الشرقية ... سارة على
تشهد محافظة الشرقية نقطة تحول هائلة في مسارها السياحي، بعد أن تم إقرار وضعها على المسار الرسمي لرحلة العائلة المقدسة، تحت رعاية منظمة "اليونسكو" العالمية، وذلك بعد عدة محاولات سابقة.
 
وشهدت الشرقية معجزات هامة، خلال رحلة العائلة المقدسة بمصر، كما أنها أول نقطة عامرة، هبطت لها السيدة مريم والسيد المسيح، ويوسف النجار، وأقرت الكنيسة أن الاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة مصر، فى يوم 24 بشنس، وهو تاريخ وصول العائلة المقدسة لمحافظة الشرقية.
التقت "أقباط متحدون" باللواء حسين الجندي سكرتير عام محافظة الشرقية، ومسئول ملف إدراج رحلة العائلة المقدسة في مصر بقائمة التراث اللامادي، التابع لمنظمة "اليونسكو"، بالتنسيق مع الكنائس، وذلك للتعرف على الخطوات الجادة والتي تم اتخاذها في هذا الأمر.
 
وقال "الجندي" إن الأمر جاء من خلال محاولات ديوان محافظة الشرقية للحفاظ على حرفة زراعة وصناعة نبات البردي، والذي تشتهر به قرى المحافظة، وتم الدفع بتلك الحرفة تحت عباءة التراث اللامادى لمنظمة "اليونسكو"، فبدأت المحافظة في محاولات إدراج نقاط مرور العائلة المقدسة بالمحافظة ضمن المسار الأصلي لرحلة العائلة المقدسة، والذي اهتمت به الدولة مؤخرا ببعض المحافظات المعروف مرور المسيح ووالدته بها، والتي لم تكن محافظة الشرقية منها أبدا.
 
وأضاف اللواء حسين الجندي، أنه وبعد اجتماعات لرجال الدين المسيحي، والرجوع لبعض المرجعيات المسيحية القديمة، تم التأكيد على أن محافظة الشرقية نقطة هامة جدا في مسار رحلة العائلة المقدسة، وعلى هذا الأساس تم التقدم بمشروع إدراج محافظة الشرقية كنقطة أساسية في الرحلة بقائمة "اليونسكو"، لافتا إلى أنه قد تم عقد اجتماعات بمكتب وزير التنمية المحلية، واجتماعات لممثلي الكنيسة بحضور السفير محمد حجازي منسق هذا الأمر بالوزارة.
 
أكد "الجندي" أنه تم تخصيص 11 مليون جنيه لتطوير منطقة تل بسطة الأثرية، والتي تعتبر أهم نقطة في رحلة العائلة المقدسة، فضلا عن أنها مقر فرعوني مهم، موضحا أنه سيتم تجهيز المكان، بإعادة تأسيس السور، وتزيين المكان بشكل فرعوني يتلاءم مع الحقبة التاريخية الخاصة به، كما تم الاتفاق مع القوات المسلحة على أن البرجولات بشكل موحد، في جميع نقاط مرور العائلة المقدسة بمصر من بينها محافظة الشرقية، وسيتم عمل لوحات إرشادية كبيرة ستشرح محتوى تل بسطة كامل على ويكون لكل مكان لوحة إرشادية تشرحه.
 
وعن بئر المسيح، المتواجد بتل بسطة، أكد أنه سيتم إجراء صيانة للبئر، كما سيتم تطوير الطرق المحيطة بمنطقة تل بسطة، مشيرا إلى أنه قد تم العمل بالفعل في تطوير هذه الطرق، اعتماد مبالغ مالية كبيرة، مثل تطوير طريق بلبيس الزقازيق بتكلفة 104 مليون جنيه، ومشروع كبرى الصدر بـ120 مليون جنيه، وطريق أبو حماد - الزقازيق بـ88 مليون جنيه.
 
ولنشر الوعي الثقافي حول كون منطقة تل بسطة جزء هام في مسار رحلة العائلة المقدسة، يتم تنفيذ محاضرات وندوات توعية لجميع الفئات العمرية برعاية محافظة الشرقية، كما يتم تنظيم زيارات ميدانية للتعرف على أهمية المكان من الناحية القبطية بعيدا عن أهميته الفرعونية المتعارف عليها.
وعن الدعم، أردف سكرتير عام محافظة الشرقية، أن "اليونسكو" حتى الآن هي مجرد راعٍ غير ممول، وأن التمويل من الدولة ومن ميزانية المحافظة، موضحا أن تأخر استلام المبالغ المخصصة للتمويل هو من أهم العقبات التي تعرقل سير الأمور، وأنه سيتم التطوير في فترة قصيرة حال وصول أي دعم لكون عمليات التطوير لا تتعارض مع بعضها.
 
