الإسكندرية .... إيهاب رشدي 

قالت الدكتورة سوزى عدلي ناشد عضو مجلس النواب و الأستاذ بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ، أننا بوفاة العالم القانوني الدكتور سمير تناغو قد فقدنا رجلا وطنيا حتى النخاع كان منشغلاً بقضايا الوطن في كافة المجالات و نستطيع بكل فخر أن نطلق عليه سنهوري العصر الحديث . 
 
وتابعت عدلى في تصريحات للأقباط متحدون  .. أن سمير تناغو لم يكن أستاذًا عاديًا ، فهو أستاذ متميز وفريد بعلمه ونزاهته واستقامته وتواضعه ، برز نبوغه مبكرًا من خلال رسالته للدكتوراه " الالتزام القانوني " في جامعة باريس ، والتي لم تكن رسالة عادية بل رسالة تتضمن نظرية بالمعنى الدقيق للكلمة ، ولا تزال حتى الآن هي المرجع في موضوعها عربيًا وعالميًا ، وقد حصلت على جائزة أحسن رسالة في فرنسا لعام 1967 . 
 
وأضافت عضو مجلس النواب في حديثها عن الدكتور سمير تناغو أستاذ القانون المدني بجامعة الإسكندرية والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم ، أن كتاباته المتعددة قد تضمنت أعمالا فقهية إبداعية في المجال القانوني نذكر منها ؛ النظرية العامة للقانون وهو مرجع متفرد في مقدمة دراسة القانون وبخاصة فيما تضمنه من نظرات في فلسفة القانون ، و مصادر الالتزام والذي تضمن ما يميزه عن سائر ما كتب في هذا الموضوع حيث عرض لمصدرين من هذه المصادر أظهر من خلالهما إبداعه القانوني في هذا المجال وهما : الحكم القضائي كمصدر للالتزام والقرار الإداري كمصدر للالتزام . هذا بالإضافة لمراجعه المتميزة في عقد الإيجار والأحوال الشخصية والقانون الزراعي ، وكتابه الهام في أحكام الأسرة ، وهذه جميعها نماذج بسيطة من كتاباته القانونية التي لا تعد ولا تحصى . 
 
وأضافت عدلي  ، بأن العالم الجليل قد اختتم حياته الأكاديمية بعمل انتظره العالم العربي بأسره ، تمثل في الجهد العلمي الذي بذله في تقديم ومراجعة ترجمة رسالة الدكتوراه لفقيه العرب الأول المرحوم الأستاذ عبد الرازق السنهورى والمعنونة " القيود التعاقدية على الحرية الفردية للعمل في القضاء الانجليزي " والتي نوقشت في عام 1925 بجامعة ليون بفرنسا ، فأسدى بذلك خدمة ثمينة للباحثين العرب بتمكينهم من الاطلاع على هذا العمل الفقهي الفريد للأستاذ الكبير . 
 
وقالت أن إسهامات الدكتور تناغو لم تقتصر على كتاباته في مجال القانون فكان رحمه الله إلى جانب عمله كأستاذ للقانون ومعلم للأجيال مشاركا لقضايا وطنه محبا له وهذا ما ظهر من خلال كتاباته الصحفية بجريدة الأهرام ، وإدلائه بآرائه وأفكاره الوطنية فيما يعترض الوطن من قضايا وإشكالات . 
 
واختتمت عضو البرلمان كلامها عن العالم الجليل قائلة .. نقدم تعزية لأسرته وللعالم كله في فقدان الأستاذ والعالم الجليل الدكتور سمير تناغو وهو حي بأعماله وكتاباته وإبداعاته التي ستدوم للأجيال القادمة.