كتب – روماني صبري 
 
شهد اليوم الاثنين، افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى، مجموعة من المشروعات القومية، منها : قصر البارون بعد الانتهاء من ترميمه، تطوير منطقة شرق القاهرة، مطاري سفنكس والعاصمة، وجاء ذلك في إطار الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو التي أزاحت جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد.
 
 
الفضل ليكم يا مصريين 
وقال السيسي خلال كلمته في ظل هذه المناسبة :" الفضل في هذه المشروعات يعود لله قبل كل شيء ثم للمصريين، وذلك لتكاتفهم مع الدولة ووقفتهم الصلبة حتى الآن والتي تتحطم عليها أي تحديات، لافتا :" هذه المشروعات لم تنفذ بناء على جهود شخص واحد، بل بتعاون جميع المصريين، وأردف :" سنجني ثمار هذه المشروعات طالما بقينا في اتحاد، وانه لمن المستحيل أن يقوم شخص واحد على تنفيذ كل هذه المشروعات، والله المستعان." 
 
 ثورة 30 يونيو حافظت على هوية الوطن
واختص شعبه قائلا :" شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم نحتفل اليوم بالذكرى الـ7 لثورة 30 يونيو 2013، تلك الثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق." 
 
 
كانوا يريدون طمس الهوية الوطنية
لافتا :" قد تابع العالم أجمع باندهاش وإعجاب انطلاق شرارة ثورتنا المباركة التي قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية، فقد ظن هؤلاء ومن يقف وراءهم أن مصر قد دانت لهم دون غيرهم من أبناء الوطن وأن أهدافهم التي يسعون إليها قد أصبحت قريبة المنال، فخرجت جموع الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن الذي تولى أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر وفي خضم هذه الأحداث كانت القوات المسلحة تتابع وتراقب مطالب جماهير هذا الشعب العظيم حيث انحازت إلى الإرادة الوطنية الحرة وذلك استنادا إلى ثوابتها التاريخية وعقيدتها الراسخة وباعتبارها ملاذ الشعب الأمن وسنده الأمين واتخذت قرارها التاريخي بمشاركة مختلف القوى والتيارات السياسية بوضع خارطة مستقبل تسير الدول المصرية على خطاها للعبور من الفوضى والعبث إلى بر الآمان." 
 
 
مضيفا :" شعب مصر العظيم ، إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من سلسلة حلقات تاريخنا المتصل نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة نحاول جاهدين أن نبني وننمي لنغير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة، 
 
تنظيم إرهابي لا يعرف حرمة الدماء
موضحا :" كنا ندرك منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة أننا سنخوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابي دولي غادر لا يعرف قدسية الأرواح وحرمة الدماء؛ ومن هنا كان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، حيث سعت أيادي الشر لترويع الآمنيين في ربوع مصر وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعودة مرة أخرى إلى الحكم، وهنا أثبت الشعب البطل أصالة معدنه وصلابة عقيدته من خلال الوقوف خلف رجال قواته المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، حيث استطاعوا خلال السبعة أعوام الماضية أن يقضوا على البنية التحتية لتلك العناصر الإجرامية، وتابع :" وفي هذه المناسبة أوجه التحية والتقدير بإسم شعب مصر كله إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية ثرى مصر الطاهر." 
 
الإصلاحات الاقتصادية وقفة جادة مع النفس
واستأنف :"  لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو مجرد انتفاضة شعبية على نظام حكم لا يرضى عنه الشعب، وإنما كان تغييرا لمسار أمة تملك رصيدا كبيرا من المجد وتاريخا فريدا من الحضارة ومكانا عظيما بين الأمم الأخرى وتتطلع إلى أن تعود إلى سيرتها الأولى وتتبوأ مكانتها التي تستحقها ، فكانت الإصلاحات الاقتصادية بمثابة وقفة جادة مع النفس، صرحنا فيها أنفسنا بحقيقة وضعنا الاقتصادي، ووجدنا أنه لا سبيل أمامنا سوى المضي قدما في هذا الطريق الصعب باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الجذرية ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني والتي لولا تحمل الشعب لها وثقته في نفسه وفي قيادته ما كانت لتؤتى ثمارها ، حيث حققنا في هذا المقام إنجازات شهد لها العالم بأسره".
 
مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني والشعارات 
وتابع "شعب مصر العظيم أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة ولعلكم تدركون أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية ولا يخفى على أحد أننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة أن تنعزل أي دولة داخل حدودها تنتظر ما تسوقه إليها الظروف المحيطة بها ومن هنا كان استشراف مصر لحجم التحديات التي ربما تصل إلى تهديدات فعلية تتطلب التصدي لها بكل حزم على نحو يحفظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار.
 
 
مصر تمتلك قدرة شاملة 
مشددا :"  مصر تمتلك قدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمي إلا أنها تنجنح دائما للسلم ويديها ممدودة للجميع بالخير ، لا تعتدي على أحد ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد ولكنها في الوقت نفسه تتخذ ما يلزم لحفظ أمنها القومي، هذه هي سياسة مصر التي تتأسس على شرف في كل تعاملاتها دون التهاون في حقوقها".