د.ماجد عزت إسرائيل
    عندما أدرك الإنسان المصرى القديم أن هناك تعاقباً منتظماً للفصول المناخية الأربعة، نتيجة لحركة الشمس الظاهرية،صاحب ذلك حدوث تقدم علمي ، لدى الإنسان، فأصبح في حاجة إلى تقويم سنوي لتسجيل مرور الزمن(الوقت)، لتحديد مواعيد تعاقب الفصول الأربعة؛ لما لها من مؤثرات على حياته في تحديد مأكله وملبسه. واعتمد الناس في تلك الفترة، إي قبل اختراع الساعةعلى مقاييس طبيعية للزمن، بناءً على حركة الأرض حول نفسها وحركة الشمس وحركة القمر حول الأرض ، وعرفوا اليوم الشمسي الذي يطلق عليه الدورة اليومية الظاهرية للشمس(تعاقب الليل والنهار)، وهى أبسط وحدات هذا النظام وأكثرها وضوحًا، وأدركوا تعاقب الفصول المناخية كوحدة بسيطة لمعرفة السنة الشمسية. وقد كان يسيرًا على القدماء سهلاً عليهم، أن يروا تغير موقع القمر وتغير أشكاله ونتيجة لذلك، كان من الممكن اعتبار الفترة بين بدرين متتاليين شهرًا قمريًّا في معظم التقـاويم القديمـــــة، واستخدامه كوحدة زمنية وسطي بين السنة الشمسية واليوم الشمسي.

   وأدى الاختلاف ما بين السنة الشمسية والقمرية، إلى اختلاف التقاويم على مر العصور، ويرجع ذلك إلى حــــدوث لبس ما بين القائمـــين عليها؛ للتضارب ما بين حسـاب السنة القـــمرية والشمسية، لأن طــول الشهر القمري يساوي 5,29 يوم، وأنَّ اثني عشر شهرًا من هــذه الشهور تساوي 354 يومًا تقــريبًا، وعلى هذا، فإن السنة القـمرية أقـــل من الســنة الشمسية التي تشمل 365 يومًا و5 ساعـات و48 دقيقة و 46 ثانية بنـحو أحد عشر يومًا، ومن ناحية أخرى، فإن السنة المكونة من 13 شهرًا قمريًّا سيكون فيهـــا5,383 يومٍ، أي بزيادة 5,18 يــوم عن السنة الشمـــــسية، وبالتالي، فإن التقويم المبني على 13 شهرًا قمريًا يكون أقـــل صلاحية في قياس السنة من التقـويم المبني على 12 شهـرًا، ويوضح هـــذا الاختلاف بين السنتين سبب التشويش الذي ساد التقويــم آلاف السـنين، والذي يعــود إلى عدم وجود طريقة دقيقة يحافظ بها الناس تمامًا على التقويمين الشمسي والقمري.وأدى هذا الاختلاف إلى تعدد أنواع التقاويم، وتعدد مسمياتها وتطورها عبر العصور التاريخية.