كانت "أقباط متحدون" قد أثارت أهمية محافظة الشرقية بصفة عامة، ومنطقة تل بسطة بصفة خاصة قبل عامين، وقبل اتخاذ الدولة إجراءات الإدراج محافظة الشرقية كنقطة هامة في مسار رحلة العائلة المقدسة.
 
حيث ورد فى سفر اشعياء " هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا" وفى تلك السطور ما يدعو للتأمل، حيث قُصد بها دخول المسيح مصر فى رحلة العائلة المقدسة، وكيف تزلزلت الأوثان وتهدمت حين طل عليها المسيح وهو طفل صغير.
 
وسرد القس متياس يعقوب صبري كاهن كنيسة السيدة العذراء ومار يوحنا الرسول، أن الشرقية تعتبر المكان الأول الذي نزلت به العائلة المقدسة في مصر، وقد شهدت المحافظة 3 معجزات هامة للعائلة المقدسة، أولها "بئر المسيح" فجره المسيح وهو يواسي أمه لصعوبة الحصول على الماء، ورسم على الأرض دائرة، إذا بها تتحول لبئر، شرب منه أهل المنطقة والعائلة المقدسة، وأثبتت بعض الدراسات والأبحاث التي جرت على ذلك البئر، وبأخذ عينات من المعادن المتواجدة فيه، أنه يرجع إلى وقت وجود العائلة المقدسة بمصر، أي أنه البئر الذي فجره المسيح وباركه بمنطقة تل بسطة.
والمعجزة الثانية، هو أن أهل مصر في ذلك الوقت كانوا لا يرحبون بالغرباء، ولم يقبل أحد استضافة العائلة المقدسة ما عدا المصري "كولوم" رحب باستضافتهم بمنزله اعتذر لهم لإصابة زوجته "سارة" بالشلل وعدم قدرتها على الحركة، ولكن قامت زوجته من شللها وتمكنت من المشي والحركة بقدوم العائلة المقدسة للمنزل.
 
واستكمل القس متياس أن المعجزة الثالثة التي مازالت آثارها واضحة حتى الآن هي معبد تل بسطة، والذي يلاحظ تكسير آثاره وتناثرها على مسافات بعيدة، حيث كان أهالي الشرقية يقيمون الاحتفالات الضخمة في عيد معبوداتهم "باستت" بمقر معبد تل بسطة الحالي، فاصطحبت السيدة العذراء مريم ابنها لمشاهدة الاحتفالات، وحين دخلا المعبد تزلزلت التماثيل وانهارت، وسقطت على الأرض فأساء أهلها معاملة العائلة المقدسة فتركوا المدينة وتوجهوا نحو الجنوب.
 
واستمرت رحلة العائلة المقدسة بمصر مدة تتجاوز العامين، واتخذت حوالي 25 مقرا بمختلف المحافظات، حيث دخلوا من بيت لحم مرورا بالعريش والفرما الواقعة بين العريش وبورسعيد، ليدخلوا الشرقية، وبعد ما وقع من هدم معبد تل بسطة فر المسيح وأمه إلى مسطرد ما يعرف بالمحمة، وهو مكان حممت فيه السيدة مريم ابنها المسيح وغسلت ملابسه، ومن مسطرد إلى بلبيس ومنها إلى سمنود، حيث يوجد هناك الماجور الذي عجنت فيه السيدة مريم طعام طفلها.
 
ومن سمنود توجهت العائلة المقدسة إلى سخا والتي عرفت في ذلك الوقت بـ"بيخا ايسوس" وتعنى قدم يسوع، حيث ترك قدم المسيح علامة في الحجر، ومن سخا إلى المطرية، حيث استظلت العائلة المقدسة بشجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم، وانبع عين ماء هناك وشرب منه وباركه، ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس المسيح وصبت الماء على الأرض فنبت في تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات البلسم أو البلسان.
ثم توجهت العائلة المقدسة إلى المعادى ومنها إلى المنيا، حيث نبتت هناك الشجرة المعروفة بشجرة "العابد" يقال إن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح، ثم إلى بلدة مير ومنها إلى جبل الفسقام، وهناك جاءت البشارة ليوسف النجار، وظهر له الملاك ليخبره بموت هيرودس ويبشر العائلة المقدسة بإمكانية العودة لفلسطين وسلكت العائلة طريق العودة.