ينام حمل وديع على جانبه داخل الكيس البلاستيكي بينما يتمدد، ويرفس بأقدامه الصغيرة، وترتسم علي وجهه مغمض العينين نصف ابتسامة، وكأنه يحلم بمستقبله الحافل فى الحقول الخضراء، ولكن في الحقيقة لا يزال الحمل غير قادر على المرح في الحقول فعينيه مغلقتين، ونموه لم يكتمل بعد بل هو لم يولد من الأصل، ولكنه فى أم صناعية مبتكرة من الكيس الشفاف.

 
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن فريق من جراحى الولادة بمستشفي فلاديلفيا الأمريكية للأطفال إن ما دفعهم لابتكارهم هو حماية الأطفال اللذين يتعرضون لحالات ولادة مبكرة للغاية قبل الشهر السادس والذين يفترض أن تحل الأم المبتكرة حينها مكان الأم الطبيعية.
 
وفى دراسة أعدها الفريق أثبتت أن ربع المواليد الذين يولدون قبل الشهر السادس بالدول المتقدمة هم من يبقون علي قيد الحياة بينما يتعرض 87% من الأطفال الناجين لإعاقات بصرية، وذهنية وأمراض مزمنة بالجهازين التنفسي والهضمي.
 
وأضافت الدراسة إنه في الدول النامية تعد الولادة المبكرة قبل الشهر السادس السبب الأول لوفيات المواليد والإصابة بالإعاقات المختلفة.
 
وتم تزويد الأم المبتكرة التي بدأ الفريق بتجربتها منذ عام 2017 بمشيمة تحاكى مشيمي الأم تضخ الدم والأوكسجين والغذاء للجنين الذي يقبع فى سوائل مختبري معقمة ودافئة مثل بطن الأم.
 
وبينما يتم وضع الجنين بجو مظلم لمحاكاة بطن الأم إلا أن شفافية الكيس الصناعى تجعل من المتاح رؤية تطور الجنين يوم بعد يوم.
 
ويذكر أنه كان ممكن زرع أجنة فى المختبرات لحمل كامل إلا أن فكرة نقل جنين من بطن أمه لأم صناعية ليكمل فترة حمله تجنبا للإعاقات أو الوفاة لم تكن مطروحة من قبل بينما يأكد الفريق أنهم فى طريقهم لنشر ذلك الإبتكار في غرف رعاية المستشفيات.