لم تخطُ قدم زائر حديقة الحيوان بالجيزة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر مع انتشار فيروس كورونا، مما أثر على نفسية بعض الحيوانات التى تعلقت بالمواطنين وكانت تنتظرهم لمشاركتهم اللعب ووصلات الترفيه والطعام، منهم القرود والنسانيس والشمبانزى وحتى سباع البحر، التى تعيش حالة من الاكتئاب بسبب غياب الزوار.
 
حالة لم تكن تتوقعها الدكتورة مها صابر، مدير الحديقة، التى تحاول خلق بيئة بديلة لتحسين نفسيتها وإشغال أوقاتها بالأنشطة والفقرات حتى لا يسيطر عليها الملل والحزن، منها توفير أجهزة تليفزيون للقرود ولوحات رسم وتلوين للشمبانزى ومراجيح ودعم نفسى من أطباء الحديقة على مدار اليوم: «أغلب الحيوانات متأثرة جداً والرسم والتلوين كان من الحلول الجيدة لإشغال وقتهم الفاضى».
 
تحكى «مها» أنهم يلجأون لتخبئة الأكل فى أماكن متفرقة حتى يتيحوا الفرصة للقرود للبحث عنه لتحفيزها على الحركة: «بنحط كاوتشات العربيات وأزايز بنخبى فيها الأكل، ومراجيح عشان نكسر الملل ونحسن نفسيتهم»، يعوضون غياب الناس، بوجود العمال وأطباء الحديقة، الذين يقضون معظم أوقاتهم فى اللعب مع الحيوانات ودعمها نفسياً حتى لا تشعر بغياب الناس تماماً: «عشان لما الزوار يرجعوا تانى ما يكنوش اتعودوا على غيابهم الكامل».
 
زادت الحركة داخل الحديقة رغم غياب الناس، من خلال تطهيرها بالكامل وتعقيمها يوماً بعد يوم: «بقى عندنا وقت أكتر من الأول وده خلّى فيه فرصة للعمال والأطباء يقفوا مع الحيوانات وقت أطول وبنتابع الحالات اللى بتتعب منهم وبنوفر لهم العلاج»، منذ 18 مارس الماضى، لم يدخل زائر إلى حديقة الحيوان فى ظاهرة تعد الأولى من نوعها، خاصة أن موسم عيد الفطر جاء هذا العام دون أن يذهب إليها زوارها كالعادة: «بنصورهم وبنلاعبهم كأن فيه ناس لحد ما الأزمة تعدى على خير».