كتب – روماني صبري 
 
نفذ الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا جولة تفقدية للوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية ، وقال الرئيس لنسور مصر من القوات الجوية :"الجيش المصري من اقوي جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد .. يحمي ولا يهدد .. يؤمن ولا يعتدي .. تلك هي عقيدتنا وثوابتنا التي لا تتغير .. كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة داخل حدودنا وإذا تطلب الأمر خارج حدودنا، في رسالة واضحة لتركيا وحكومة الوفاق غير الشرعية بليبيا والتي فتحت البلاد للغزو التركي من القضاء على الجيش الوطني الليبي، ما يهدد الأمن القومي لمصر.
 
التحول حديث 
وفي إطار ذلك قال عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية، عبر تقنية الفيديو لفضائية "الحرة"، اعتقد أن التحول في الخطاب السياسي المصري، تحول حديث، حيث لم يكن هذا الخطاب المستخدم طوال الفترة السابقة بخصوص الصراع في ليبيا."
وأسباب التحول ؟ 
وتابع :" وهذا في الحقيقة يرجع للتغييرات التي تحدث على الأرض من قبل الدولة التركية، حيث انتقلت من مرحلة دعم فريق إلى مرحلة التدخل المباشر عبر إرسالها مرتزقة من سوريا للمشاركة في القتال مع قوات الوفاق ضد الجيش الليبي." 
 
لافتا :" النظام التركي تحدث وسعى لإنشاء قواعد عسكرية  في قاعدة الوطية، ويدور الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية في مصراتة، بالتالي هذا أيضا أمر تجاوزته بلدان شمال إفريقيا كلها وليس فقط مصر بأنها أنهت تواجد القواعد العسكرية البريطانية والفرنسية." 
 
أيضا الإعلان عن نهب موارد ليبيا 
مضيفا :" رغم ذلك تركيا تريد أن يكون لها قواعد عسكرية على الأراضي الليبية، والمتغير الثالث سببه الحديث المباشر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص سيطرة بلاده على آبار النفط والغاز والتوسع في طرابلس ما يصب في مصلحة اقتصاد تركيا." 
 
مشددا :" سبب التحول في الخطاب المصري تدخلات تركيا على الأرض، وهو خطاب للدفاع عن الأمن القومي المصري." 
 
للتصدي للغزو التركي 
 ما الذي يهم مصر حتى تفتح العمل العسكري داخل ليبيا "، وردا على هذا السؤال قال الشوبكي، هذه معطيات لم تكن قديمة، بل منذ أسابيع قليلة، وجاءت بعد الحديث عن قواعد عسكرية تركية في ليبيا، وتجنيد تركيا للمرتزقة والجماعات الإرهابية في طرابلس، والتي جاءت بشكل مكثف إلى البلاد في الأسابيع الأخيرة، ما استلزم الرد المصري الواضح.
 
لا نريد الحرب مع مصر ! 
أما  برهان كورأوغلو – أستاذ العلوم السياسية  والمحلل السياسي، فزعم أن وجود حكومة الوفاق شرعي وان بلاده لا تريد الحرب مع مصر، وتوجد في ليبيا وفقا لاتفاق امني مع هذه الحكومة، واعترف بغزو تركيا لطرابلس دون أن يكمل حديثه قائلا :" يوجد عدد من جنود الجيش التركي هناك لتدريب – يقصد الجماعات الإرهابية-." 
 
التدخل العسكري المصري بات  أمر مشروع
كما شدد عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية،  على أن خطاب الرئيس السيسي الأخير لم يسقط الحل السياسي، لافتا :"والجميع يعلم أن الحل السياسي هو المخرج الأساسي للصراع في ليبيا، ولكن حين تكون دولة كمصر تعرضت لخطر الجماعات المسلحة التي قامت بعدد من العمليات الإرهابية داخلها ، وحين يكون هناك خطر حقيقي لوجود ميليشيات إرهابية على الحدود مع مصر وحين يكون هناك خطر حقيقي من وجود قواعد عسكرية أجنبية فاعتقد أن التحول من اللغة الدبلوماسية والسياسية إلى لغة التدخل العسكري  أمر مشروع وطبيعي."