كتبت – أماني موسى
قال د. محمد طه، الطبيب النفسي، نمر بأيام صعبة وربنا يعديها على خير، مؤكدًا على التزامه بالمنزل طيلة فترة الحجر الصحي، حتى تمر هذه الأزمة بأقل خسائر.

واضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامج "رأي عام" بفقرة "شيزلونج" المقدم عبر قناة TEN، ما نعيشه الآن لم يكن يتخيله أحد، وكأننا نشاهد أحد أفلام نهاية العالم، حيث انتشار فيروس وخلو الشوارع بكل العالم، ومشاهد لم نكن نراها إلا في الأفلام، مشددًا أن ما يعيشه الأشخاص بالعالم الآن هو صدمة نفسية مجتمعية.

وهناك فرع خاص في الطب النفسي خاص بالأوبئة، وإذا لم يكن كل فرد فينا الآن على قدر من المسؤولية والوعي لما يدور بالعالم ويلتزم بالتعليمات، سيمتد أثر هذه الصدمة النفسية للأجيال المقبلة.

وتابع، أكبر تأثير نفسي حادث الآن بكل منطقة بالعالم هو حالة الهلع العام "السوشيال بانيك"، وللأسف في مصر لم يصل معظم الناس للخوف الذي يجعلهم يلتزمون بالتعليمات، لكن في كل مكان بالعالم يوجد حالة من الهلع العام، وكل كارثة طبيعية أو صدمة مجتمعية كهذه يمكن أن تخرج من الناس أفضل ما فيهم أو تخرج أسوأ ما فيهم، فبعض الشعوب والمجتمعات يخرج منها وعي وتعاون والتزام تجاه الأزمة، وبعض المجتمعات الأخرى يظهر فيها الجشع والاستهتار وعدم المسؤولية وعدم التعاون، وأمور سيئة للأسف.

نتائج الخوف من كورونا
مستطردًا، دائرة الأخبار المحمومة واللا منتهية عن كورونا تجعل الناس مصابة بحالة تسمى سهولة الاستثارة النفسية، حيث الإحساس بالخطر يكون عالي مما يترتب عليه بعض الأعراض الجسمانية والنفسية مثل:

1-    الخوف من العدوى.
2-    الخوف أن تنقل العدوى لآخرين محيطين بك.
3-    مشاكل بالنوم، نوم متقطع، وكوابيس.
4-    تغير نمط الأكل بين الشهية الكبيرة أو انحسار الشهية.
5-    تدهور لمصابي الأمراض المزمنة مثل مرضى الضغط والسكر.
6-    ضعف المناعة.
7-    زيادة استخدام المدخنين للسجائر والكحول بإفراط.
8-    تدهور أعراض بعض المرضى النفسيين.
9-    توهم المرض.
10-    الشعور الدائم بالقلق.

وشدد د. محمد طه، أن أحد أسباب إصابة الناس بالهلع هو الدائرة اللا منتهية من الأخبار عن كورونا بالسوشيال ميديا وجميع مواقع التواصل الاجتماعي وكذا الإعلام والأخبار والصحف، فيجد الشخص نفسه محاصر بالأخبار عن كورونا طوال الوقت.

الخوف من المرض والموت والوحدة
مشيرًا إلى أن الخوف من المرض هو الغطاء الرئيسي للخوف من كورونا، ويبقى تحته الخوف من الموت والخوف من الوحدة، وشراء السلع بكميات وتخزينها هو أحد النتائج بسبب الخوف الشديد والإحساس بالهلع.

السخرية من الخطر حيلة دفاعية يتبعها المصريين وهي غير مفيدة
كما أن الإشاعات تنتشر في الوقت الذي يكون به أزمات محتمعية كبرى، محذرًا الناس من الاندفاع وراء أخبار غير صحيحة وشائعات قد تدمر الصحة النفسية، لافتًا إلى أن استهتار البعض بانتشار الفيروس هو أحد السبل الدفاعية لمواجهة الخطر، وهو إنكار وجوده والسخرية منه، وعليه انتشرت بعض فيديوهات يتم السخرية فيها من الإجراءات الوقائية أو ارتداء الناس في الأفراح لبدل أطباء، لكن هذه الوسيلة الدفاعية غير مفيدة على الإطلاق.

