د. محمد طه
فيه رجال/أولاد كتير (وسيدات/بنات أيضاً)، بيكون جواهم قرار قديم جداً، واعى أو غير واعى، وغالباً منذ طفولتهم، إنهم مايتجوزوش.. أو مايرتبطوش.. قرار داخلى عميق بعدم الزواج.. أو بعدم الدخول فى علاقة جادة.. أو بعدم إكمال علاقة حتى آخرها..

بيخافوا يدخلوا أى علاقة، ولو دخلوا علاقة بيخافوا إنها تكمل، ولو قربت تكمل يطلعوا يجروا، أو يطفشوا الطرف التانى، ولو اتجوزوا فعلا، بيبقوا متجوزين ومش متجوزين، ولو فضلوا متجوزين شوية، يتفننوا فى إفشال هذا الزواج، إما بالمشاكل المتكررة، أو بالانسحاب البطئ.

القرار ده بيكون وراه -فى معظم الأحيان- استقبالهم لأول نموذج شافوه فى حياتهم لعلاقة ارتباط.. الأب والأم، واللى بيسد نفسهم حرفياً عن الارتباط، وعن الجواز، وعن أى علاقة..

أو بيكون وراه رؤيتهم لصور فاشلة من العلاقة بين الرجل والمرأة حواليهم وفى محيطهم..

أو بيكون وراه أخيرا تعلق شديد -وربما مرضى- بالأب أو بالأم..

البنت اللى جواها هذا القرار، بترفض الدخول فى أى علاقة من الأول، أو تدخل نوعية من العلاقات باحب أسميها (الحب المستحيل)، اللى هى علاقات حب فيها من العوائق والموانع ما يجعل من المستحيل انها تكمل بشكل طبيعى.. والبنت دى لو اتقدملها حد للارتباط، بتركبها عفاريت الأرض، وتجيلها حالة هلع، وممكن ماتنامش الليل من الرعب والخوف، اللى هى نفسها مش بتكون عارف سببه..
أكرر، هذا القرار غالباً غير واعى.

أما الولد اللى بيكون جواه هذا القرار، فهو على العكس، بيدخل علاقة ورا التانية، مش بنية أى حاجة غير تذوق الحب، ودغدغة المشاعر، واثبات الرجولة، وأول ما الموضوع يدخل فى الجد، يختفى، أو يفتعل مشكلة، ويهرب.. ولو العلاقة كملت بشكل من الأشكال واتجوز.. بيحس طول الوقت إنه (اتدبس)، ويوصل مراته منه بشكل متكرر إنه مغصوب على الجوازة دى، ومتضايق من وجوده فيها، ومش طايق نفسه وهو معاها، وهو فى بيته، وهو حتى فى سريره.. ويتطور الأمر إما إلى خيانة، أو طلاق نفسي، أو طلاق فعلى..

البنت اللى مرعوبة من الارتباط..
والولد اللى مش مقرر استكمال علاقة لآخرها..
الاتنين محتاجين يتعالجوا..
والاتنين علاقاتهم ملخبطة ومحتارة وغير مستقرة..
وهاتكون مصيبة بجد،
لو هما الاتنين وقعوا فى بعض..

#محمد_طه