كتبت – أماني موسى
قال د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سنلتقي خلال 30 حلقة عبر شاشة التلفزيون المصري، للحديث عن الرشد الديني، وعليك أن تتباع البرنامج ليكون الرشد لك، فأنت من خلال التعلم والمعرفة تكون صاحب قرار على نفسك، وهذه الرسالة علمها لنا الله من خلال سيدنا موسى عندما قابل العبد الذي وصفه الله بأنه "أتيناه رجمة من عندنا وعلمناه من لدننا علمًا"، وقال له سيدنا موسى أنا جاي أتعلم مش جاي اتبعك "هل اتبعك أن تعلمني مما عُلمت رشدًا".
 
مشروع الرشد الديني هو مشروع الشعب بدأه في 30 يونيو بأن عرف حقيقة تجار الدين
وأضاف خلال برنامجه "كن أنت" المقدم عبر شاشة التلفزيون المصري، جميع الحلقات ستكون عن الرشد الديني، ولكل حلقة عنوان، فمشروع الرشد الديني هو مشروع الشعب المصري العظيم، والذي بدأه في 30 يونيو 2013، وعرف حقيقة التجارة بالدين، كما عرف أن مصلحته لا بد أن تكون هي الرقم 1 لكل أفراد الشعب.
 
البعض يتاجر بالدين ويضحك علينا قائلا اتبعوني تروا النجاة
وتابع، ربنا أعطى هذا الشعب بحاكم عظيم، وُفّق الشعب في اختياره، نذر نفسه لخدمة هذا الشعب، وينافس لأن يرتقي مع الله، دينه علاقة بين العبد وربه، شوفوا مين اللي هيوصل ومين اللي في الآخر هيضحك، اللي ربنا هيقبل قلبه مش اللي هيتبع من يضحك علينا قائلاً اتبعوني تروا النجاة.
 
الوعي العام هو صمام أمان البلد وشعبها
وشدد أن مشروع الرشد الديني مارسه الشعب المصري من خلال الإعمار الحضاري في كل بقاع مصر بالإضافة للتماسك كشعب واحد لا يعرف المذهبية أو الطائفية، شعب لديه وعي عام، يعرف من هو عدوه ومن الذي يتربص به، شعب يعي ملابسات الأمر، وهذا الوعي العام هو صمام أمان هذه البلد وهذا الشعب، فالوعي هو سلاح هذا الشعب للبقاء.
 
الله أمرنا بأن الدين له ولم يعط ملف الدين لمخلوق
وأردف، العلم هو الوعي، ومن أعظم مكاسب الشعب في 30 يونيو هو حالة الوعي الديني، بأن نجعل الدين لله كما أمرنا الله، فالله لم يعط ملف الدين لأي مخلوق، ولذا من أهم إنجازات 30 يونيو هو أن الدين أصبح لله، وربنا نجا هذا الشعب خلال 30 يونيو.
 
لا بد أن تحصل على رشدك الديني مثل رشدك المالي بالضبط
وتابع، من تتابعات أن يكون الدين لله، هو أن تحصل على رشدك الديني كما تحصل على رشدك المالي عند بلوغك الـ 21 عام، فتصبح صاحب قرار في فلوسك، وكذا لا بد أن تكون صاحب قرار في دينك، فالرشد المالي والرشد الديني توأم لا ينفكان، وبكل أسف نجح تجار الدين أن يفصلوهم، فأعطوك كمواطن رشدك المالي وسحبوا منك رشدك الديني، وأخبروك أنهم أولياء أمورك.
 
تجار الدين يتحكمون في الناس بمفاتيح الجنة والنار
وأكد الهلالي أن ذلك كان بهدف أن يحكموا المواطنين بالاستعباد، ولكن الدين لم يقل هذا، بل قال أن سيد القوم خادمهم، لكنهم عملوا الحاكمية هي حاكمية الاستعباد بالدين، أنا اللي بقولك حكم ربنا، أتبعني، أنا اللي بعرفك الجنة فين والنار فين، فاعتبروا رهانهم على سلاح الجنة والنار، وبكل أسف كثير من الناس استجابوا، وراهنوا على الأمية، فالرئيس أو الحكومة حين يحكموننا يخدموننا، يقدمون في المقابل خدمات لذلك، بينما هم يحكموننا مقابل إعطاءنا مفاتيح الجنة والنار، فهم يريدون حاكمية الاستعباد وليس الخدمة، لأنهم يعتبرون أنفسهم مكان الله في الأرض.
 
وأوضح الهلالي أن تجار الدين سلاحهم هو الرهان على الأمية والرهان على التشكيك في ثقتك بنفسك، بعائلتك وحسن ظنك بالله، ويشككوك في ضميرك، أنت اخترت أن تعبد الله بطريقة ما، وهم يقومون بتشكيكك لكي تفقد الثقة في نفسك، وتسلم لهم زمام الأمر وتسمع كلامهم طمعًا في الحصول على الجنة، مشددًا بأن الشعب لا بد أن يدافع عن رشده الديني، وليس أحد آخر.