كتبت – أماني موسى
تصعيد جديد في التوتر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، حيث يصر الجانب الأثيوبي على التعنت والتلاعب إصرارًا لملء السد دون الرجوع إلى مصر أو السودان، وعلى الجانب الآخر أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن مصر ستتخذ إجراءات صريحة وواضحة حال فشل مجلس الأمن في فض النزاع.
 
من جانبه قال أشرف أبو الهول، رئيس تحرير القسم السياسي في صحيفة الأهرام، أنا لا أتحدث باسم الدولة المصرية، لكن كصحفي ومحلل سياسي أستطيع أن أستنتج أن مصر قد تلجأ للحل العسكري بشأن سد النهضة، مشددًا:هذا مجرد استنتاج وليس معلومة، فتصريحات وزير الخارجية كان به الكثير من الصراحة والوضوح ولأول مرة يقال، أنه إذا لم يمنع مجلس الأمن أثيوبيا من المضي قدمًا بالبدء في ملء السد فمصر ستتخذ القرارات التي تجعلها تحقق ذلك بصراحة ووضوح، لكن مصر لم تحدد ماهية هذه الإجراءات.
 
وأضاف، مصر لم تتحدث أبدًا عن حل عسكري، وحتى حين توجه الرئيس للحدود الغربية وتحدث عن الأوضاع في ليبيا، لم يصرح باستخدام القوة العسكرية مع أثيوبيا بل دعا إلى الحوار والتفاوض والتوصل إلى حل سياسي، وقالها بوضوح نحن مع متطلبات التنمية الإثيوبية ولكن على الأثيوبيين أن يكونوا مع حقنا في الحياة، مصر لم تتحدث أبدًا عن حل عسكري وحتى هذه الاستنتاجات هي مجرد استنتاجات شعبية وليست سياسية مصرح بها من أحد المسؤولين.
 
على الجانب الآخر قال علي الهندي، مسؤول وحدة دراسات القرن الإفريقي، ما يقوله الواقع الآن أن كلاً من مصر وأثيوبيا دخلا في مفاوضات وحالة الحرب الباردة التي تمتد إلى أربعينات وخمسينات القرن الماضي لازالت قائمة بين الدولتين، وكانت هذه المحاولات لحلحلة أمور سياسية على أرضية من عدم الدقة وعدم التفاهم، ودائمًا الجانب الأثيوبي يصطحب معه الإشكالات التاريخية، وعندما يجيش الشارع الداخلي كان يستخدم هذه الإشكالات.
 
وتابع في مداخلة مع قناة روسيا اليوم، لا شك أن مشروع سد النهضة مشروعًا يحمل أبعادًا اقتصادية وقومية لتوحيد الشعب الأثيوبي تحت مظل واحدة وخلق حصن يحتمي به من أية مخاوف وتكتلات العالم العربي حوله، وهناك من يلعب بالداخل الأثيوبي لتجييش مشاعر الشعب الأثيوبي تجاه العالم العربي مستفيدًا من هذا التباعد التاريخي.
 
وأضاف، ما نستطيع قراءته من هذا التطور بقضية سد النهضة هو أن الجانب الأثيوبي وجد من فشل مفاوضات أمريكا حجة لكي يصطحب معها العداء التاريخي وقوله بأن الغرب دائمًا يميلون إلى مصر في توزيع نصيبها من حصص مياه النيل.