كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
احتفلت الكنائس الكاثوليكية بمصر، بعيد تذكار القديس الشهيد والفيلسوف يوستينوس، وفي إطار المناسبة نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة حياة وسيرة القديس وجاءت :
 
 
القديس يوستينوس ولد في بداية القرن الثاني، في نابلس بفلسطين وفي صباه انشغل في العلوم الدنيوية وتعلم جيداً الشعر والفلسفة والتواريخ وكان يفتش باجتهاد على الحق الإلهي. وكان يتعمق في درس الفلسفة راجياً بذلك أن يصل لمعرفة الله. لم يجد في كتب فيثاغورس وغيره من الفلاسفة القدماء ما كان يبحث عنه، فبدا على مطالعة كتب افلاطون الفيلسوف لأنها بانت له احكم من غيرها .
 
في يوم إذ كان يوستينوس متاملا في الأشياء الغير المنظورة ظهر له شيخ ذو هيبة ووقار وشرع يخاطبه في علم الفلسفة . فقال له يوستينوس : اني ملازم علم الفلسفة راجياً به معرفة الله الحق . واظن أن فلسفة افلاطون هي التى وحدها تقدر أن تهديني إلى ذلك، فقال له الشيخ كلا ثم كلا. فقال يوستينوس فمن يعلمني إذاً الحق والطريق المستقيم . قال الشيخ قبلما وجد فلاسفتك بزمان مديد وجد في العالم أناس ابرار مختارين لله ملهمين من روحه وهم الذين يقال لهم أنبياء من أجل أنهم نطقوا بأشياء مستقبلة وصحت حقيقتها بعد ذلك . وكتبهم هى عندنا وتتضمن إشارات في معرفة العلة الأولى لجميع الكائنات والعلة الأخيرة لها أيضاً فافهم جيداً . فان الأشياء التي كلمتك عنها لا تقدر أن تفهمها ان لم يعطك الله الفهم . وبعد ما قال الشيخ هذه الكلمات توارى. فحركت اقوال الشيخ قلبه وشوقته إلى درس كتب الأنبياء . فشرع من ثم يهذ بها نهاراً وليلا ً . فاناره الله وأرشده إلى معرفته . فتأكد ان إيمان المسيحيين حق. والذي زاده فيه تمكيناً هو انه كان يرى المسيحيين صبورين على احتمال كل نوع من الالام لأجل إيمانهم ويحتقرون الأشياء الأرضية راجين الحياة الأبدية . وهكذا اهتدى هذا الفيلسوف الافلاطوني إلى يسوع المسيح وصار فيلسوفاً مسيحياً وتلميذاً للحق ، وقيل ان يوستينوس كان عمره ثلاثين سنة حين تعمد ، وبعد اهتدائه استمر لابساً طيلسان الفلاسفة ( وهو حلة الشرف التى يلبسها الفلاسفة الماهرون ). وأصبح أول فيلسوف مسيحي. جمع بين الدين المسيحي وأفضل العناصر في الفلسفة اليونانية.
 
في رأيه ، كانت الفلسفة معلمًا يقود المرء إلى المسيح . وجد أن الدين المسيحي يجيب على الأسئلة العظيمة حول الحياة والوجود بشكل مختلف.
يُعرف يوستينوس بأنه مدافع ، وهو يدافع في الكتابة عن الدين المسيحي ضد هجمات وسوء فهم الوثنيين.
 
تم القبض عليه مع سبعة تلاميذ بتهمة كونه ملحدًا. أحضر القديس وتلاميذه إلي محكمة روما ليحاكمهم المحافظ. فحكم بالإعدام، بعد أن رفضوا جميعًا إنكار إيمانهم بالمسيح ، وتم قطع رؤوسهم جميعًا.
 
وخلف الشهيد يوستينوس المعلم الفيلسوف كتباً كثيرة في محاماة الديانة المسيحية ضد الوثنيين واليهود والهراطقة . وهي معتبرة جداً في خزانة الكنيسة المقدسة . فلتكن صلاته وشفاعته معنا دائما