"ضعف فيروس كورونا"، الاتجاه الذي ذهبت إليه العديد من الدراسات حول العالم، فيما يخص تحور فيروس كورونا الغامض، خصوصا مع انحصاره في بعض البلدان، ورفع نسب التعافي منه في بلدان أخرى، وكان عالمان بلجيكي وفرنسي، قالا إن انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، بات بطيئا بين شخص وآخر، أيضا نشرت دراسة أمريكية تقريرا، بخصوص طفرة جينية في (كوفيد-19)، تشير إلى بداية ضعفه.

دراسات عالمية حول ضعف الفيروس
وقال عالم الفيروسات البلجيكي، إيف فان لاتيم، المتحدث باسم المركز الوطني لإدارة الأزمات في بلجيكا، إن "معدل الانتشار يشكل مؤشرا هاما في دراسة تطور خطورة كورونا، وانخفاضه يعني أن الفيروس بات ينتقل بشكل أبطأ من شخص إلى آخر"، بحسب روسيا اليوم.

أما رئيس المجلس العلمي في فرنسا البروفسور جان فرنسوا ديلفريسي، قال في حديث لإذاعة "فرنسا الدولية"، اليوم بحسب فرانس برس، إن وباء فيروس كورونا "تحت السيطرة" حاليا في فرنسا، متابعا أن "الفيروس لا يزال موجودا وخصوصا في بعض المناطق، لكن انتشاره بطيء".

وتابع قائلا: إن "الفيروس لا يزال موجودا وخصوصا في بعض المناطق، لكن انتشاره بطيء. وبعدما كان لدينا عشرات آلاف الحالات تقريبا، ما يقارب 80 ألف حالة جديدة في مطلع مارس قبل العزل، نعتبر الآن أنها باتت حوالي ألف حالة تقريبا".

وفي أمريكا نشر "نيويورك بوست" الأمريكي، دراسة لمعهد الأبحاث بايوديزاين، ومقره جامعة ولاية أريزونا، تفيد بأن فيروس كورونا بدأت في مرحلة ضعف تشبه التي حدثت لفيروس "سارس" في عام 2003، التي أضعفته.

أطباء يشرحون كيفية تحوير الفيروسات
قال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الفيروسات، إن بالفعل الأعداد قلت في عدة دول مثل إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا لكن بالنسبة لمصر لا نستطيع أن نتعامل بحسب هذه الدراسات، وبالتالي القاعدة ليست على العالم كله، والدراسات تنطبق على منطقة دون الأخرى نظرا لتفسيه في مناطق أخرى في العالم.
وتابع عز العرب لـ"الوطن"، أن الملحوظ فيما يخص التحور الجيني للفيروس أنه أصبح أقل شراسة، وهو ما ظهر في ارتفاع نسب التعافي لكن عند الحديث عن معدل انتشاره فبحث الأرقام لا تزال نسب الإصابات مرتفعة وبالتالي يجب أخذ كافة الإجراءات الاحترازية وعدم التساهل مع هذه الأخبار، وتناولها بحذر بحسب طبيعة كل دولة.

وأوضح أستاذ الفيروسات، أن التحور الجيني الذي يقلل من شراسة الفيروس وراد جدا وطبيعي بالنسبة للفيروسات التاجية مثل ما حدث مع فيروسات سارس وميرس التي شهدت ذروة من ثم انخفاض حتى اختفى، ولكن للحسم حين نقول قضيناعلى فيروس كورونا "كوفيد 19" يجب أن يكون هناك مصلا.
وشددت الدكتورة أماني مختار أستاذ الطب الوقائي، على اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية، وعدم الاعتماد على تحورات الفيروس، موضحة أن طبيعته التي تشبه فيروس الإنفلونزا، تتحور بالفعل، وتضعف مع الوقت، وذلك بالقياس على الفيروسات المشابهة مثل إنفلونزا الخنازير، أو متلازمة الشرق الأوسط "ميرس". 

وتابعت مختار لـ"الوطن"، أن بالنظر إلى تاريخ الفيروسات حتى القديم منها مثل الطاعون والإنفلونزا الإسبانية أنها تنتشر حتى تضعف من خلال عدة عوامل سواء مناعة القطيع أن إصابة الأشخاص قوي المناعة بها وإضعافها عند نقلها مرة أخرى أو التحور الجيني لها، وهو ما قد يحدث لفيروس كوفيد 19 ولكنا لا نزال لا نعرف تحوراته حتى الآن.

وأكدت أستاذ الطب الوقائي، أن على الرغم من أن تاريخ البشرية شهد انتشار وانحصار العديد من الفيروسات، إلا أن عند الحديث عن فيروس كورونا الغامض، يجب الحرص من التوقعات، حيث أنه لا يزال غامضا، ولم يتم اكتشاف مصل له حتى الآن، إنما نقاومه بأدوية لإضعافه، وبالتالي يجب الوضع في الاعتبار، اتخاذ كل الإجراءات الوقائية، فهي السلاح الوحيد ضد كورونا.