زيادة إقبال المصريين على تناول الطعام أثناء فترات الحظر التي قضوها بمنازلهم بسبب فيروس "كورنا" كانت إحدى السمات الغالبة خلال الشهور الأخيرة، والتي ترتب عليها العديد من الآثار أولها زيادة معدلات أوزان المصريين وارتفاع نسبة السمنة بينهم رجالًا وإناثًا، مما سبب أزمة نفسية وصحية للكثيرين.

واستغلت شركات إنتاج أدوية التخسيس مجهولة المصدر، رغبة المصريين في التخلص من الأوزان الزائدة، ليروجوا لمنتجاتهم المغشوشة، والتي قد ينتج عنها أضرارًا صحية غاية في الخطورة مستخدمين في ذلك العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة.

آثار جانبية

وتقول منال جمعة، 73 عامًا، تعمل بإحدى شركات السياحة، "مثلي مثل الكثيرين حصلت على إجازة جبرية من العمل بسبب انتشار فيروس كورونا، مما أدى إلى مكوثي في المنزل طوال 3 أشهر، الأمر الذي دفعني لقضاء وقتي كثيرًا وأنا أشاهد التلفار وأثناء ذلك أتناول الطعام، وأغفو إلى النوم بعد ذلك مما أدى إلى زيادة وزني بصورة كبيرة"، موضحة أن ذلك الأمر دفعها إلى اللجوء لشراء أحد المنتجات التي تساعد على التخسيس، بعد أن شاهدت إعلاناتها منتشرة على بعض القنوات التليفزيونية.

وتضيف: "بعد تناولي لهذا المنتج شعرت بأعراض غثيان وفوجئت بهبوط بالدم، وبأحد المرات نقلت على أثره إلى المستشفى، تبين وقتها أن المسئول عن ذلك هو هذا الدواء، فهو كان لا يتناسب مع حالتي الصحية فأنا أعاني من نقص نسبة الهيموجلبين في الدم، وكان يجب عليّ، مثلما أشار طبيب المستشفى، أن أتبع نظام تغذية يتناسب مع ظروفي الصحية بدلًا من اللجوء إلى مثل هذه المنتجات، التي أكد أيضًا أنها بأغلب الوقت تكون مغشوشة، وغير مصرح بتداولها من قبل وزارة الصحة، وهو الأمر الذي يسارع في إظهار أعراضها السلبية والمتسببة في المشكلات الصحية التي تنتج عن تناولها"، حسبما قال.

اقتصاد موازٍ

وفي هذا الصدد أشار الدكتور علي عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء، إلى أن أبرز الأدوية التي يسهل غشها هي أدوية التخسيس، موضحًا أن الأدوية المغشوشة في منتهى الخطورة على صحة الإنسان، وقد تفضي إلى موته.

وأضاف أن الأدوية المهربة والمغشوشة تمثل في مصر اقتصادًا موازيًا، كما أن أي دواء ينزل السوق دون تسجيل وترخيص وزارة الصحة فهو مهرب، محذرًا أيضًا من الأدوية التي تأخذ ترخيص وزارة الصحة، ولكنها غير مطابقة للمواصفات فهي أيضًا مغشوشة، ويدخل ضمنها كذلك الأدوية منتهية الصلاحية.

كذلك أكدت الدكتورة جيهان الدمرداش، أخصائي تغذية علاجية وسمنة، أن أدوية التنحيف تؤثر سلبًا في عمل الكبد والكلى، وهي من أهم الأعضاء التي تعمل على تخليص الجسم من السموم، فتلك الأدوية تحفز الكلى لبذل جهد أكبر لتنقية الجسم وتخليصه من السموم ما يؤدي إلى الإصابة بفشل كلوي على المدى البعيد.

وحذرت "الدمرداش" من استخدام أدوية التنحيف الكيميائية دون التأكد من صحة مصدرها؛ حيث يباع أغلبها بأماكن غير مصرح لها ببيع تلك الأدوية، فهي تحتوي على العديد من المواد غير المصرح بها بوزارة الصحة، والتي قد تسبب أخطارًا جمة فيما بعد على صحة متناولها.

مواد بديلة لحرق الدهون

وفضلًا عن ذلك أشار الدكتور محمد السيد العبد، عضو مجلس نقابة صيادلة مصر السابق، إلى وجود بعض الأعشاب الصينية مجهولة المصدر والمشروبات المنحفة، والتي تساهم في عدم امتصاص فيتامينات "أ، د، هـ" من الطعام الذي نتناوله بالرغم من حاجة الجسم الشديدة لهذه الفيتامينات.

لذا وجه "العبد" نصيحته إلى مرضي السمنة بالاعتماد على بعض الكبسولات الآمنة كالشاي الأخضر أو حبوب القهوة الخضراء، فلهما تأثير كبير على حرق الدهون بالجسم، لاحتوائهما على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والكافيين، كما أنها تساعد في حماية الجسم من الإجهاد ولا توجد لها أي آثار جانبية لأنهما مصنعان من مواد طبيعية تمامًا.

وفي وقت سابق، ذكر الدكتور عادل عبدالمقصود، رئيس الشعبة العامة لأصحاب الصيدليات السابق، أن هناك زيادة كبيرة في حجم الدواء المغشوش بالسوق المصري، إلى الدرجة التي قدرت بها بعض الجهات الدولية بنحو 8 مليارات جنيه سنويًا، ما يعادل نسبة 20% من سوق الدواء المقدر قيمته بنحو 40 مليار جنيه سنويًا.