حالة من الهلع والقلق تصيب سكان العالم عند رؤيتهم لأحد الأفاعي، بسبب اللدغات القاتلة التي تنهي حياتهم لما تحتويه على العديد من السموم التي تختلف من ثعبان لآخر على حسب نوعه.

وهنالك العديد من الأفاعي التي اكتُشفت قدراتها في الآونة الأخيرة، كان آخرها الثعابين الطائرة في الهواء، ولذلك نرصد لكم أغرب أنواع الثعابين في التقرير التالي.
 
ثعابين طائرة في الهواء
أوضح جيك سوشا، أحد باحثي الدراسة الأمريكية، وأستاذ الهندسة الطبية الميكانيكية والميكانيكا، في شركة "Virginia Tech"، أن الثعابين الطائرة هي نوع من الزواحف يعرف باسم "Chrysopelea paradisi" أو ثعابين شجرة الجنة، وهي تطير من فرع شجرة إلى آخر، وأحيانا تطير في الهواء وتنزلق لأسفل وصولا للأرض.
 
وشرح "سوشا" أن ثعابين الجنة لديها القدرة على تفكيك جسدها والإنزلاق في الهواء، حيث يكمن سر رشاقتها في تموج حركتها والتي تشبه حرف الـ"S"، من أجل الانزلاق على الأرض والتي جعلت الباحثين أيضا يطلقون عليها اسم "الثعابين الانزلاقية" وتطير في الهواء.
 

ودرس الباحثون حركة سبعة ثعابين من خلال تسجيل حركاتهم باستخدام بطاقات التقاط الحركة وكاميرات عالية السرعة، وتبين أن جزءًا من الطريقة التي تنزلق بها الأفاعي الطائرة في الهواء هو تسطيح أجسامها وتقوم أيضا بحركات تشبه الأمواج، أي أن الأفعى تبدو وكأنها تسبح في الهواء إذ أنها عندما تطير تموج جسدها، وفقا لصحيفة "إندبندنت " البريطانية نقلا عن مجلة "Nature Physics".
 
ثعبان مزود ببوصلة داخلية
يعد الثعبان البورمي، واحدا من أكبر أنواع الأفاعي في العالم، وقد يصل طوله إلى خمسة أمتار، كما أنه يفترس كل شيء من صغار العصافير إلى الغزلان والتماسيح، وفقا لما ذكره موقع "الاتحاد" الإماراتي.
 
ويتميز هذا الثعبان بخاصية غريزية تجعله لا يضل طريقه أبداً، وتمكنه من العودة إلى جحره حتى وإن بعد عنه عشرات الكيلومترات، حيث أوضح العلماء، أنه مزود ببوصلة داخلية وخريطة، مؤكدين على أنها المرة الأولى التي يجري فيها ملاحظة خاصية مماثلة بين أنواع الأفاعي.
 
ويعود الموطن الأصلي للثعبان البورمي إلى جنوب شرق آسيا، ولكن في العقود الأخيرة أصبحت هذه الثعابين الكبيرة تشكل تهديداً في فلوريدا بعد انتقالها إلى هناك، حيث تُعتبر "إيفرجلايدز"، بمثابة منطقة شاسعة ذات مناخ استوائي مثالي لاختباء الثعابين وتكاثرها، بحسب شبكة "سي إن إن".
 
 
الطريشة.. ثعبان يتزاوج تحت الرمال
تعد الطريشة من بين الأفاعي التي يمكن تمييزها بسهولة من الأفاعي السامة في صحاري شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وتعيش بشكل عام في جميع أنحاء شمال أفريقيا، بما في ذلك الجزيرة العربية وفلسطين وغالبا ما توجد في المساحة الممتدة بين مصر والمغرب، وجنوبًا في شمال مالي والنيجر وشمال تشاد والسودان وموريتانيا، حيث تسكن التلال الصخرية والصحاري الرملية والأودية، بحسب ما ذكر موقع animal diversity".
 
ويعد هذا النوع من الثعابين قصير الطول، حيث يتراوح متوسطه بين 30 و60 سم، ومتوسط طول حديث الفقس يتراوح بين 12 و15 سم، برأس مسطح إلى حد ما، واسع، مثلث، مع عيون على جانب الرأس، ورقبة رقيقة، والجسم واسع ويبدو مسطحًا، ولها ذيل قصير قد يكون له رأس أسود، أما الألوان فهي الأصفر والبني والرمادي، وهناك مزج بشكل مثالي في البيئة الرملية التي يعيش فيها، ومن الناحية الظهرية، تحتوي أيضًا على بقع بنية مستطيلة بلون أغمق من باقي أجزاء الجسم.
 
ويتكاثر هذا النوع من الأفاعي عادة خلال الأسابيع الأولى من شهر أبريل، ويمارس الجنس تحت الرمال بعد أن يحدد ويجذب بعضه البعض من خلال استخدام الفيرومونات (كيماويات تتركب من جزيئات عضوية معقدة، تستعمل لنقل الإشارة من حيوان لآخر)، كما يضع بيضا يتراوح عدده بين 8 إلى 23 بيضة، وهذا عادة تحت الصخور أو في الجحور المهجورة من الزواحف والثدييات، ثم يفقس بعد فترة حضانة 50 إلى 80 يوما.
 
أطول ثعبان في العالم ومنافسه
على الرغم من وصول ثعبان "جينورميكا" إلى 200 رطل، وبلوغ طوله 20 قدماً، حيث يمثل هذا الطول أكثر من ضعف متوسط طول ثعابين "البيثونات"، بحسب شبكة "سي إن إن" نقلا عن متحف علم الحيوان بجامعة ميشيغان، إلا أنه ليس الثعبان الأطول في العالم، حيث يحتفظ ثعبان ميدوسا بهذا اللقب، ولكنه أصبح منافسا قويا له فقد يتجاوزه في يوم ما.
 

حيث يحمل الثعبان "ميدوسا" من ولاية ميزوري الأمريكية لقب موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية لأطول ثعبان على الإطلاق، حيث يصل طوله إلى 25 قدماً وبوصتين، وقد انتزع "ميدوسا" ذلك اللقب في عام 2011.
 
وبحسب موسوعة "جينيس"، تعد "الأفاعي المشبكية"، والتي سميت على هذا النحو بسبب نمط جلدها المشابه للشبكات، في المتوسط أطول الأفاعي في العالم"، ووفقاً لحديقة حيوانات "روزاموند جيفورد"، يوجد هذا النوع من الأفاعي في جنوب شرق آسيا، والهند الصينية، وإندونيسيا، والفلبين، وهي أطول أنواع الثعابين الموجودة في البرية أو في حدائق الحيوانات.
 
ويقول المتحف، إن الأفاعي المشبكية تُعتبر الأقرب في التهام البشر عن غيرها من الأنواع الأخرى، وذلك بسبب "الهجمات العديدة على الناس في البرية وعلى مربي الأفاعي المشبكية."