تطوع طبيب بدلاً من زميلته الحامل، للتعامل مع حالة كورونا وصلت إلى مستشفى حميات سمالوط بالمنيا فى مرحلة متأخرة، فشاء القدر أن يلتقط العدوى ويصاب بالفيروس ويتوفى بالعزل الصحى، ضارباً المثل فى الشهامة والإخلاص، مما جعل زوج الطبيبة نجلاء الفولى يدين له بالفضل فى حياة زوجته التى تنتظر مولودها الأول.

يؤكد الدكتور سامح عاطف، زوج الطبيبة، أن حالة زوجته النفسية سيئة جداً، ومنهارة منذ سماعها خبر وفاة زميلها الراحل الدكتور سيد نادى، الذى كان يتسم بحسن الخلق، ورفض أن تتعامل مع المريض وطلب منها أن تبتعد وتجلس فى مكتب مدير المستشفى لحين انتهائه من الكشف عليه: «مراتى كانت نبطشية رغم إنه مفيش نبطشيات للحامل بعد الشهر السادس لكن قالوا إحنا فى ظروف استثنائية».

يحكى «عاطف» أنه فى اليوم الذى كانت فيه زوجته «نبطشية»، جاء إلى المستشفى مريض كورونا عمره 72 عاماً، مريض قلب وسكر وضغط، تركه أولاده بدون علاج حتى تدهورت حالته: «الدكتور سيد خرج يستقبل الحالة ويتابعها فأصيب بالفيروس وبعد أسبوعين من العزل فى بيته ساءت حالته وتوفى داخل مستشفى ملوى لأنهم مالاقوش بلازما له».

لم تكن هذه المرة الأولى التى كُتب فيها لزوجته عمر جديد، بل كانت ضمن فريق طبيبات المنيا اللاتى وافتهن المنية وهن فى طريقهن لتلقى تدريب فى العاصمة، لكن زوجها رفض ذهابها بسبب حملها فى الشهور الأولى: «بحمد ربنا إنى منعتها ساعتها»، لافتاً إلى أن الطبيب الراحل كان معتاداً على تحمل الشغل بدلاً منها فى الاستقبال: «حرفياً نفسيتها مدمّرة وأنا مدين له بحياة زوجتى وبنتى وربنا يصبر أسرته».