كتبت - أماني موسى
 
تناول الكاتب أحمد العسيلي، قضية التضحية وإلى أي مدى تعد أمر صحي، ومتى تصبح إساءة للنفس والسماح للآخرين باستغلالها، قائلاً: أن هذه الأسئلة أمر جيد لأنها تعكس وعي، والوعي بالعالم من حولك يبدأ من وعيك بنفسك، والمفاهيم التي تحكم علاقتي بالعالم مثل الشجاعة والمروءة والوطنية والحب والصداقة والاحتياج، وفهم هذه المفاهيم ليس بسهل كما يظن الكثيرين.
 
 
وأضاف في فيديو عبر قناته باليوتيوب، كل كلمة من المفاهيم المجردة دي صعبة جدًا في فهمها، فيمكن فهم كلمة كرسي بسهولة وبترجماتها بلغات عدة، أما كلمة حب أو تضحية أو صداقة مثلا فجميعها مفاهيم ليست بسيطة وسهلة التعريف، وبدون وعي الإنسان وفهمه لهذه المفاهيم الكبيرة بالحياة يصبح ماشي "زي العبيط" دون فهم لأيًا من حوله، بل ويعتقد أنه أفضل من الآخرين، ومصدر هذا هو الكلام المكرر، دون تجربة حقيقية ونضج ووعي، فتصبح تردد كما يردد الآخرون.
 
وتابع، التضحية كلمة ارتبطت في أذهان البعض بمفهوم سلبي، كأن أضحي بنفسي عشان آخرين، وهناك فارق بين التضحية والاختيار، فعلى سبيل المثال أم ترفض السفر للخارج لإكمال دراستها واختيار البقاء مع أولادها لمنحهم وقتها ورعايتها في السن الصغيرة التي يحتاجونها فيه، وهنا لا تسمى خسارة، بل اختيار، أما التضحية فهي أن تقرر البقاء بجانب أولادها وعينها طول الوقت على السفر والشهادة التي خسرتها، هنا تسمى تضحية وهنا تعد شيء سخيف.
 
واعتبر عسيلي أن الجندي الواقف على الحدود دفاعًا عن وطنه هو اختيار، إذ أنه اختار أن يدافع عن وطنه وأهله، وكذا من يختار أن يبقى بجوار حبيبه وعدم السفر للحصول على شهادة علمية ما، فهنا أيضًا الأمر اختيار وليس تضحية، اسمها أنا اخترت أن أكون بجوار هذا الشخص وليس أني ضحيت بالشهادة والسفر، فجزء مني اختار هذا الأمر، ككوني أب أو أم أو حبيب.
 
وشدد بأنه على الشخص أن يعي نفسه واحتياجاته ورغباته وأهدافه، وماذا بإمكانه أني قدمه لمن حوله، وماذا لا يستطيع تقديمه، حتى الأم، عليها أن تجد وقت لنفسها كامرأة وأنثي، البني آدم مسؤول عن اختياراته، ومن أحد أهم علامات النضوج هي أن تكون مسؤول عن اختياراتك وألا تلقي باللوم على آخرين فيها.
 
وأضاف، تصرف كالرجال.. لا تلوم أي حد على اختياراتك، مينفعش تلوم أي حد على أي حاجة، دة جزء كبير من عملية تحررك بأنك ضحية ومبتز ومضحي، تحررك بأنك إنسان واعي وقادر على اتخاذ قرارات وتحمل نتائج اختياراتك.