أطلق مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة فتوى جديدة ومثيرة، قال فيها إن الرجل يجب ألا يعود من السفر إلى بيته مباشرة، بل أن يذهب إلى المسجد، رافضًا التشكيك أو الظن السيئ في سلوك الزوجة، ومعتبرًا أن ذلك "تفكير عفن".

 
إيلاف من القاهرة: في فتوى جديدة للدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، ردًا على سؤال حول حكم قدوم الرجل من سفره على زوجته فجأة؟، قال إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يأتي الرجل من السفر فجأة من دون إخبار زوجته لكي تتجهز له، فعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل، فقال: "أمهلوا حتى ندخل ليلًا – أي عشاء - كَيْ تمتشط الشعثة، وتستحد المغبية".
 
وأوضح مفتي الجمهورية السابق أن "الرسول الكريم، أمرنا بالثقة، ونهانا عن الظن، وقال مرة إذا جاء أحدكم من السفر يأتي إلى المسجد".
 
أضاف خلال لقاء ضمن برنامج "من مصر" مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على فضائية "CBC" المصرية: "العائد من السفر فجأة - من دون أن يخبر زوجته - ينزل على المسجد أولًا فيقوم الأولاد الصغار بإخبار الزوجة فتتجهز لزوجها". وتابع: إذا خطر في بال أحد الأزواج، وقال أنا ممكن أجد زوجتي مع رجل آخر، فهذا تفكير عفن".
 
ولفت جمعة إلى أن الرسول الكريم أمرنا إذا كنا في غياب، أي في سفر، أن نخبر أهلنا، وأن ننزل المسجد أولًا، حتى تتزيّن المرأة لزوجها وتستعد لاستقباله، مشيرًا إلى أن "النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا غير كده ما تطبش (تعود) فجأة، ولا تتشكك في مراتك، هذا التفتيش يقدح في الثقة، ولما متفتيش (لا تفتي) وتطيع الله ورسوله ربنا يسترها معي، وإذا عاندت، فربنا يعاقبني، فواحد جه (رجع) وقال الكلام ده مش داخل دماغي، وراح طابب (دخل) على مراته، فوجدها في حالة غير جيدة فيها خيانة، وهذا عقاب له".
 
قال مفتي مصر السابق أيضًا: وفي رواية أخرى للإمام مسلم أيضًا: نهى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم أَوْ يلتمس عثراتهم".. فَفي الحَديثِ: النَّهيُ عَنِ التَّجسُّسِ على الأَهلِ، وعَدمُ الطَّرقِ لَيلًا.
 

واستطرد جمعة: "معنى هذه الروايات كلها: أنه يكره لمن طال سفره أن يقدم على امرأته ليلًا بغتة. فأما من كان سفره قريبًا تتوقع امرأته إتيانه ليلًا فلا بأس، كما قال في إحدى هذه الروايات: إذا أطال الرجل الغيبة، وإذا كان في قفل عظيم، أو عسكر، ونحوهم، واشتهر قدومهم ووصولهم، وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم، وأنهم الآن داخلون، فلا بأس بقدومه متى شاء لزوال المعنى الذي نهى بسببه.. فإن المراد أن يتأهبوا، وقد حصل ذلك، ولم يقدم بغتة.
 
وقال: "يؤيد ما ذكرناه: ما جاء في الحديث الآخر: أمهلوا حتى ندخل ليلًا - أي: عشاء -؛ كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة. فهذا صريح في ما قلناه، وهو مفروض في أنهم أرادوا الدخول في أوائل النهار بغتة، فأمرهم بالصبر إلى آخر النهار؛ ليبلغ قدومهم إلى المدينة، وتتأهب النساء وغيرهن.
 
وصف جمعة انتشار "غروبات" (مجموعات) على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى الشك في سلوك الأزواج، ومنها "غروب محدش شاف جوزي"، بـ"التفكير الرجعي، الذي أساسه الشك، بينما العلاقات الاجتماعية لا بد أن تبنى على الثقة، مثل الثقة في البنوك".
 
أضاف "جمعة" أنه قد يكون هناك بعض الأشخاص من هذه "الغروبات" يقول معلومات خاطئة للزوجة من أجل خراب البيوت، مشددًا على ضرورة إرساء الثقة بين الرجل والمرأة في علاقتهما الزوجية.
 
وأكد مفتي مصر السابق أن الإسلام نهى عن شك الزوج في زوجته، مستشهدًا بقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ"، موضحًا في الوقت عينه أن "الست قبل ما تنكّد على جوزها بتنكّد على نفسها".