بعد أكثر من 3 أشهر من الإغلاق الكامل لدور العرض السينمائية، بسبب فيروس كورونا، سمحت قرارت مجلس الوزراء، بعودة العمل بدور العرض، بنسبة تشغيل 25% من الطاقة الاستيعابية للسينمات، مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية، وهو ما أثار حالة من الجدل فى الأوساط السينمائية، حول إذا ما كان القرار مفيدا أم مضرا لمنتجى الأفلام وأصحاب دور العرض.

وتضاربت الآراء بينهم، فمنهم من يرى أن نسبة الـ25% تعد بداية لعودة نسبة الـ100%، والبعض الآخر يراها لا تغطى تكاليف التشغيل، كما عبر بعض منتجي الأفلام عن خوفهم من طرح الأفلام الجديدة التي كان مقرر لها أن تعرض خلال فترة التوقف، حيث يجدونها مخاطرة فمن الممكن أن يعاد الإغلاق مرة أخرى إذا زادت أعداد المصابين بفيروس كورونا، نتيجة عودة بعض الأنشطة، وهو ما أوقع دور العرض في مأزق لأنهم لا يجدون أفلام يعرضوها سوى الأفلام القديمة التي كانت تعرض منذ 3 أشهر الإغلاق، والتي أصبحت جميعها متاحة عبر مواقع الإنترنت.

وقامت «الشروق» بجولة تفقدية في العديد من دور العرض، وكانت البداية مع سينمات وسط البلد، التي لا زال بعضها قيد الإغلاق، ومنها من يفتح أبوابه ولكنه يرفض حجز مقاعد القاعات في انتظار قرار غرفة صناعة السينما الذي من المقرر أن يصدر عصر الغد، ومنهم من يفتح شباك التذاكر وينتظر قدوم أي مشاهد.

وقال أحد مديري دور العرض بمنطقة وسط البلد، إنه تم فتح أبواب دار العرض حسب تعليمات قرار رئيس الوزراء، وتعقيم السينما بالكامل، وارتدى جميع العاملين القفازات والكمامات، وفي انتظار الرواد، ولكنهم خلال أول حفلتين لم يستقبلوا مشاهدا واحدا، وأنهم يعرضون الأفلام القديمة فقط.

وتابع أنه بالطبع المواطن لن يأتي في ظل هذه الظروف لكي يشاهد فيلما قديما، فالمشاهد بالتأكيد متخوف أن يأتي لكي لا يصاب بالعدوى، ولكنه لن يحفز للنزول من بيته ودخول السينما ما لم يكن هناك أفلام جديدة.

واتفق معه في القول مدير أحد دور العرض بأحد المولات بمدينة 6 أكتوبر، حيث قال إن الإقبال في اليوم الأول ضعيف جدا ويكاد يكون معدوم فهناك بعض الحفلات لم يدخلها أحد، ولكن لا يمكن أن نحكم على الفترة المقبلة، من خلال مبيعات هذا اليوم فقط، ونحتاج إلى أسبوع على الأقل لكي نستطيع توقع شكل الفترة المقبلة ما إذا كانت ستسمح بزيادة النسبة إلى أكثر من 25% أم لا.

وأوضح أن السينما اتخذت العديد من الإجراءات الإحترازية، ومنها تعقيم جميع القاعات، وارتداء العاملين للقفازات والكمامات، كما تم وضع المعقمات والمطهرات «الجيل المطهر» في كل أركان السينما والحمامات وأمام أبواب القاعات، إضافة إلى وضع بوابة تعقيم عند باب دخول السينما، وأنه لا يسمح بدخول أي شخص بدون كمامة.

وأردف أنه يتم تحقيق التباعد الاجتماعي بين كل الأشخاص داخل قاعات العرض، حيث يكون هناك مسافة لا تقل عن 5 أمتار بين كل شخص والأخر، وإذا كان هناك مجموعة من الأصدقاء يريدون الجلوس بجانب بعضهم، يسمح لهم بشرط أن تزيد مسافة التباعد بينهم وبين الأشخاص الأخرين إلى أكثر من 6 أمتار.

وقال مدير أحد دور العرض بأحد المولات بمدينة 6 أكتوبر، إن الإقبال كان معدوم في أول حفلة ولكنه زاد خلال الحفلات التالية ليصل إلى أقل من المتوسط خلال اليوم الأول بعد السماح لدور العرض بالفتح مرة أخرى.

وأضاف أن السينما اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، كان أولها تعقيم جميع القاعات، وارتداء العاملين للقفازات والكمامات، ووضع المعقمات والمطهرات «الجيل المطهر» في جميع أمام أبواب القاعات ومنطقة الاستراحة والحمامات، ووقوف أحد العاملين أمام بوابة الدخول الخارجية للسينما، بجهاز قياس حرارة عن بعد يتم به قياس حرارة كل شخص، ومن تزيد حرارته عن الدرجات الطبيعية لا يسمح بدخوله، كما لا يسمح بدخول أي شخص لا يرتدي كمامة.

وأكد أنهم يطبقون التباعد الاجتماعي بين كل الأفراد داخل القاعات، حيث يكون هناك مسافة لا تقل عن 4 أمتار بين كل شخص والأخر، حتى إذا كانوا مجموعة واحدة، ويراقب أحد العاملين القاعة خلال فترة عرض الفيلم للتأكد من تطبيق التباعد الاجتماعي.