كتب – روماني صبري 

تواصل تركيا الحشد والعمل على فرض المزيد من السيطرة في ليبيا، وعينها حاليا على سرت، فيما يواصل الجيش الوطني الليبي صد الأطماع التركية، وقد أعلن تأمين محور سرت و الجفرة، محذرا أنقرة من أي هجوم على هذا المحور، خارج ليبيا أيضا تتواصل الاستعدادات لمواجهة الأطماع التركية، وآخر تجلياتها المناورة البرية والبحرية التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية قرب الحدود مع ليبيا تحت عنوان "حسم 2020"، فهل اقترب الحسم في الميدان الليبي؟.
 
تركيا والسراج يقرعان طبول الحرب
 
كل المؤشرات السياسية والتحركات في الميدان تشيرا إلى أن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية غير الشرعية والرئيس التركي يقرعان طبول الحرب على سرت والجفرة، هل سينجحان بدخول المنطقتين الإستراتيجيتين؟ .
 
 وردا على ذلك قال عبد الله عتمانة المستشار في الدراسات الإستراتجية، تركيا بدعم قطري  تؤيد هذه الحكومة التي فقدت شرعيتها وفقا لأحكام القانون الدولي، وهذا التحرك نهايته الفشل المحتوم.
 
هل تستطيع تركيا دخول سرت والجفرت ؟ 
 
وتابع عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"،  وكان يعتقد البعض أن  دخول القوات المسلحة إلى طرابلس أمر مستحيل، ونحن نقول أن دخول تركيا إلى سرت والجفرة لن يكون، هذا من سابع المستحيلات، إلا بعد قيام حرب إقليمية كبيرة جدا، ستتكبد خلالها الميليشيات الإرهابية التي تقتل في الأبرياء من الشعب الكثير من الخسائر." 
 
ستواصل المحاولات 
تركيا باتت أمام  سرت والجفرة الخط الأحمر الذي أعلنت عنه مصر، في إطار ذلك هل ستتمكن تركيا من تخطي الخط ؟، ورأى العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن أردوغان سيواصل المحاولات لدخول سرت والجفرة، وأردف :" ستحاول قواته إحداث اختراق في منطقة سرت لا شك في ذلك."
 
لافتا :" وكذلك في الجفرة، ستحاول أن تنفذ عدد من العمليات ربما على تخوم المدينة، لكنها ربما لن تستطيع الوصول للقاعدة العسكرية هناك، وستحاول تركيا أيضا أن تمارس قدر من الضغوط  والتحرشات العسكرية بصورة أو بأخرى، هي ماضية في ذلك وهي تريد أن تصيغ معادلة على الأرض  لكسر الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر في البداية ولحقت بها بعض الأصوات الأوروبية بضرورة الوقوف عند هذا الوضع وعند هذه الخطوط على اقل تقدير حتى يمكن الانخراط في عملية سلام.
 
موضحا :" تركيا تقوم بدفع الميلشيات من بنغازي ، وفي معارك سرت والجفرة لن تشترك تركيا بقواتها مباشرة ولن يكون لديها ضباط ربما في هذه المنطقة على الأقل في النسق الأول لكنها ستظل تحاول القيام ببعض من المغامرات لتصيغ معادلة أخرى كي تجر المشهد الليبي إلى مزيد من التدهور والتعقيد .
 
ماذا كشفت حسم 2020 ؟ 
ولفت :" بعد الإعلان عن مناورات القوات المسلحة المصرية قرب الحدود مع ليبيا "حسم 2020"، كشفت القاهرة على أنها تنظر للأمر على أن تركيا  بالفعل تواجه مأزق وارتباك استراتيجي كبير 
 
وأردف :" الأمر ربما يتجاوز ليبيا وشكل من أشكال دعم حكومة الوفاق مع احترامنا الكامل لهذه الحكومة، لكن الأمر يتجاوزها ولا تلقي تركيا بالا للوفاق والأطراف الموجودة هي تحاول أن ترسم لنفسها خريطة مصالح جديدة تكون ليبيا وساحلها قاعدة لها لنهب ثروات البلاد." 
 
وأشار :" وهذا ما تراه مصر وأطراف كثيرة في شرق المتوسط، والمناورات العسكرية المصرية التي نزلت إلى البحر على وجه السرعة بعدما أعلنت تركيا عن مناوراتها البحرية قبالة السواحل الليبية جاءت رسالة برفض مصر للإطماع التركية، والجاهزية المصرية كما عبرت عن نفسها بالأمس هي لأمر تراه القاهرة بأنه في حال تجاوزت تركيا المشهد الراهن والصراع الداخلي في ليبيا ودخلت في صراع على شرق المتوسط سيكون لها حديث ورد فعل آخر على الأرض ."