مدحت بشاي
فى إطار خطة لتطوير شاشات التليفزيون المصرى تم التنبه لأهمية استحداث جرعات تنويرية إبداعبة تتشابك بشكل إيجابى عقلانى مع مفاهيم تراثية وأصولية ينبغى طرحها بكل شفافية لتثمين الإيجابى منها وكشف السلبى المعطل لآليات تحقيق جودة الحياة..

والمجال لا يتسع هنا للاقتراب من أبعاد ما تحقق من أهداف لعملية التطوير، ولكن الإقدام على تجربة تقديم برنامج بمواصفات وأهداف وشخص معد ومقدم برنامج «كن أنت» يعد خطوة مهمة ورائعة نحو إعادة تفكيك ومراجعة مواقف من يتبنون أو يرفعون شعار أنهم وحدهم وكلاء التفهم الوحيد للدين وتعاليمه، وذلك عبر توسيع منظور الرؤية بإدراك معارف أخرى لا تقل أسانيدها عن أسانيدهم التى يركزون على تفردها وحصريتها...

معد ومقدم البرنامج الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بما يقدم ويؤكد عليه فى كل حلقاته أراه نموذجًا ينبغى دعمه وتقييمه بشكل علمى وموضوعى..

مما قاله سعد الدين الهلالى أن الفقيه يجب أن يقدم أكثر من رأى فى المسألة الواحدة، وألا يتوقف على رأى واحد، مضيفًا: «الفقيه اللى يقدم رأى واحد يمشى جنب الحيط، واللى يقدم أكتر نسقفله». وأضاف «الهلالى»: «لا إكراه فى الدين وبالتالى لا إكراه فى فقه الدين.. هو الحق الذى يجب أن نعيشه.. السيادة لكل إنسان.. ويؤكد الهلالى أن المذاهب هى فى النهاية آراء فقهية بشرية وليست الدين؟ وأشار إلى ضرورة أن يكون الخطاب الدينى جزءًا من نسيج المجتمع، وأن يكون متداخلا لمصلحة الإنسانية، وأن خيانة النفس والهزيمة النفسية أحد أبرز دوافع الانتحار..

وبعد أن كشفت أزمة مواجهة فيروس كورونا عن ردود فعل بعض الرموز الدينية عبر منابر المساجد والكنائس تفسر ما حدث من كوارث وتبعات لتلك الجائحة على أنها رد فعل طبيعى لكثرة خطايانا على الأرض، فكان الرد الإلهى الغاضب المنتقم وغيرها من التفسيرات المؤيدة بآيات من الكتب المقدسة بتأويلات خاصة منهم وعبر لى معانى أغلبها والتى تبعد بنا عن بث روح السكينة والوداعة والتطييب والتهدئة الواجبة من قبل منابر الهدى والسلام..

وقد يرى من أقدموا على تقديم نموذج برنامج كن أنت رائع التفكير بحماس لتقديم النسخة المسيحية من البرنامج بنفس التوجه الانفتاحى والخيار الجيد للموضوعات والمفاهيم وسبل الإعداد والتقديم الطيب المتميز.
نقلا عن المصرى اليوم