بقلم القس/ سامح فوزي عبد الملاك
كثر الحديث في هذه الأيام حول قضية رسامة المرأة قسًا يجوز أم لا؟ وظهرت أراء عديدة ومتنوعة وكل منهما يستخدم أسلحة علمية ولاهوتية يرى من وجهة نظره أنها هي القريبة للصواب إن لم تكن الصواب نفسه، وبالتالي إنتشرت هذه القضية على المستوى العالمي وليس على مستوى بلدنا مصر فقط، بل تم إتخاذ قرار فيها سابقًا في بعض الدول مثل لبنان وأمريكا وبعض بلاد الغرب وصارت السيدة تقوم بدور الرعاية أو قسيسة وتحمل رتبة كهنوتية داخل الكنيسة والمجمتع، وتم أخذ هذا القرار وحُسم بالفعل وتم رسامة المرأة قسًا وشيخًا في بعض الدول بالفعل.
 
على النقيض الآخر تم رفض الموضوع هنا في مصر بعدما تمت مناقشته أكثر من مرة بسنودس النيل الإنجيلي، وتحارب بعض السيدات بالدفاع المستميت ومحاولة إثبات فكرتها حول رسامة المرأة وتم تناول الأمر على سنودس النيل الإنجيلي سابقًا وتم تأجيله لمدة عشرة سنوات وكانت الأراء مختلفة ولم يتوصل السنودس إلا إلى التأجيل وعدم المناقشة في هذا الأمر.
 
كما يوجد فريق ثالث ويرى هذا الفريق أنه لا مانع سواء رُسمت المرأة أو لم تُرسم.
 
وبالتالي هو يرى أن رسامة المراة لم تُضيف الكثير للوضع الكنسي ورفضها لم يُقلل منه أيضا شيء، وبهذا يؤيد أو لا يؤيد لا يفرق معه بشيء.
 
ومن هنا يقول الكاتب: أن هذه الأيام شهدت وستشهد موجة من التعاليم الضالة التي تحاول أن تتدخل الكنيسة تدريجيًا إلى أن تتمكن مثل كورونا الوباء الخطير، وعندما تتمكن ستقتل كل الخلايا النشطة.
 
ومن هنا اسأل هل من دليل تاريخي أو كتابي على رسامة المرأة؟! لم يختار الرب يسوع من بين التلاميذ تلميذة واحدة، ولم يكلفهن بخدمة التلمذة أو الوعظ أو التبشير أو التدبير لا قبل القيامة ولا بعد القيامة،  ومن هذا نستنتج أنه لا يوجد رتب للقسيسات النساء.
 
ثانيًا: من الناحية الكتابية لا يوجد لها أي سند كتابي على أنها برتبة قسيسة، بل يوجد دليل على أنها خادمة مُدبرة برتبة شمَّاسة مثل فيبي خادمة كنخريا.
 
ثالثًا: الرسول بولس في حديثه عن القيادات الكنسية تكلم عن الأساقفة والقساوسة والشمامسة ولم يتحدث عمَّا يدعون أن هناك قسيسات.
 
رابعًا: سفر أعمال الرسل وهو تاريخ الآباء المشترك للكنيسة العامة لم تُدون فيه رتبة قسيسات. خامسًا: من الناحية الاجتماعية يرفض المجتمع قبول امرأة قسيسة.
 
هناك الكثير من الأسئلة التي لا يمكن الهروب منها والتي لأبد من الإجابة الواضحة والمباشرة والصريحة عنها بكل دقة.
 
وأهم هذه الأسئلة هي: هل يوجد تعليم كتابي واضح في هذه القضية؟ قطعًا لا يُوجَد تعليم كتابي أو ممارسة عملية طوال التاريخ الكتابي وما بعد عصر الإصلاح في القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر بوجوب أو مشاركة المرأة في الخدمة الكهنوتية أو كشماسة أو كشيخة أو كقسيسة.
 
هل رسامة المرأة ستأتي ببركات على مِصر أم بانقسامات ومتاهات بين الشعوب وبعضها؟ هل هناك مصالح وأجندات لتنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع؟ هل الكنيسة الآن أدركت أن رسامة المرأة واجب كنسي ولم تدركه في كل العصور الماضية؟ هل دستور الكنيسة الإنجيلية به مادة واحدة عن رسامة المرأة؟ ثم أيهما أصدق رسامة المرأة التي لا تتفق مع دستور الكنيسة، أم تجاهل الدستور والاستجابة لتلك الأجندات التي تنحرف بنا عن دستورنا الإنجيلي؟ فهل من مُجيب؟! كل الكنائس الكبرى وتشمل: الكاثوليك بكل مذاهبها والأرثوذكس بكل مذاهبها هي رافضة للفكرة وهذا تم إعلانه من قبل عندما جاءت تعاليم ليبرالية غربية شككت في عصمة الكتاب المقدس، فكانت هناك وقفة من قادة رجال الدين والمسؤولون منهم,
 
وتم رفض وعدم قبول الأمر للكنيسة الأرثوذكسية في مصر وبالتالي في العالم أجمع.
 
فلو تم ذلك ورسمت المرأة قسًا ألا يشرخ الكنيسة هذا؟؟ ويتسبب في صراع أكثر ممن هو عليه الأن؟ فهل الوقت الراهن يتحمل صراعات وإنقسامات أخرى؟؟ وهل سيحل أزمة الكون؟؟ وهل برسامة المرأة ستكتمل عروس المسيح ويتم إختطاف الكنيسة؟؟ لم تكن رسامة حالة واحدة سواء في القرون الأولى أو الوسطى عن المرأة.
 
ذلك الفكرة نتجت في هذه الأيام ويقف من خلفها القليل من السيدات فهذه قضية كتابية وليست معركة شخصية.
 
وعلمنا الكتاب المقدس أن إحترام ثقافة الشعوب والبلاد من أهم صميم الخدمة فكان بولس لليوناني يوناني والبربري بربري وكان يحترم كل الثقافات.
 
ومن هنا يطرح الكاتب سؤالًا في غاية الخطورة وهو: هل الشعب الشرقي بالعقلية الموروثة يقبل هذا؟؟ فهل تستطيح المرأة وهي قسيسة وحامل وفي الأيام الأخيرة لوضعها أن تقف على المنبر؟ فهل تذهب إلى الغيطان في الصعيد لحل المشاكل؟؟ وإن كان هذا لا مانع منه بعد التوعية وتصحيح الأفكار كما ينادون فهل هذه التوعية أليست تحتاج لسنين لتمهيد التربة؟؟ لأن الكاتب يؤمن بمبدأ راسخ في ذهنه وهو" قبل أن نُلقي البذرة يجب علين أن ندرس التربة جيدًا " فنحن في عالم شرقي يحتاج لسنين لدراسة التربة قبل إلقاء البذرة، وهل هذا الوقت من الأنسب والأصلح أن نُبشر عن الرب وصلبه وقيامته أم نُمهد للمرأة أفضل ورسامتها؟؟.