كتب – روماني صبري
قال عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أن العالم العربي يواجه اليوم أسوأ أزمة في العصر الحديث، بسبب انقسام البلدان العربية واختلاف توجهاتها، وتعارض مصالحها، ما تسبب في عدم وجود موقف عربي بالمعنى التقليدي." 

الانقسام السبب
وأضاف "موسى" عبر تقنية الفيديو لبرنامج "مواجهة" تقديم مهند الخطيب، عبر فضائية "سكاي نيوز عربية"، ما ذكرته السبب الرئيسي في ضعف الموقف العربي سواء في ليبيا أو فلسطين أو غير ذلك."

إيران افتخرت بتمددها في عواصم عربية
وأردف :"ما يحدث الآن هو التفاف حول العالم العربي من خارجه واختراقه أيضا، والتصريحات الإيرانية بتمدد نفوذ طهران داخل 4 عواصم عربية تؤكد ذلك وهي عواصم مهمة وحساسة، لافتا :" أعلنوا ذلك بافتخار شديد بأنه لا يمكن تمرير قرار في هذه الدول إلا بإذن من الجمهورية الإيرانية."

نواجه تطور خطير
وكشف :" مؤخرا تواجدت تركيا داخل 3 مواقع عربية عسكريا، شمال العراق ونفذت غارات جوية هناك، شمال سوريا بنشر قواتها على الأرض، وفي الدولة الليبية بحريا وجويا وكذا عبر تجنيدها المرتزقة والجماعات المسلحة ."

وتابع :" الدول العربية تواجه تطور خطير جدا، يتمثل في قدرة تركيا على التواجد عسكريا في أكثر من موقع في الوقت ذاته." 

التدخل فرض فرضا
في عام 2011 ترك عمرو موسى الجامعة العربية، وكانت بداية ما سمي وقتها الربيع العربي، والذي أحدث تغييرات في تونس ومصر وسوريا وكذا في ليبيا عبر تغيير الأنظمة الحاكمة آنذاك، قرارات مصيرية صدرت وقتها بخصوص ليبيا وسوريا، البعض يقول : كانت هنا الانتكاسة الكبرى التي نشهد نتائجها اليوم، حيث تم السماح للناتو بالتدخل، السماح بتجميد عضوية سوريا في الجامعة، وكذا التدخلات الخارجية من أطراف أجنبية كثيرة في البلاد العربية، فبدأ الانحدار الذي يعيشه العالم العربي ؟.

 وردا على ذلك قال موسى :"  أولا كلمة سمحنا كبيرة وتحتاج لتفسير، التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فرض فرضا، وفي الحقيقة ما سمي بالربيع العربي كان متوقعا، وكان موجود في الأفاق أن هناك تطورا  خطيرا سوف يحدث في البلاد العربية."

لأنها دول افتقدت الحكم الرشيد
ورأى عمرو موسى، وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام الأسبق للجامعة العربية :" في حالة كانت الدول العربية تنعم بالحكم الرشيد، واقصد هنا الدول التي واجهت تطورات الربيع العربي، وكان الرأي العام فيها مؤيد للسياسات الحكومية الخارجية والداخلية، ويشعر فيها المواطنين بالآمال التي ستحقق في المستقبل ما كان من الممكن على الإطلاق فرض الدول الأجنبية سياسيات الشرق الأوسط الجديد."

لافتا :" نحن أخطئنا ولم نقدر الموقف التقدير السليم، وان الأوان الآن لنفعل ذلك، والقطار لم يفت على هذا، وحتى لو حدث ذلك يمكن اللحاق به بأكثر من وسيلة، وما حدث في ليبيا بصفة خاصة دليل على أن القضية ليست خاصة بتركيا  وإيران، لأنه ما كان ممكنا على تركيا أن تقوم بما تقوم به الآن وتعبر أجواء البحر المتوسط لتتدخل عسكريا في بلد آخر، دون معرفة من دول العالم."

تركيا تعمل بموافقة الدول العظمى
ورجح :" تحليلي الخاص يرى ان تركيا تدخلت في ليبيا بموافقة الدول العظمى لاسيما التي لها مصالح في طرابلس، ثمة مهمة ما يقول بها اردوغان هناك كونه أحد المستفيدين من تدهور الأوضاع في ليبيا."

تركيا الأخطر
مشددا :" ليست الدولة الإيرانية الأخطر على البلدان العربية بل تركيا، والأخيرة تتدخل في العالم العربي تنفيذا لأجندة إستراتجية تم التخطيط لها."

وحول أزمة سد النهضة وتعنت النظام الإثيوبي ومماطلته، رأى موسى :" المجتمع الدولي من المستحيل أن يوافق على تعطيش المصريين."