بقلم : أرمنيوس المنياوي

كنا حتى عام ٢٠١٣ لو كان  فيه مؤتمرات للشباب يكون مؤتمرا واحدا وفي الصيف، وكان يجمع شباب من نوعية محددة، ويكون مؤتمرا مغلقا، ولم يكن له عنوانا محددا، وكان مؤتمرا قاصرا  على فئة محددة تكاد تكون من حزب واحد وكانت اسئلته لا تخرج عن اتجاه محدد، يتحدث كثيرا عن الرفاهية دون التطرق إلي ما تعانيه البلاد إلا قليلا ، في الوقت الذي كانت تغرق فيه البلاد ف الديون،والمشاكل المتعددة منها على سبيل المثال البنية التحتية والتي كانت على ابيض، فلم يكن لدينا طرق مثلما نري الأن، وكانت الأسئلة غير مسموح لها التعرض لأي هدف قد يأخذ البلاد للأمام، وراينا كيف صارت علاقتنا شبه مقطوع من أطراف خارجية عديدة بما فيها علاقتنا بدول القارة الإفريقية شبه مقطوعة  ووصلت إلي أسوأ مدي قبل أن يتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكنا نشعر ونرى أن تلك المؤتمرات شبيه بالمصيف،ولكنه مصيف رسمي وليس مصيف شعبي لكل الناس.

مش عارف ليه دماغي الذي يعاني من الضغط بصورة لم أكن اعرفها فيما بعد، حتى قبل أيام قليلة، اخدني دماغي عندما أشاهد مؤتمر الشباب الذي بدأ بالأمس السبت في مدينة السلام المعروفة بشرم الشيخ ، وإن شئت الدقة لم يعد اسمه مؤتمر، بل منتدي الشباب.

حسنا فعل سيادة الرئيس في تلك التسمية لأن كلمة منتدي تعني الحوار المفتوح دون قيود، وهو حوار ليس فقط مصري - مصري بل حوار مصري- دولي أي أن هذا المنتدى يضم صفوة شباب العالم في حالة حوار معا تحت رعاية القائد والزعيم المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمؤتمر مثلما قولت بدأت فعالياته أمس السبت ويختتم اعماله بعد غد الثلاثاء.

ومثلما ليس هو مؤتمر للترفيه، بل منتدي للحوار والمناقشات المطولة من خلال أفكار متعددة ومتباينة وثقافات مختلفة حتما ستخلق نوعا من ثراء الحوار ونبت الأفكار الجديدة المتداولة بين الشباب لتأخذ البلاد إلي الإمام،ولتضع مصر داعية للريادة والقيادة في تلك المنتديات المصرية- العالمية والتي ربما لإيجاد مثيل لها في أي دولة في العالم.

المنتدي مفعل من خلال ٢٢ جلسة تتناول قضايا موضوعة في الأجندة الخاصة بالمنتدى، ومن ثم فإن المنتدي يأتي ليس للتعارف فقط، بل أيضا منتدي محملا بقضايا عديدة منها قضايا محلية وأخرى قضايا دولية تهم المجتمع الدولي ككل،تتمثل تلك القضايا في ملفات التغير المناخي والطاقة، والتنمية في أفريقيا وقضايا الإرهاب، والنزاعات المسلحة، والتحول الرقمي، والثورة الصناعية وتحديات وسائل التواصل الإجتماعي، ومناقشة رؤى الشباب في البحث عن حلول لكل تلك التحديات.

تلك المنتديات تذخر بالعديد من شبابنا من كل فئات المجتمع، وتأتي في فصل الشتاء، وإن كان الطقس في مدينة السلام أكثر من رائع، منتديات ليست صيفية فقط، منتديات ليست محلية بل منتديات عالمية وشباب من كل دول العالم، ليس منتديات للترفيه، ولكن منتديات البحث عن المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والتي دبت في العالم، ونقل الأفكار من هنا إلي هناك والعكس والسير مع شباب العالم بندية ورأس مرفوعة باننا أصحاب الريادة والمبادرة في مثل هذه المنتديات،لنمحي صورة الماضي عندما كنا غائبين عن كل ما يحدث في العالم من تطور وأحداث حتى أفريقيا كنا في وادي وباقي دولها في وادي آخر، حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليصلح ما أفسده الآخرون وأعاد مصر كبيرة أكثر مما كانت، ليس فرضا على أشقائنا في أفريقيا ولكن قناعة منهم، بالأفعال وليس بالكلام، لأننا أصبح لدينا رئيسا يملك كل مقومات الفكر والقوة والعلاقات بشكل متوازن يجبر الجميع على احترامه وتقدير مما ساهم معه في تعظيم صورة مصر في العالم بشكل لم يسبق له مثيل،

وليس أدل على ذلك أن يأتي شباب العالم إلي مدينة السلام يتناقش ويتباحث في حرية غير مسبوقة عن احلام ليس مصر فقط ولكن احلام شباب أفريقيا والعالم، ووضع توصيات تكون قابلة للتنفيذ سواء تنفيذ أحادي أو تنفيذ مشترك، شباب يحملون أجندات وطنية في مدينة السلام يواجهون بها من يريدون خراب مصر والعالم بأجندات تحمل كل دروع الشر في العالم ولا تصدر إلا الشر والذي بشباب مدينة السلام قادرين على دحض كل تلك الممارسات الرديئة،والمدمرة للبلاد والعباد، ولن تفلح محاولاتهم بأذن الله في وجود رئيس معه تلك النوعية من شباب مصر الذين هم محل فخرنا في العالم.