في مثل هذا اليوم 26 يونيو1977م..
ألفيس آرون بريسلي (ولد 8 يناير 1935 – توفي 16 أغسطس 1977) هو مغني وكاتب أغاني وممثل أمريكي راحل. يعتبر أحد أهم الرموز الثقافية في القرن العشرين، وغالبا ما يشار إليه باسم "ملك الروك آند رول" أو بشكل أبسط "الملك". خلال مسيرتهِ الفنية ظهر الفيس في 31 فلم وسجل 784 اغنية وادى أكثر من 1,684 حفل غنائي .

ولد بريسلي في مدينة توبيلو في ولاية ميسيسيبي، وانتقل إلى ممفيس، تينيسي مع عائلته عندما كان يبلغ من العمر 13 عاما. بدأت مسيرته الموسيقية هناك في عام 1954، عندما سجل أغنية مع المنتج سام فيليبس في صن ريكوردز. كان بريسلي أحد رواد موسيقى الروكابيلي، وهي موسيقى سريعة مزجت موسيقى الكانتري مع موسيقى الريثم أند بلوز، ورافقه عازف الجيتار سكوتي مور وعازف الباس بيل بلاك. حصل بريسلي على عقد مع آر سي أيه فيكتور في صفقة رتبها كولونيل توم باركر الذي أدار مسيرة المغني لأكثر من عقدين. أولى أغاني بريسلي على هذه العلامة هي "Heartbreak Hotel"، وصدرت في يناير 1956 وحققت نجاحا كبيرا في الولايات المتحدة. اعتبر بريسلي شخصية رائدة في عالم الروك أند رول بعد سلسلة من النجاحات على حفلات التلفزيون وأغانيه التي تصدرت مختلف القوائم. كانت طريقة غنائه الحيوية وأدائه المليء بالإيحاءات الجنسية، إلى جانب تجاوزه لحدود الأعراق في زمن بزوغ حركة الحقوق المدنية، كلها عوامل جعلته شخصية شعبية جدا ومثيرة للجدل.

في نوفمبر 1956، قدم بريسلي أول أفلامه بعنوان Love Me Tender. في عام 1958، تم تجنيده في الخدمة العسكرية. واستأنف مسيرته الغنائية بعد عامين، وأنتج مجموعة من أنجح أعماله قبل أن يكرس جزءا كبيرا من وقته في الستينيات لتصوير الأفلام في هوليوود وإنتاج ألبومات الموسيقى التصويرية لهذه الأفلام، وتعرض معظمها لانتقادات شديدة من النقاد. في عام 1968، بعد انقطاع دام سبع سنوات عن العروض الحية، عاد إلفيس إلى المسرح في عرض تلفزيوني خاص لقناة NBC TV بأسم Elvis-68 Comeback Special نال شهرة كبيرة، فمكنه هذا من إقامة حفلات عديدة في لاس فيغاس من العام 1970_1972 وأقام سلسلة من الجولات المربحة. في عام 1973، ظهر بريسلي في أول حفل يبث عالميا عبر الأقمار الصناعية لاكثر من 40 دولة عبر اسيا وأوروبا Aloha from Hawaii شاهد الحفل أكثر من بليون شخص حول العالم كانت المشاهدات تتخطى مشاهدة أول هبوط على سطح القمر كانت كلفة الإنتاج عالية لهذا الحفل بالنسبة لذلك الوقت بحدود 2.5 مليون دولار .وفي 16 أغسطس 1977، أصيب بنوبة قلبية في بيته في غريسلاند، وتوفي بسببها. أتت وفاته في أعقاب سنوات عديدة من تعاطي الادوية مما أدى إلى تدهور حالته الصحية وموته.