عزل الشعور بالخطر حيلة دفاعية يستخدمها العقل عند الشعور بالخطر

وكذلك انتشار الصور الضاحكة الساخرة من الوباء، مشددًا بقوله: أنا لا أعتقد أن هناك دولة بالعالم واجه شعبها هذا الخطر القائم بصور ساخرة مثلما فعل المصريين، وهو أمر غير صحي وغير مفيد.

وأوضح أن هناك شيء يسمى عزل الشعور، عند مواجهة خطر ما، وهو أمر متعارف عليه بالطب النفسي، لكن من المهم أخذ الاحتياطات أيضًا عند مواجهة هذا الخطر.

الثقة واليقين بالله لا ينفي عملي والأخذ بالأسباب وتنفيذ التعليمات
وحول الثقة واليقين بالله وأنه سيرفع هذا الوباء، قال طه: أن ذلك أمر جيدًا وجميعنا يؤمن أن ربنا موجود وبيده الأمر، لكن بجوار هذا اليقين لا بد من فعل بعض الأمور، مشيرًا إلى أن بعض المجتمعات تعتمد في مواجهة الخطر على مقولة "ربنا يسترها"، ربنا موجود ومحدش هيموت ناقص عمر، ويبدأ في مخالفة كافة التعليمات الصحية تحت شعار ربنا يسترها، ربنا هيسترها لكن هذا يصدقه عملي، أني أخذ بالأسباب واتبع الإجراءات الوقائية.

الخوف وحد البشر حول العالم على نفس الهدف ونفس المصير
مشيرًا إلى أنه من مزايا الخوف الذي يمر به العالم الآن هو أنه وحد العالم وجميع البشر، حيث اتفقوا على نفس الهدف وهو علاج الفيروس، ونفس المصير وهو مصير البشرية، وكذلك الحدود السياسية لم تعد موجودة، فتجد روسيا ترسل معونات لإيطاليا على الرغم من كون الإتحاد الأوروبي على خلاف عميق مع روسيا.
إزاي تتغلب على الخوف من كورونا
وللتغلب على الخوف والتفكير المستمر بخطر كورونا، قال د. طه: حاول أن تعزل نفسك عن المتابعة المستمرة والغير منتهية للأخبار، ابتعد عن الشائعات وما ينشر على السوشيال ميديا والذي يبث الرعب في نفوس الناس وكثيرًا ما تكون أخبار غير صحيحة، اكتفي بمعرفة البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة المصرية وبيانات مجلس الوزراء ومنظمة الصحة العالمية.

تمارين الاسترخاء
مضيفًا أن هناك تمارين الاسترخاء يجب إتباعها بشكل يومي لتقليل الضغط النفسي الناتج عن الشعور بالخطر والمجهول، وهذه التمارين منها التنفس بعمق أي التنفس عن طريق البطن وليس الصدر، وأركز أن النفس يخرج ويدخل من البطن، وذلك لتوسيع سعة الرئة بمقدار 10 مرات، وجدار المعدة يتمدد ومن ثم إفراز هرمون السعادة السيراتونين، حيث يقاوم القلق ويقلل ضربات القلب والضغط العصبي.

وهناك تمرين آخر حيث يتم وضع اليد وراء الرأس على الأقل لمدة 30 ثانية، بالإضافة إلى ممارسة أي رياضة بالبيت، والرسم، أو ممارسة أي هواية مفضلة.

موقع شيزلونج واستشارات نفسية مجانية
واشار د. طه إلى أن موقع شيزلونج عبر الفيسبوك يقدم استشارات نفسية مجانًا في هذه الفترة لمعاونة الناس على تخطي أزمة كورونا، وخاصة لمن يعانون من أعراض نفسية.