تبعية المسيح من خلال بشارة  الحبيب يوحنا
بين "أتبعنى " و"أتبعنى أنت"
 
الأب أثناسيوس حنين 
يذهب اللاهوتيون الى  أن انجيل اليوم  أحد الارثوذكسية أى احد انتصار حقيقة أيقونة التجسد ضد الشبهيين والمتشككين ’ نقول أنهم يرون أنجيل اليوم هو انجيل الدعوة الى تبعية السيد . صارت "تعال وأنظر " هى الرد القاطع على من يسألون بالمنطق (اللوجييكى)عن شخص المسيح الذى كان فى شاخصا فى الله الأب (اللوغوس).ولعله من حسن الطالع أن تتصدر هذه الدعوة انجيل الدعوة اليوحنائى !(فوجد يسوع فيلبس فقال له اتبعنى )’ وبين (أتبعنى ) الاولى (يوحنا 1 :43 ) و(أاتبعنى أنت ) الأخيرة (يوحنا 21 :22 ) يشرح الحبيب يوحنا منهجية تبعية المحبوب يسوع .من قرر اتباع يسوع سوف يرى السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان ) يوحا 1 :51 .
 
ومن ثم تتبع الايات التابعين فى عرس الحياة وذوق خمر الحياة و الطاعة المطلقة لصوت ام يسوع (مهما قال لكم فافعلوه) يو 2 :5 . وأكبر برهان يؤيد قرار التبعية هو الولادة من فوق (يو3  ) سواء أكانت الولادة طقسية أو غير طقسية لأ من لم تعمدهم الكنيسة يعمدهم رب الكنيسة حسب نيقولا كابسيلاس . ومن ثم ولئلا يقول أحد ان الدعوة والبرهان للرسل  والتلاميذ ’ فقط (كان لابد أن يجتاز السامرة ...) يو 4 :4 لكى يجدد العهود مع نفوس هو اختارها ودعاها واستمتع بحوارها المشاغب والمنطقى والعقلانى حتى الثمالة حتى ان التلاميذ تعجبوا انه يتكلم بهذه الدالة مع أمرأة ! (يو 4 :27 ) ’ أنها السامرية ’ سامريتنا ’ شفيعتنا ’ انساننا المشاغب ’ برهاننا لكى لا يتردد أحد مهما كان ماضية ان يأخذ قرر التبعية .
 
ولا يكتفى السيد بهذه المبادرات ’ بل يذهب الى أبعد من ذلك فيدعو رجلا مقعدا ’ يأس  من شفائه !لأنه (ليس له انسان يلقيه فى البركة متى تحرك الماء بالروح (يو 5 :7 ’ جأئته الدعوة (قم ...) وطما صارسرير الشلل  مطرح البشارة .
 
من قرر التبعية (بجد ) لن يعطله اتباع  وموسسوا حزب (أنه سبت لا يحل لك !!!) يو 5 : 10 .ولا يوجد رحلة بلا زاد ولا مسيرة بلا طعام ’ وهنا يأتى برهان البراهين وهو الشكر على الأرغفة والتى رأى فيها المفسرون والفاهمون الكثير فوق حرفية النص ’ لا يمكن أن ننسى هذا الغلام الذى قرر أن يتبع السيد على طريقته بان قدم لهم ما يملك (يو 6: 9 ) ’ أنه ايقونة  الطعام الباقى  ’ الخبز من السماوئ ’ الخبز الحقيقى والذى لم يعطه موسى لأن موسى كان أداة طيعة فى يد (أبى )(يو 6 :23 .
 
وكما يحدث اليوم ’ حدث فى ذاك الزمان اذا خرج قوم ’ منا وهم ليسوا منا ’ متذمرون ومتخاصمون ’ يتسألون كيف يقدر هذا ! ان يعطينا حسده لنأكله ! (يو 6 :52 ). لا تبعية دون روح الذى نتبعه ’ والا تهنا فى البرية وأكلتنا الحيات ’ لأن من أمن بيسوع وتبعه تدرى من بطنه أنهار ماء حى ...قال هذا عن الروح (يوحنا 7 :38 ). وتأتى الطامة الكبرى فى طريق تبعية يسوع  بأنه يقبل زانية تلميذة بل ويطلقها بسلام (يو 8 :11 ). القضية ليست قضية أفراد بل قضية أشخاص اختاروا نور الحياة تاركين الظلمة بلا رجعة (يو 8 :12). ثم تأتى محطة الحرية الكبرى والتى تأتى من الثبات فى الكلام الحق (يو 8 :30 -33) .
 
