كتبت - أماني موسى
تناول الإعلامي أحمد سالم، قضية المخدرات والخطر الذي تمثله على مصر، بحضور عدد من الضيوف المختصين في هذا الشأن، وذلك عبر برنامج "المواجهة مع النفس" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس.

تعاطي الترامادول إدمان ويمكن أن يؤدي للوفاة
من جانبه قال د. عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن علاج الإدمان رحلة طويلة حسب نوع المخدر، فهناك بعض أنواع المخدرات تحدث بها أعراض انسحابية خطيرة جدًا، مثل الترامادول إذا كنت تتعطاه بكميات كبيرة لا بد أن تدخل المستشفى للعلاج، مشيرًا إلى أن البعض يعتبر أن تعاطي الترامادول ليس إدمان أو أنه بالأمر الخطير وهذا غير حقيقي وغير علمي، وأنه ممكن أن يؤدي للإصابة بصرع أو الوفاة بجرعة زائدة.

هناك بعض الأعراض الانسحابية قد تؤدي للموت
وأوضح د. إيهاب الخراط، استشاري الطب النفسي ومؤسس مركز الحرية لعلاج الإدمان، أن أعراض انسحاب المخدرات من الجسم بحد ذاتها لا تؤدي إلى الوفاة، لكن مضاعفاتها تفعل ذلك مثل التشنجات، مشيرًا إلى أن أعراض انسحاب الهيروين والحشيش والمخدرات الحديثة مثل الاستروكس والفودو لا تؤدي إلى الوفاة.

البعض يبدأ العلاج حين يشعر بالخسارة الكبيرة للمال والوظيفة والأسرة والصحة
مشيرًا إلى أن الكثير من متعاطي المخدرات لا يبدأون رحلة العلاج إلا بعد أن "يجيبوا قاع" بلغة المدمنين المتعافين، عند الشعور بالخسارة الكبيرة في كل شيء كفقدان الوظيفة والأصدقاء والمال والعائلة والزوجة، ولكن هناك آخرون يتم إجبارهم على التوقف والعلاج من خلال الأسرة، بما يسمى الإلزام بالعلاج.

دماغ المدمن يحدث لها خلل بعملية الإدراك
وأكد د. عمر على أن هناك إمكانية لعلاج مدمنين لا يرغبون بالعلاج، حيث أن المدمن يحدث له خلل في الإدراك نتيجة التعاطي، وبعد فترة كافية وانسحاب المواد المخدرة من الدماغ وبدء استعادة الدماغ لنشاطه الطبيعي يبدأ الشخص في إدراك الأمور في حجمها الحقيقي.

الحشيش مادة مخدرة ليس له أعراض انسحابية
وكشف د. عبد الناصر عمر، أن الحشيش مادة مخدرة لكن ليس له أعراض انسحابية، لكن الصعوبة في إمكانية التوقف عن تعاطيه، وأن التوقف عن تعاطي الحشيش ليس بالسهولة التي يعتقدها ويروج لها البعض، وأن الشخص في كثير من الأحيان لا يمكنه التوقف عن تعاطي الحشيش.

لدينا 116 ألف مريض بعضهم يتم علاجه فقط بصرف الأدوية والبعض الآخر باحتجازه داخل مصحة
وكشف عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن، أن هناك علاج لبعض حالات الإدمان يتم في العيادات الخارجية، لدينا 116 ألف مريض إدمان لم يتم حجزهم جميعًا، فهناك عيادات خارجية يتم صرف العلاج من خلالها، بحسب تقييم الحالة من خلال الطبيب المشرف على العلاج، ووفقًا لهذا التقييم يتم تحديد هل سيتم علاج المريض فقط أم احتجازه بأحد مراكز العلاج، مشيرًا إلى وجود حالات عديدة تعافت من خلال العيادات الخارجية.

ما هي انتكاسة العلاج للمدمن؟
وقال د. هشام جمعة، أخصائي علم النفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة الإدمان، نتابع مريض الإدمان مرتين لثلاثة أسبوعيًا، لضمان استمرارية التعافي.

وكشف د. عمر، أن مريض الإدمان يمكن أن يتعرض لنكسة وهي غير الانتكاسة، حيث يكون المريض مستجيب للعلاج وتسير الأمور بشكل جيد للغاية ثم ينتكس، والأهل يشعرون أنها كارثة لكن الرأي الطبي يعلم أنها ليست بكارثة بل نكسة سريعة وستزول.

وقال د. إيهاب الخراط، مشكلتنا أن كتير من المدمنين المتعافين يدركون مع الوقت حجم الخسائر وبعضهم لا يحتمل هذه الخسارة الكبيرة فيعود للمخدرات مجددًا.

د. إيهاب الخراط: علاج المدمن لا بد أن يصحبه تأهيل وبناء دائرة اجتماعية تقبل وتحب.
مشيرًا إلى أن 98% من المدمنين ينتكسوا والطبيب يحتاج أن يقوم بعملية إعادة تأهيل وهي بناء قدرات المريض على أن يقول لا، وبناء قدرات مهارات الحياة أنه يتغلب على الرغبة في التعاطي مجددًا، وبناء مجتمع جديد وأصدقاء ودائرة اجتماعية تقبله وتحبه وتساعده.

الخطوات الـ 12 للتعافي
مشددًا، المدمن يمكنه أن يعيش طوال عمره دون مشاكل إذا سار على مبادئ التعافي والخطوات الـ 12 للتعافي، التي تمنحه اتزان في الحياة.

وهذا ما أكده أيضًا د. هشام جمعة، بأن الانتكاسة في بعض الأحيان قد تكون جزء من العملية العلاجية وقد تكون زلات

وقال د. عمر، أن مريض الإدمان يجب أن يدفع ثمن شفاءه وثمن حريته الشخصية وثمن أن يختفي من حوله مؤثرات الإدمان والتعاطي.

الإدمان نهايته 4 طرق.. السجن، الموت، المرض أو التعافي
وأضاف الكاتب عصام يوسف، مؤلف رواية ربع جرام، أن أي شخص يتعافى من المخدرات هو بطل، سواء تعافى بالدين، بالعلم، بالعلاج، بالـ 12 خطوة، مشيرًا إلى أن نهاية سكة الإدمان 4 نتائج لا تتغير السجن أو المرض أو الموت أو التعافي، ونسبة التعافي هي الأقل بينهم.