بقلم : الدكتور مجدى شحاته
لاشك ان التفرقة والتمييز العنصرى بين البشر واضطهاد الآخر ، أمر مرفوض على طول الخط ، وغير مقبول بالطول والعرض . والاختلاف فى حقيقة الامرلا يرجع الى الاختلاف فى لون البشرة أو الجنس أو العقيدة أو الدين . ولكن فى الحقيقة ان الامر يرجع الى اختلاف بل خلل فى العقل البشرى . لذا فان تفشى ظاهرة العنصرية وعدم المساواة تتطلب من البداية علاج الاوهام والتصورات الذهنية والعقلية التى تغرس مفاهيم مغلوطة تراكمت منذ ألاف السنين فى أذهان البعض . والحقيقة ان كل البشر ينتمون الى جنس بشرى واحد ، يسكن كوكبا واحدا ، بل ويشتركون فى مصير واحد أمام الله الديان العادل . أمام هذا المصير الواحد ، لابد ان يكون العدل هو المبدأ السائد بين كل أنحاء البشر . وأن تسعى كل حكومات الدول ومنظمات المجتمع الدولى ترسيخ مبدأ العدل والمساواة ، فهو المفتاح السحرى للقضاء على العنصرية بكل اشكالها . 

شهدت وتشهد العديد من الولايات الامريكية مظاهرات شعبية حاشدة تطالب بمعاقبة من تسبب فى مقتل جورج فلويد المواطن الامريكى ذو البشرة السمراء . والذى شاهد الملايين من البشر على شبكات التواصل الاجتماعى الطرقة البشعة التى مات بها هذا المسكين . من المعروف ان المسئول  عن تحديد لون بشرة الجلد للبشر هو الصفات الوراثية او وفقا  للتركيب الجينى المسئول عن ايجاد صبغة الميلانين تحت الجلد التى تحدد لون البشرة وكذلك لون الشعر . وهنا نطرح ونتساءل : هل هناك فرقا فى تركيب مخ الانسان ذو البشرة البيضاء ومخ الانسان ذو البشرة السوداء ؟ هل هناك علاقة بين لون البشرة وسلوك  الفرد ؟ أو كفاءته فى العمل ؟ أو الانتاجية ؟ هل هناك اختلاف فى الذكاء ؟ بالطبع لا يوجد أى فروق . فالكل سواسية . لافرق بين الاسمر والابيض . هناك من أصحاب البشرة السمراء حاصلون على جائزة نوبل العالمية ، على سبيل المثال سير أرثر لويس ونيلسون مانديلا وكوفى عنان وغيرهم . وهناك من علماء ونوابغ وعباقرة وادباء وفنانون ورياضيون يشهد لهم التاريخ من ذوى البشرة الداكنة .

مظاهرات عارمة اجتاحت العديد من الولايات الامريكية والتى تطالب بمحاكمة ومعاقبة قتلة المواطن الامريكى الاسمر البشرة جورج فلويد . فالتظاهرالسلمى أمر مقبول ومشروع  كوسيلة للتعبير عن الرأى فى معظم دول العالم ، فهذا مطلب حق ولهم كل الحق . ولكن الامر المحير ، الذى لفت انتباه العالم ، حينما يقوم المتظاهرون بأقتحام المحلات التجارية وتكسير واجهاتها ونهب محتوياتها وحرق وتخريب  الممتلكات العامة والخاصة وحرق وتدمير السيارات فى مشهد يؤكد خروج المظاهرات عن هدفها الاساسى والاسمى بل الانسانى  وهو الدفاع عن حق جورج فلويد ، فى مشاهد فوضوية عارمة . ما الذى جناه أصحاب المحلات الى دمرت  وحرقت  ونهبت محتوياتها ؟ ما الهدف من تخريب وحرق السيارات والممتلكات العامة والخاصة ؟  كلها اسئلة نبحث لها عن اجابة ... بجانب السؤال الاساسى والاهم ماهو السبب ا وراء العنصرية وعدم قبول الاخر الذى كان وراء مقتل المسكين المواطن الامريكى جورج فلويد ؟؟؟؟؟