عرض/ سامية عياد
الإنسان المؤمن لا يقلق أبدا ، لأن القلق ضد الإيمان الحقيقى ، والإيمان ليس مجرد اقتناع عقلى ، إنما هو عمل داخل القلب يقوده فى الحياة كلها "الثقة بما يرجى ، والإيمان بأمور لا ترى" ..
 
هكذا حدثنا المتنيح البابا شنودة الثالث فى كلمة منفعة عن "الإيمان" موضحا أن الإيمان هو ثقة كاملة بالله وصفاته وعمله ، ويقين داخلى برعايته وحفظه للإنسان حينما يكون وتحت اية ظروف ، أى العمر كله ، وإيمان الإنسان بوجود الله فى كل مكان يجعله يشعر باطمئنان للوجود فى حضرة الله ، فما دام الله موجودا ، إذن فهو يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا وهو ما يعطينا سلام داخلى وراحة القلب والفكر .
 
كما أن الإيمان بأن الله يسمعنا ويشاهد كل أعمالنا يجعل الإنسان يدقق فى كل تصرفاته ويقول لنفسه مع يوسف الصديق "كيف أخطىء ، وأفعل هذا الشر العظيم أمام الله" وهو ما يجعلنا نراجع أنفسنا بإستمرار فى أفكارنا ومشاعرنا فالله فاحص القلوب والمشاعر ، بل أن إيماننا بيوم الدينونة العظيم وفيه سيحاسب كل إنسان على أعماله وأفكاره وأقواله ومشاعره ، يجعلنا على يقين بفناء العالم وضرورة الاستعداد الدائم لذلك اليوم الرهيب الذى لا يخلص فيه سوى من عمل بوصايا الله وصار بمخافته فى كل تصرفاته ، وهو ما يجعلنا نردد مع داود "عرفنى يا رب نهايتى ومقدار أيامى كم هى ، لأعلم كيف أنا زائل" .
هب لنا يا الله سلاما داخليا نعيش فيه لا يجعلنا نقلق من أى شىء ، اجعلنا على يقين بوجودك الدائم فى حياتنا ومحبتك و رعايتك وحفظك لنا ، اجعلنا نراجع تصرفاتنا ونعمل بوصايك ومخافتك ..