بريسلي هو أحد أشهر الموسيقيين وأكثرهم تأثيرا في القرن العشرين. ونجح تجاريا في العديد من الأصناف الموسيقية، بما في ذلك البوب والبلوز والإنجيل والكانتري، وهو أحد أكثر الفنانين المنفردين مبيعا في تاريخ الموسيقى المسجلة، مع مبيعات قياسية تقدر بحوالي 500 مليون وحدة في جميع أنحاء العالم. وفاز بثلاث جوائز جرامي، كما حصل على جائزة غرامي لإنجاز العمر في سن السادسة والثلاثين، وتم إدخاله في العديد من قاعات مشاهير الموسيقى. يعتبر بيته في غريسلاند أكثر البيوت زيارة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد البيت الابيض بمعدل 650,000 سائح في السنة.

امتد النشاط الغنائي والفني للملك بريسلي في الفترة ما بين 1954- 1977، ثم جاءت وفاته في السادس عشر من أغسطس عام 1977 عن عمر يناهز الثانية والأربعين عاماً، بعد أن شهد الجزء الثاني من حياته مرحلة انهيار تدريجي وأدمن المخدرات وعثر عليه ميتاً نتيجة لتناوله جرعة مخدر زائدة، وكانت آخر حفلاته في إنديانا بوليس في26 يونيو 1977.

كما قال عنه المطرب البريطاني ألتون جون " اسألوا الجميع من حولكم، لو لم يكن ألفيس موجودا لا أعلم ماذا كان سيحل بموسيقي الروك اليوم.. فهو أول من نجح في التوفيق بين موسيقى الكونتري الخاصة بالبيض والبلوز الخاصة بالسود، فكسر التمييز داخل أمريكا المحافظة العنصرية في هذا الوقت".

تحول منزله جريسلاند بولاية تينيسي الأمريكية إلى متحف يَفد عليه أكثر من نصف مليون زائر سنوياً لمشاهدة مقتنياته، ويتبارى الناس في ذكراها بمحاولة تقليده ويتم تنظيم مسابقات لأفضل شخص يتمكن من تقمص شخصية بريسلي ويبرع في تقليده، بالإضافة لأفضل زي تنكري، وقامت الولايات المتحدة بإصدار طابع بريد عام 1993 يحمل صورته.

لم يقلّ هوَس الشباب والناس كافة ببريسلي حتى بعد وفاته حيث أطلق اسمه على مئات الأطفال داخل أمريكا عقب وفاته، بالإضافة لمحاولة الاستفادة من اسمه بكافة الأشكال فأطلق على العديد من الفنادق والمطاعم، وقام الكثيرون بالتشبه به بملابسه وشعره، ولم يصدق البعض وفاته، وغيرها الكثير من أشكال الهوَس بشخصية وفن ألفيس.

لا يزال أسطورة:
على الرغم من وفاة بريسلي إلا أنه لا يزال يشكل حالة فريدة بين الأشخاص العادية والمطربين، فيسعى الجميع من أجل تجديد ذكراه بشتى السبل، وفي استغلال للتكنولوجيا الحديثة سيتم دمج صوته وصوت كبار مطربي الكونتري المعاصرين مثل مارتينا مأكبرايد وسارا إيفانز في ألبوم غنائي حديث حيث ستجمع أغانيهم مع مقاطع من أغاني ألبوم " أغاني الميلاد" لبريسلي والذي أصدره عام 1957، ليكون هذا بمثابة إحياء عملي لذكرى الملك.

كما قامت إحدى شركات تصنيع لعب الأطفال بتصنيع دمية جديدة لألفيس وزوجته بريسيلا بريسلي وهما يرتديان ملابس الزفاف.

وأظهرت إحدى الإحصائيات أن بريسلي لا يزال يحقق دخل مادي خيالي على الرغم من وفاته، حيث ما زالت ألبوماته الغنائية تدر ملايين الدولارات سنوياً على ورثته، بالإضافة لما يدره قصره بممفيس بولاية تينيسي الأمريكية، واستغلال اسمه وصوره للترويج للمنتجات، وإقامة فرق غنائية تحمل اسمه وغيرها الكثير من الاستثمارات والأرباح التي تدر كنتيجة لاستغلال نجاح ألفيس وشهرته، وقد وضعته مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة في قائمة أصحاب أكبر دخول بين المشاهير الذين ماتوا.!!