بقلم: ياسمين غبارة
دائمًا ما نقرأ ونسمع عن علاقة الأم بابنتها، ولكن للأسف لا نجد التقدير الكافي لدور الأب عندما يكون حاضرًا ومؤثرًا وداعمًا فى حياة ابنته، وهو شيء مؤسف حقًا، لأن علاقة الأب بابنته هي علاقه مميزة، لها دور حيوي في نمو وتطور ابنته، إذًا فلنلقِ الضوء على الآباء.

نستعرض الأسباب الخمسة لأهمية دوره الآباء فى حياة بناتهم
1. غالبًا ما تختار الفتاه شريك حياة يشبه أبيها في كثير من الصفات

فالأب هو من يعطي ابنته صورة ذهنية لما يمكن أن تتوقعه من أي علاقة، وهو يفعل ذلك بطرق متعددة، بدايةً بالطريقة التي يعاملها بها،  فعندما يحترم الأب ابنته ويدعمها ويلتزم بما يقوله لها، فهو بذلك يجعلها تتوقع نفس الشيء في علاقتها بشريك حياتها. تتأثر الابنه أيضًا بالطريقة التي يتعامل بها الأب مع شريكة حياته، وحتى إذا كان الأب منفصلاً عن شريكته، فطريقة تعامله معها بعد الانفصال تنعكس على ابنته كذلك.

2. حب وقبول الأب لابنته يؤثر على تفكيرها وثقتها في نفسها
عندما يكون الأب مُحبًا لابنته ذلك الحب غير المشروط، فخورًا بها ويَدعَمهَا، فهو بذلك يجعلها تتمتع بقدر كبير من الثقة والتقدير لذاتها. والفتيات اللاتي يتمتعن بهذه الصفات تمر بهن السنين ليصبحن سيدات أكثر سعادة ونجاحًا في المجتمع. أفضل ما في كل هذا هو أن الأب لا يحتاج للقيام بمجهود غير عادي حتى يترك هذا الأثر في ابنته، كل ما عليه فعله هو أن يكون حاضرًا، داعمًا ويُصغي جيدًا، هذا كل ما تحتاجه البنات لتتألق وتزدهر.

3. مشاركة الأب في حياة ابنته الدراسية يجعلها أكثر تفوقًا
البنات اللاتي يتفاعل والدهن مع جوانب حياتهن الدراسية والتعليمية، هنّ البنات الأكثر تفوقًا في الدراسة، فعندما يشجع الأب ابنته على التفوق في المدرسة، يساعدها على تخطي صعوبات الدراسة ويوجهها إلى طرق البحث الأكاديمي المناسبة، كل هذا قد يؤدي إلى نجاح الفتيات وتفوقهن بشكل مدهش.

لفتات بسيطة من الأب، كأن يساعد ابنته في حل الواجبات المدرسية، أو يشجعها على خوض تحديات دراسية مختلفة، مثل هذه الأشياء البسيطة قد يكون لها تأثير كبير، وعندما يتطوع الآباء في الأنشطة المدرسية، فهم بذلك يعكسون لبناتهم مدى أهمية التعليم.

4. الكثير من الآباء لا يُشجّعون بناتهم على المغامرة وخوض التجارب المختلفة
مهما كانت التجربة التي قد تحاول أي فتاة أن تخوضها، سواء ممارسة رياضة جديدة أو تجربة أكلة مختلفة، تصليح سيارة، أن تسافر بمفردها أو حتى أن تتصدى لنوع من التنمر، فغالبًا ما يتكون بداخلها ذلك الإقدام وحس المغامرة من خلال والدها، وبالتالي فيجب على الآباء أن يكونوا حريصين في الطريقة التي يحاولون بها التأثير على بناتهم وغرس تلك الصفات بهم.

عادة ما يكون الآباء متحفزين بشكل طبيعي للقيام بأدوار معينة: كالحماية وإنقاذ المواقف وحل المشكلات -وهو شيء جيد بطبيعة الحال- ولكن لتنشئة بنات مقبلات على المغامرة ويشعرن بقدرتهن على حل مشكلاتهن بأنفسهن وخوض التجارب المختلفة، فذلك يتطلب من الآباء أن يتحكموا في نزعة الحماية لديهم، ويُركزون جهدهم على تحفيز بناتهم وتقويتهن، وإعطائهن الثقة بأنهن قادرات على فعل أي شيء.

5. دعم الأب يساعد الابنة في الشعور بالراحة تجاه شكلها الخارجي
في مرحلة عمرية معينة، معظم الفتيات تهتز ثقتهن تجاه شكلهن الخارجي. قد تمر تلك المرحلة على بعض الفتيات مرور الكرام، ولكنها أيضًا قد تشكل أزمة لدى البعض الآخر. عندما تفتقر الفتيات إلى جمال الشكل، فإن ذلك قد يدفعهن إلى العزلة عن المجتمع، وفقدان الثقة بالنفس والقلق الدائم بشأن مظهرهن، وفى بعض الحالات قد يتحول الأمر إلى إصابتهن بالاكتئاب والقلق المَرضي أو اضطرابات الأكل.

بالرغم من أن الشكل الذي تُظهر به الفتاة نفسها للمجتمع هو ليس فقط بتأثير من الأب، فإن الآباء لهم دور كبير في ذلك، فالفتيات لا يتأثرن فقط برأي آبائهن في شكلهن، وإنما يتأثرن أيضًا بطريقة كلام الأب عن مظهر وشكل أي شخص آخر، فالأب الرائع هو ذلك الذي يتحدث باحترام عن الناس، بغض النظر عن شكلهم ومظهرهم.

البنات تحتاج إلى آباء مميزين، ومن المستحيل لنا أن نتجاهل أهمية العلاقة بين الأب وابنته، فالفتيات اللاتي تمتعن بعلاقة وطيدة مع آبائهن، هن الفتيات الأكثر نجاحًا في الدراسة وفي اختيار شريك الحياة، ويتمتعن بقدرٍ عالٍ من تقدير الذات، واثقات من قدرتهن على تحقيق أهدافهن، ومدركات لأهمية العمل الجاد المتواصل من أجل الوصول إلى تلك الأهداف، وبالتالي يجب أن نُشجّع ونفخر بالآباء المُحبين والمؤثرين في حياة بناتهم، فهم يقومون بدورٍ مهمٍ في أن تكبُر كل فتاةٍ لتكون سيدة مُدهشة ومُميزة، وهو ما نحتاجه جميعًا في حياتنا.
نقلا عن نون