كتبت – أماني موسى
التدخل المصري العسكري في ليبيا بات يحظى بشرعية دولية، هذا ما أكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حديثه بالأمس بالحدود الغربية، عن الحلول الممكنة للآزمة الليبية مؤكدًا أن سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة للقاهرة. 
 
 
 
تصريحات السيسي تأتي في وقت يقدم فيه الرئيس التركي أردوغان دعمه بالمال والسلاح لميليشيات حكومة الوفاق والجماعات الإرهابية هناك، وهو ما دفعه لرفض أي حل سياسي أو حوار يكون المشير خليفة حفتر طرفًا فيه.
أعلنت تركيا أطماعها صراحة في غاز شرق المتوسط ومن ثم تدخلها في الأراضي الليبية، فهل تتوقف القاهرة عند حد التلويح أم أنها ستباشر تدخلاً عسكريًا في الجارة الغربية حفاظًا على أمنها القومي وردعًا للجماعات الإرهابية هناك؟ وما الذي تغير حتى بدأ الحل السياسي يتلاشى في خطط الطرفين؟ 
 
من جانبه قال أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام، أن تصريحات الرئيس السيسي وحديثه من الحدود الغربية عن جاهزية القوات المصرية للقتال، هو يوم مشهود، وربما يكون اليوم الأكثر إثارة في أحداث الأزمة الليبية منذ سقوط القذافي، وأعتقد أن المعادلات ستتغير، وموازين القوي السياسية والعسكرية، وأعتقد أن هناك خريطة جديدة في ليبيا من الآن فصاعدًا.
 
وشدد، حالة السكون المصري على مدار عقد كامل قد تغيرت تمامًا، وهناك إشارات واضحة بشكل مباشر، وأعتقد أن هذه الرسائل كانت واضحة وشاملة وكاملة ومانعة بأن هناك بالفعل معطى جديد وأن هناك تعاطي مصري جديد مع الأزمة الليبية من الآن فصاعدًا، وأن حالة السكون طيلة العشرة سنوات الماضية التي راقبنا فيها الوضع عن كثب وبذلنا فيها الغالي والنفيس على أمل أن يكون هناك عودة لطاولة المفاوضات وما إلى ذلك، أصبح خلف ظهر المصريين ما لم يكون هناك استفاقة تركية من قبل حكومة الوفاق، ومن ثم الرسائل المصرية كانت واضحة، والرئيس أراد من خلال هذه الزيارة أن يرسل رسائل لحكومة الوفاق والأتراك والميليشيات الإرهابية التابعة لهم بأن القادم بالنسبة لهم سيكون أسوأ في المرحلة القادمة، في ضوء هذه الجهوزية وهذا الاستعداد وهذا الحضور العسكري الطاغي فيما تملكه مصر من تصنيف عسكري متقدم التاسع على مستوى العالم.
 
على الجانب الآخر قال د. سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي بجامعة اسطنبول، في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، أن رسائل الرئيس المصري تعني مباشرة حكومة الوفاق الموالية للأتراك، مشيرًا إلى أن الساحة الليبية باتت ملعبًا للقوى الكبرى، فهناك عدد من الدول والقوى الإقليمية يدعمون حكومة الوفاق.
 
وأضاف، ربما تطلب حكومة الوفاق جلسة طارئة بمجلس الأمن، أو أنها ستعان جاهزيتها لقتال القوات المصرية عسكريًا وميدانيًا، فنحن نعرف أن مصر دولة إقليمية مهمة تستطيع أن تدخل إلى ليبيا وتسيطر عليها، عسكريًا ربما تكون المسألة بهذا الشكل، لكن سياسيًا وأمنيًا فهناك نقاش آخر مختلف.
 
وعلق أشرف العشري، أن رسالة الرئيس المصري حملت رسائل مباشرة لثلاث قوى الأولى لحكومة الوفاق ثم لتركيا بشكل مباشر والثالثة لميليشيات المرتزقة الذين جلبهم أردوغان من سوريا واسطنبول إلى ليبيا، وأعتقد أنه على كل عاقل وكل لبيب بالإشارة يفهم لأن هناك تغيير في المعادلة المصرية من الآن فصاعدًا، وصبر العشر سنوات انتهى إلى خلف ظهر المصريين، والوضع الآن بليبيا لم يعد إلا حل واحد فقط، وهو تخلي حكومة الوفاق عن إطلاق النار والذهاب إلى المفاوضات، والتوقف عن هذه الممارسات والمماطلة والتسويف.
 
وشدد بأن مصر لن تقبل بأن يكون هناك قواعد عسكرية تركية في ليبيا، لأن هذا أمر يرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري.
 
وإذا كانت حكومة الوفاق ترغب في حل سلمي فالساحة مفتوحة وعليهم أن ينتهزوا الفرصة وإلا سيكون هناك ردود سياسية وعسكرية في المقام الأول. 
 
مضيفًا، صبر المصريين نفذ تمامًا، على مدار 10 سنوات لعبوا دورًا كبيرًا وأحضروا كل الفرقاء الليبيين إلى طاولة المفاوضات بمن فيهم فايز السراج، ونجحت القاهرة في التوصل إلى عدة اتفاقات سياسية مرضية لجميع الأطراف، لكن السراج عرج باتجاه تركيا، مشيرًا إلى تأييد المجتمع الدولي للموقف المصري بشأن الأزمة الليبية، وإعلان القاهرة الأخير، أما أن يكون هناك تلاعب وغرور وإتباع سياسة القفز فوق الحقائق فهذا ما لن تقبله القاهرة ولديها من أساليب الردع والقوة ما يجعلها تعيد تشكيل الخريطة السياسية والعسكرية في ليبيا، وعلى العقلاء أن يتجنبوا قوة النيران المصرية في المرحلة القادمة.
 
وحول إمكانية حدوث مواجهة عسكرية تركية مصرية في ليبيا، قال صالحة: أن مصر تهدد تركيا لكن مشكلتها لن تكون مع تركيا بل مع المجتمع الدولي.