ولا يتوقف أعضاء حزب التبعية الكلامية وأرباب الشعارات من الامتعاض والتطاول والفشخرة بلا أساس كتابى او تاريخى (ابونا هو ابراهيم ) ثم مرحلة السب والقذف العلنى والردح الغير الالكترونى ( ألسنا نقول حسنا انك سامرى وبك شيطان ) يو 8 :48 . ويجئ الرد الدامغ على صدق التبعية ورصانة الشهادة بأنى (لا أعلم الا شيئا واحدا أنى كنت أعمى والأن أبصر ) يو 9 :25 .لم ينشغل المولود أعمى بشئ بل شخص فى وجه المسيح ! ويأتى الداعى الى الكشف الكبير للتابعين من كل قلوبهم بأنه هو راعيهم الصالح (يو 10 :11) . التبعية ليست وظيفة بل معرفة وعشرة وخبرة (يو 100 :14 ), ويزداد حقد الحاقدين وفزلكة المتفذلكين وفتاوى المتدينيين وأتهامات الكذابين وتطاولهم حتى وصلت الى السب واللعن والرجم (يو 10
 
ولا يدخل يسوع ولا تابعيه فى متاهة  المجادلات الغبية بل يشهد بهم وفيهم بالاعمال (يو 10))) ويمضى مشوار التبعية ببرهان كبير وهو قيامة لعازرنا (يو 11 )’والمفاجأة الكبرى أن أناس يونانيون طلبوا ان يروا يسوع ’ وهنا أعلن السيد أن ساعة تمجيده قد أتت وألزم العقل اليونانى أن يدفن مثل حبة الحنطة فى أرض الحياة الجديدة لكى يأتى بثمر كثير (يو 12 :30 )ثم يأتى الافراط فى الحب  وأدمان التواضع لكى ما يغربل التابعين بين تلميذ القى الشطان فى قلبه الخيانة (يو 13 :2 ) وأخر يستكثر ان يغسل يسوع رجليه ويتمنع ظنا منه أنها فضيلة !(يو 13 :8) ’ ويدرك المعلم أن الطريق طويل وصعب ويبثهم  رسالة أمان (لا تضطرب قلوبكم ) يو 14 :1 .
 
نأتى الى كشف لاهوت ثالوث التبعية حينما يعلن لهم أنه والاب واحد  وأن الروح القدس هو الذى سيكمل مشوار التبعية (يو 14 :11 ’ 16 ) ولأن التبعية ليست شأنا فرديا جاء اعلان ان التابعين هم أغصان فى كرمة الرب كرامها (يو 15 :1 ) والتبعية ليست نزهة بل هى تجلب المتاعب ( يو 16 :1 )ولكن الروح المعزى هو زاد التابعين (يو 16 :7) ومن ثم يقرر المعلم أن يرفع عينيه نحو السماء ويصلى فى معية تابعيه (يو 17) بل ويقدم كشف حساب للاب السماوى عن دقائق رسالته على الارض (يو17 :4)ويعلن أن تابعوه يعرفون ذات الحب الذى أحب به الأب ابنه الوحيد (يو 17 :26)ثم يأتى وقت الشهادة والجد فيرتبك بعض التابعين وأنكر شيخ التلاميذ انه يعرف معلمه (يو 188 :16 )ثم واجه التابعون موقفا جديدا وهو الخلط الفاضح بين الدين والسياسة (ان اطلقت هذا فلست محب لقيصر)يو 19 :12 .
 
الشئ اللافت أن التابعات هن أول من جئن  باكرا الى قبر المعلم والظلام باق ورأين القبر فارغا وبشرا التلاميذ(يو 20 ::1 )ولعلها رسالة لمن حاولوا لاحقا نسبة التبعية فقط الى الذكور ومنهم قسيسين ورهبان وهم لا يعلمون .ولقد أعلن يسوع قيامته لامرأة وأرسلها لتبشر الرجال الذين كانوا فى البيت والابواب مغلقة ومن ثم ظهر لهم وسلمهم الروح القدس (يو 200 :17 -22 )ولم يتردد يسوع فى تثبيت ايمان توما وخصه بظهور شخصى ولكن وسط أخوته من التابعين   (يو20 :26 ) وتمضى رحلة التبعية على بحيرة طبرية جيث علم يسوع تلاميذه فن صيد النفوس وختم كورس التلمذة باعلان كبير خص به بطرس ولكنه يعنى كل نتلميذ ليسوع وهو معنى االنضوج  (لما كنت شابا منت تمنطق ذاتك وتمشى حيث تشاء ولكن متى شخت تمد يديك وأخر يمنطقك ويحملك الى حيث لا تشاء) وحينما انشغل بطرس بموقف يوحنا ’ نبهه يسوع الى (اتبعنى أنت ) وأترك كل واحد وشأنه فى ملء حريته (يو 21 :18 -22)