وصلتنى هذه الرسالة المهمة من الأستاذ الدكتور سامح مرقس، أستاذ الأشعة التشخيصية بجامعة شفیلد، المملكة المتحدة، وهو قبل أن يكون طبيباً ماهراً فهو مصرى مهموم بقضايا وطنه وهو فى الغربة يحمل وطنه معه مهما ابتعد بالجسد، يقول فى رسالته:

 
«الطبيب النابه» هو من يجمع بين المعرفة العلمية الرصينة والضوابط الأخلاقية الواضحة. يبدو لى أننا فى مصر نكتفى فى برامج التعليم الطبى بالتركيز على الناحية العلمية فقط، دون الاهتمام بالجوانب الأخلاقية وكيفية التواصل الحساس مع المرضى. فى المملكة المتحدة، حيث مارست الطب لما يقرب من أربعين عاماً، يقوم المجلس الطبى العام البريطانى بإصدار نشرات دوریة لمساعدة الأطباء فى ممارسة عملهم المهنى على أعلى مستوى لخدمة المريض. ومن أهم هذه النشرات وثیقة بعنوان «الممارسة الجيدة لمهنة الطب» Good Medical Practice هذه الوثيقة تقدم شرحاً وافياً للصفات التى يجب أن يلتزم بها الطبيب ليقدم خدمة طبية ناجحة لمرضاه، الوصايا العشر فى هذا المقال تستلهم بعض النقاط الهامة من الوثيقة البريطانية. الوصية الأولى: المعرفة العلمية المتعمقة مع الإحاطة الكاملة بالإرشادات الإكلينيكية من قبَل الجمعيات العلمية المتخصصة. الطبيب النابه يجب عليه أيضاً الحرص على المراجعة الذاتية لممارساته الإكلينيكية clinical audit بصفة دورية. الوصية الثانية: عليك أن تتصرف فقط فى حدود قدراتك وخبراتك الإكلينيكية ولا تتردد فى أن تطلب مساعدة من هو أوسع خبرة للتعامل مع مشكلة المريض التى تتجاوز قدراتك. الوصية الثالثة: كل القرارات الإكلينيكية يجب أن تكون مبنیة فقط على أدلة علمية رصينة ومطابقة للإرشادات الإكلينيكية المتعارف عليها، مع الاهتمام الدائم بتخفيف آلام المريض ومعاناته. الوصية الرابعة: يجب أن تحصل على موافقة المريض، بعد شرح مفصل لأى إجراءات إكلینیكیة، وتوثق هذه الموافقة كتابياً، خاصة قبل العمليات أو التدخلات الجراحية. الوصية الخامسة يجب الاحتفاظ بسجلات إكلینیكیة متكاملة للمريض يوثق بها كل ما تم من إجراءات علاجية وفحوصات تشخيصية، والمعلومات التى أُعطيت للمريض. هذه السجلات لا يُسمح بالاطلاع عليها لغير الطبيب المعالج وفريق الخدمة الطبية.
 
الوصية السادسة: سلامة المريض هى مسئولية أساسية للطبيب. ويجب التدخل الفورى وإخبار المسئولين إذا شعر الطبيب أن أوضاع مكان تقديم الخدمة الصحية، أو الأجهزة المستخدمة فى علاج المريض، غير ملائمة وتهدد سلامته. يلتزم الطبيب أيضاً بتسجيل أى تفاعلات غير متوقعة للدواء، وعلى وجه الخصوص تفاعلات الحساسية، ويجب إخبار المريض بوجود هذه الحساسية الدوائية، حتى يتفادى استخدام هذا الدواء أو ما يشابهه كيميائياً فى المستقبل.
 
الوصية السابعة: أهمية التواصل الإنسانى السلس مع المريض وأسرته فى احترام وبلغة واضحة سهلة الفهم، وذلك بعد الاستماع الجيد لشكوى المريض. ويلتزم الطبيب بالحفاظ التام على خصوصية المشاورات الإكلينيكية مع المريض وأسرته. كما يلتزم باحترام اختيارات المريض بخصوص نمط حياته، وكذلك ممارساته الثقافية والدينية، دون إبداء أى تحفظات على هذه الاختيارات والممارسات.
 
الوصية الثامنة: يتحلى الطبيب النابه فى مكان تقديم الخدمة بدرجة عالية من الانضباط السلوكى، ويتعامل مع الجميع بالاحترام الواجب دون تعالٍ أو إسفاف.
 
الوصية التاسعة: إذا حدث خطأ ما فى علاج المريض، يجب إخبار المريض فوراً، مع تقديم الاعتذار الواجب. ويلزم القيام بشرح طبيعة الخطأ وتأثيره على المريض على المدى القريب وأيضاً البعيد، مع شرح كيفية معالجة هذا الخطأ والتعامل معه.
 
الوصية العاشرة: كافة القرارات الإكلينيكية التى يتخذها الطبيب فى سياق تقديم الخدمة الصحية للمريض ينبغى أن تكون موضوعية، وليست بغرض تحقيق أى منافع شخصية للطبيب المعالج. يلزم أيضاً رفض قبول هدايا من شركات الأدوية، أو شركات الأجهزة الطبية فى مقابل تحيُّز الطبيب المعالج لمنتجاتهم. وبشكل عام يجب على الطبيب أن يكون صادقاً فى كل تصرفاته وفى كتابته للتقارير الطبية ويلتزم الطبيب أثناء قيامه بالأبحاث الإكلينيكية بالموضوعية والصدق فى تقديم هذه الأبحاث.
نقلا عن الوطن