كتبت – أماني موسى
اتجهت الأنظار في الساعات الماضية إلى سرت وجفرة الليبيتين اللتين تصدرتا الاهتمام والمشهد، فالأطماع التركية في ليبيا لا تتوقف عند حد، وقد أعلنتها أنقرة بوضوح مطالبة قوات الجيش الوطني الليبي بالانسحاب من المنطقتين، إلاّ أن الرد جاء من مصر وعلى لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي "سرت والجفرة خط أحمر"، وسط ترحيب دولي وإقليمي وليبي واسع بالموقف المصري.
 
فالأولى أي سرت تفتح الطريق للسيطرة على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي في الشرق الليبي، التي تضم أكبر مخزون للنفط في البلاد، أما قاعدة الجفرة الجوية فهي من أكبر القواعد الجوية الليبية، وتتميز ببنيتها التحتية القوية.. فأي أهمية لكل من سرت والجفرة؟ وهل تكونان مفتاح الحل أو التصعيد في ليبيا؟
 
من جانبه قال البرلماني د. عماد جاد، المسألة في ليبيا لم تعد خافية، فالرئيس التركي وضع أمامه خريطة ليبيا وعرف مناطق ثرائها، فخرج وقال سرت والجفرة لابد أن ينسحب منهما الليبيين والجيش الليبي لوجود الهلال النفطي والحقل رقم 13 على العالم، ما يؤكد أن هدفه أطماع ومكاسب اقتصادية بحتة.
 
والنقطة الثانية، كما قال العقيد الليبي أحمد المسماري وقال إنها إرث الأجداد، وأن مساحة تركيا الموروثة من تسويات الحرب العالمية الأولى وهي 870 ألف كيلو متر مربع لا تناسب تركيا، وأن تركيا تريد أن تغير الاتفاقيات التي رسمتها الحرب العالمية الأولى وانتهت الإمبراطورية العثمانية وهو يريد إحياءها، ولذا أشار بقوله إرث الأجداد، متحدثًا عن حلب والموصل واليمن وليبيا وحتى تركمان في شمال العراق، ومن ثم فأنه حينما تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن سرت والجفرة، أشار لهما باعتبارهما نقاط فاصلة، والقاهرة طرحت مبادرة السلام التي تقتضي تثبيت الوضع الراهن ثم بدء الليبيين في مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، وليست دعوى لليبيين للحرب، لكن اقتحام سرت والجفرة معناها انفتاح الشريط باتجاه بني غازي أمام المرتزقة والجماعات الإرهابية المسلحة ومن ثم هيمنة تركيا على الأراضي الليبية بالكامل، ومن ثم فمصر هنا تنظر إلى ارتباط الأمن القومي المصري بالأمن الليبي، في مواجهة أطماع الاحتلال التركي.
 
على الجانب الآخر قال محمود المصراتي، رئيس تحرير صحيفة أخبار الحدث، في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، ربما وصلت رسالة القاهرة إلى أنقرة بشأن ليبيا، ولكن في كل الأحوال تظل سرت والجفرة ليست فقط منطقة اقتصادية، فهناك ما يعرف بأحلام الإقليم الرابع، وتسعى جماعة الإخوان إلى تثبيته وهو إقليم رابع يُخلق داخل ليبيا، وفي حالة وجود أي تسوية سياسية بإمكان هذا الإقليم الرابع من الجفرة شرقًا حتى الخمس غربًا وجنوبًا حتى ترهونة، وهذه طبعًا أحلام وأطماع يتحدث بها قادة جماعة الإخوان وممثلهم الرئيس التركي أردوغان.
 
وأضاف، جماعة الإخوان على استعداد كامل وتام أن تسعى إلى تقسيم ليبيا ربما إلى 3 دول، ولكن لن تقوم دولة الغرب ما لم يتم السيطرة على سرت والجفرة ومنطقة الموانئ النفطية التي يريدون أن تنضم إلى دولة الغرب تحت السيادة التركية، ومن ثم كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتحذيره، المقصود به لا لتقسيم ليبيا ولا لهيمنة اقتصادية على ليبيا، ولكن أعتقد أن هناك مغامرة ربما يقوم بها أردوغان خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكن الرد سيكون قاسي من قواتنا المسلحة الليبية وسيساعدنا العرب وأشقائنا مصر والسعودية والأردن. 
 
وحول قيام أردوعان بمغامرة عسكرية في ليبيا، قال السنوسي إسماعيل المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة، أن حكومة الوفاق يتعين عليها ما أسماه "تحرير" سرت والجفرة من قوات الجيش الوطني الليبي!
 
ورد المصراتي قائلاً: أن تركيا تريد احتلال ليبيا ثم عدة دول عربية لتبسط هيمنتها أملاً في استعادة أحلام الخلافة العثمانية، وحكومة الوفاق لا تملك أي قرار في ليبيا بل أنها تنفذ ما يطلب منها من قبل تركيا، فحكومة الوفاق يحكم فيها من لا يملك حتى سلاحه، وهي حكومة مرهونة بالكامل لجماعة الإخوان وأردوغان، وأنا أتحدى السنوسي وغيره ممن ينتمون للإخوان أن يتقدم أيًا من ميليشيات حكومة الوفاق حتى بالدعم التركي، لخطوة واحدة في هذه المناطق.
 
وتابع، قد تكون هناك مغامرة تركية بسرت والجفرة، لكن المواقف الدولية هي من تحرك أردوغان، كتغريدة من ترامب أو دعم فرنسي أو غيره، وحينها ستكون النتائج كارثية بالفعل على هذه الميليشيات.
 
وأكد د. عماد جاد أنه في حال إقدام الميليشيات والدواعش والمرتزقة التي جاءت بهم تركيا من سوريا، على الاقتراب من سرت والجفرة ستعبر القوات المصرية بريًا وبحريًا وجويًا وستكون هزيمة ساحقة لهم وأتصور أنها ستنهي وجودهم بالكامل، وهذا الكلام ليست حنجوريًا، فمصر صبرت كثيرًا ولديها خبرات وقوة لتفعل ما حذرت منه، ففي حضرة الجيش المصري عليك أن تلتزم الاحترام.