باب من الأمل فتحه استخدام بلازما المتعافين من وباء كورونا لعلاج مصابي الفيروس، ليتجسد مع هذا الأمل أرقى صور التلاحم الوطني في مصر، بعدما تبرع "محمد عبدالفتاح" بالبلازما إلى "القمص بيشوي".

في مطلع مايو الماضي، كان محمد عبدالفتاح، متعافيا من فيروس كورونا المستجد، من أوائل المتبرعين ببلازما الدم بعد تلقيه العلاج في مستشفى الصداقة للعزل بأسوان في بداية تطبيق التجربة على مصابي كورونا.

محمد: أتمنى أتبرع كل شوية وبناشد كل المتعافين يتبرعوا بالدم
وصل الرجل الأربعيني إلى مستشفى الصداقة للعزل في الثالث من مايو الحالي، وأجرى التحاليل والفحوصات اللازمة وبعد التأكد من حالته، تبرع بالبلازما المطلوبة لعلاج مصاب آخر بالفيروس دون أن يدري إلى من سيذهب دمه: "اتبرعت عشان أساعد حد محتاج مسألتش هتروح لمين ولا فرق معايا المهم إني أساعد غيري"، بحسب تعبيره.

وبعد ساعات من تبرع عبد الفتاح صاحب فصيلة دم B+، أبلغه أحد الأطباء أنّ الدم المتبرع به سيتم استخدامه لعلاج مريض قبطي يدعى القمص بيشوى ويا، من محافظة قنا، بعد إصابته بفيروس كورونا وتدهور حالته الصحية، وبحسب حديث عبد الفتاح لـ"الوطن" لم يفرق معه إلى من سيذهب دمه، مؤكدا حرصه وقتها على مساعدة غيره دون تفكير في الديانة أو الشخص.

مع إعلان الصحة'> وزارة الصحة نجاح تجربة استخدام بلازما المتعافين لعلاج مصابي كورونا، تمنى الرجل الأربعيني لو كان باستطاعته التبرع حاليا لينقذ روح شخص آخر، ولكن وبحسب تأكيد الأطباء له لا يمكنه التبرع إلا بعد مرور 3 شهور على تبرعه الأول، "واحد اتصل بيا من أيام قليلة جدته بتموت ومحتاجين تبرع بالبلازما يا ريت كنت أقدر مش هتأخر".

يسعى الرجل المتعافي إلى نشر أهمية تلك الخطوة بين المتعافين من حوله لإنقاذ أرواح العشرات غيرهم، "يا ريت الناس كلها تقدر قيمة الخطوة دي".

القمص أمونيوس فارس، وكيل مطرانية قنا، أكد لـ"الوطن" استقرار حالة القمص بيشوي وتماثله للشفاء في مستشفى الصداقة بأسوان بعد مرور شهر على تطبيق تجربة العلاج ببلازما الدم عليه.

وأوضح أمونيوس أن الأطباء في المستشفى يتابعون حالته باهتمام ويطمئن عليه من خلالهم بشكل دائم.

وقالت الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، إن استخدام بلازما الدم للمتعافين من الفيروس، أثبت نجاحه في شفاء عدد كبير من الحالات في مصر، الذي تم تطبيقه على عدد من الحالات: "النتائج مبشرة، وده شجعنا أننا نوسع التجربة".

وأضافت "العسال"، خلال مداخلة لها عبر تطبيق "زووم" ببرنامج "التاسعة"، الذي تقدمه الإعلامية هبة جلال، المذاع على الفضائية المصرية الأولى، أن تطبيق بلازما الدم كان بشكل محدود للمرضى الموجودين في نطاق القاهرة الكبرى، لسرعة إيصال البلازما في خلال ساعتين، وحاليا تم إرسال الأجهزة الخاصة لفصل البلازما من دم المتبرعين في محافظات مختلفة، من أنحاء الجمهورية.