كتبت – أماني موسى
قال د. نبيل القط، أن فترة الحجر الصحي بالمنازل هي فترة صعبة للجميع، وفترة ضاغطة يشعر خلالها الفرد بالإرهاق الذهني والنفسي والضغط والشعور بالقلق والمخاوف، ربما من الإصابة بكورونا، أو إصابة أحد الأحباء أو الفقد، وخلافه من أفكار سوداوية.
 
أساليب تعزيز الصحة النفسية والسيطرة على القلق
وأضاف الطبيب النفسي خلال لقاءه مع برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المقدم عبر شاشة سي بي سي، أن هناك عدة أساليب يمكن إتباعها خلال فترة الحجر الصحي بالمنازل لتعزيز الصحة النفسية، وأن القلق الذي نعيشه اليوم هو قلق عام، لكن بدرجات متفاوتة بين الأشخاص.
 
الفارق بين القلق الصحي والقلق المريض
وهناك درجة صحية من القلق، كالشعور بالخوف من الإصابة بالمرض أو إصابة الوالدين أو الأبناء أو الأزواج، لكن حين يتحول هذا الخوف إلى جحيم لحياتك وحياة من حولك، فهنا تكون المشكلة.
 
البعض لديهم القدرة على التكيف مع الأوضاع الطارئة
مشيرًا إلى أن هناك عدد من الناس لا يشعرون بالقلق في هذه الأزمة، ولديهم درجة عالية من التكيف مع الأوضاع الطارئة، ويساعدون بعضهم البعض في المنزل، ويجدون أشياء ممتعة يقومون بها في فترة الحجر المنزلي.
 
القلق يقلل عمل جهاز المناعة
وتابع، القلق يقلل مناعة الإنسان ويربك جهاز المناعة لديه، والمناعة هي الخط الأول للدفاع في مواجهة الفيروس، ولذا لا بد من التحكم في الشعور بالقلق.
 
وأوضح أن هناك عدة علامات تعد مؤشر خطر وهي على النحو التالي:
 
- الشعور بالقلق المستمر: حيث يصحب الشخص شعور دائم بالقلق، كأن تشعر بالقلق وأنت تشاهد التلفاز وأنت تأكل وأنت تتحدث، حيث لا يذهب عنك الشعور بالقلق.
 
- نوبات من الرعب الشديد بتوقع حدوث كارثة: كأن يشعر الشخص بإصابة مؤكدة له أو لأشخاص قريبين منه، واستمرار هذا الشعور لأيام متتالية دون توقف.
 
- عدم القدرة على الشعور بالاطمئنان إلا بمساعد خارجي: وذلك بأن يشعر الشخص أنه لا يشعر بالاطمئنان إلا بتأكيدات خارجية من آخرين، ودون وجود هذه التطمينات الخارجية تشعر بخوف وهلع.
 
- التأثير على التركيز: حين يصبح القلق مؤثر على التركيز الطبيعي للشخص بما يعوقه عن إتمام مهام يومه، وإتمام أي شيء في يومه، إذ يشعر بعدم القدرة على التركيز وفعل أي شيء.
 
لهذا السبب يزيد الإحساس بالقلق ليلاً
وعن الشعور بالقلق بشكل متزايد ليلاً، أوضح د. نبيل القط، أن السبب في ذلك هو أنه بفترة النهار يكون الأشخاص مشغولين بأداء مهام يومهم، ووجود ضوء الشمس وأصوات الناس بالشارع أو المنزل يمنحنا شعور بالأمان والاطمئنان، والتلفزيون، والاتصالات، وجميعها أمور تشغلنا عن مخاوفنا، وعندما حيل المساء والليل بظلامه وسكونه وغموضه تعودنا في تاريخنا الإنساني أن الليل مصدر خطر. 
 
ظلام وسكون الليل يساهم في زيادة الإحساس بالقلق وجوزة الطيب تساهم في الشعور بالنوم
وأردف، أن سكون الليل يسهم في أن يصغي المرء بتركيز لأصوات أفكاره، ومنها الأفكار السلبية، وخاصة قبل الدخول في مرحلة النوم، حيث يضعف لدينا الوعي العاقل وينشط العقل اللا واعي بأفكاره التي نحاول مواجهتها طيلة اليوم.
ونصح القط بعدة أمور لمواجهة هذه المخاوف الليلية، منها النوم بجوار أحد أفراد الأسرة بدلاً من النوم وحيدًا، وكذا شرب مشروبات مثل الينسون وغيرها من المشروبات التي تهدء الأعصاب، كما أن جوزة الطيب تساهم في الدخول في النوم بسهولة.
 
تكنيك تمارين التنفس
وكذا إتباع تمارين التنفس، حيث يتم التنفس من البطن إذ تساهم هذه الطريقة في تقليل الشعور بالقلق، وهناك طريقة 4، 7، 8، أي تأخذ النفس في 4 وأكتمه في 7 وأخرجه في 8.
 
تمارين تشغيل الحواس الخمسة للسيطرة على القلق والأفكار السلبية
وهناك تمرين آخر وهو العد من 5 إلى 1 بالعكس، ثم إغماض العينين، والتركيز أن تسمع خمس حاجات، تشغل بهم حواسك الخمسة، كأن تغمض عينيك وتشغل حاسة السمع فتسمع صوت كلب، ثم صوت عصفور، ثم صوت تلفزيون، وتردد بصوت عالي، كلب، عصفور، تلفزيون، بنتي، عربية معدية، وهكذا.. 
 
تم تبدأ بتشغيل حاسة اللمس لخمس أمور، فتلمس بيدك كرسي، ترابيزة، بنتي، كلب، ثم حاسة النظر، فانظر بعيني ستارة، تلفزيون، مكتب، تليفون، ثم بقية الحواس الخمسة كالشم فأشم قهوة مثلا، قطعة جبن، قطعة سكر، ثم أخيرًا حاسة التذوق، وأكرر هذا التمرين كلما شعرت بضغط وقلق، وفكرة هذا التمرين هي التركيز على المشاعر بدلاً من التركيز على الأفكار، والرجوع للواقع بدلاً من الأفكار.