبل تمرير التقنية إلى المستوطنين.
 
واليوم، يقدر السوق العالمي لشراب القيقب بما يزيد عن 1.2 مليار دولار أمريكي.
 
مذاق الربيع الحلو
بمجرد ظهور العلامات الأولى للربيع في الأفق، وبدء النسغ (سائل يخرج من الشجرة) في قيقب السكر في الارتفاع، يقيم المزارعون شبكة من الصنابير في جذوع الأشجار، لاستخراج المحصول الحلو.
 
وفي المتوسط، يستمر موسم شراب القيقب لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، مع تغير حلاوة وقوة النكهة خلال تلك الفترة.
 
من أجل إنتاج شراب القيقب، الذي نسكبه فوق الفطائر المحلاة أو نستخدمه في الطهي، يتدفق النسغ أو العصارة من الأشجار إلى أكشاك السكر، حيث يتم غلي السائل ويتبخر الكثير من محتواه المائي.
 
ثم يتحول من خليط أولي يتضمن 98 في المئة منه ماء و 2 في المئة سكر، ليصبح الشراب النهائي يتكون من 33 في المئة ماء و 67 في المئة سكر. في المتوسط، هناك حاجة إلى 40 لترا من العصارة، لإنتاج لتر واحد من الشراب.
 
ولدى الولايات المتحدة وكندا نظام تصنيف، لمساعدة المستهلكين على التمييز بين الأصناف المختلفة، التي يتم إنتاجها خلال موسم النسغ، بناء على قوة النكهة.
 
ويتسم شراب الموسم المبكر بأنه أخف في اللون، وله نكهة شهية، مقارنة بالشراب الداكن ذي النكهة الأكثر قوة، والذي يأتي في نهاية موسم الإنتاج القصير
يتم جمع محصول شراب القيقب، خلال بضعة أسابيع قصيرة في فصل الربيع
من أجل المساعدة في تصنيف منتجاتهم، اتصل المنتجون بفريق في جامعة مونتريال، وذلك في عام 2017.
 
ويقود البروفيسور جان فرانسوا ماسون ، أستاذ الكيمياء في الجامعة، الفريق الذي يتخصص في استخدام المواد الذهبية، وأدرك ماسون أنه يمكنه استخدام الجسيمات النانوية (واحد من مئة من عرض الشعرة البشرية) من المعدن الثمين، لإنتاج اختبار ألوان لمنتجي إقليم كيبيك في كندا، المسؤولين عن حوالي 70 في المئة من إمدادات العالم من شراب القيقب.
 
وقال البروفيسور ماسون لبي بي سي: "لا يظهر الذهب لونا أصفر لامعا (على هذا المقياس) وإنما لونا أحمر داكن، لكن وجود الجزيئات المرتبطة بتشكيل النكهة المختلفة يتسبب في تكتل الجسيمات النانوية الذهبية، وهو ما يرتبط بتغيير اللون إلى أزرق داكن".
 
وأضاف: "على هذا النحو، يعمل الاختبار بشكل مشابه تماما لاختبار الأس الهيدروجيني أو الكلور لحمامات السباحة".
 
وأوضح البروفيسور ماسون أن الفريق استخدم الذهب، لأنه لا يلزم سوى كمية صغيرة جدا لإجراء اختبار (حوالي واحد من مليون جزء من غرام).
 
ويأمل في أن يكون الاختبار مفيدا للمنتجين بطرق متنوعة.
 
ويقول ماسون: "قد تستفيد الصناعة من هذه الأداة، لأنها يمكن أن تساعد في تحديد شراب القيقب (عديم النكهة) وهذا يمكن أن يساعد الفنيين المدربين، على تقييم الدرجة المناسبة لنحو 300 ألف برميل، يتم إنتاجها كل عام في كيبيك".
 
ويشير مصطلح "بدون نكهة" إلى المنتجات التي ليس لها المذاق المتوقع، لشراب الدرجة الممتازة. ومع ذلك، تبقى هذه المشروبات صالحة للاستهلاك، وغالبا ما تُستخدم في العمليات الصناعية كمكون إضافي، بدلا من بيعها كمنتج عالي الجودة.