ينشغل «سبعاوى»، المهندس الشاب، باختراع عجيب: «ماكنة.. تدّخل فيها القطن من ناحية، يطلع من الناحية التانية توب قماش»، وفى سبيل ذلك ينعزل تماماً عن عائلته، والدته التى تسعى لتزويجه غير مهتمة برفضه الزواج لحين نجاح اختراعه، وأشقائه «سامى»، الطالب الذى لا عمل له إلا مغازلة الفتيات، و«سناء»، التى تحلم بأن تصبح نجمة سينمائية «فاكرة نفسها فاتن حمامة»، و«زيزى» التى تراقب الجميع وترصد تحركاتهم بحكم مرحلة الطفولة التى تعيشها، أما الأم التى تحلم بتزويج ابنها فتضغط عليه لكى يذهب معها لرؤية عروس، فيتحمس لرؤية والدها باعتباره يملك مصنع نسيج أكثر مما يتحمس لرؤية ابنته، ولا ينطق أمامهم بكلمة إلا حين تأتى سيرة ماكينة نسيج جديدة اشتراها والد العروس، ساعتها ينطلق فى الكلام عن الماكينة دون أن يفلح أحد فى إيقافه، وعندما تضغط عليه أمه ليستقبل أسرة خطيبته فى منزله ويكون لطيفاً معهم، يلقى عليهم خطبة عصماء: «أهلا وسهلاً أهلاً وسهلاً.. شرفتونا وآنستونا.. دى فرصة سعيدة جداً جداً»، غير مُلقٍ بالاً لشقيقته «سناء»، وهى تحاول لفت انتباهه لغرابة تصرفاته بتعبير سبق الاتفاق عليه من قبل: «تاااا تاااا تاااا»، لكن نوبة جنون تنتابه بعد أن ينجح اختراعه فيصرخ بملء فمه: «طلعت قمااااش.. الحقونى.. يا عالم يا هووه.. يا بتوع الهندسة طلعت قماش.. وزارة الصناعة طلعت قماش.. أيها الناس الماكنة طلعت قماش»، ليستقبل بعدها عرضاً من والد خطيبته بشراء الماكينة التى اخترعها، فيزداد جنونه: «عشرين ألف جنيه.. ألف عشرين جنيه.. أنا المدير».

كوميديا اجتماعية تحت عنوان «عائلة زيزى»، أخرجها فطين عبدالوهاب عام 1963 عن قصة لوسيان لامبير، وبطولة سعاد حسنى، وفؤاد المهندس، وأحمد رمزى، وعقيلة راتب، يرصد فيها حال أسرة من الطبقة المتوسطة، وتفاعلها مع الأحداث المحيطة بها، من خلال مواقف غاية فى الطرافة، وإفيهات يصعب أن تسقط من الذاكرة، فالأم التى لا يعجبها شىء مما يجرى حولها تصطاد ابنها «سامى» وهو عائد للمنزل إثر غزوة عاطفية فاشلة، فتباغته: «إن فِلح أخوك تبقى تفلح إنتَ».. ثم تواصل مغتاظة: «حسرتين تلاتة علىّ»، ليأتيها صوت «زيزى» وهى تشير لنفسها: «أربعة يا ماما».