كتب – روماني صبري 
 
هل من الممكن السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر قوانين تنظيمية أو أنها فضاء مفتوح من الصعب السيطرة عليه؟... وهل هناك دور سياسي تحاول هذه المواقع لعبه؟ .. وكيف يمكن تفعيل الدور الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي وتجنب دورها السلبي؟ ..وهل من الممكن أن نشهد معاهدة دولية لتنظيم أعمال هذه المنصات؟، وكان هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، ردا على محاولة موقع "تويتر"، فرض رقابة على تغريداته ووصف تدوينتين له بـ"المضللة." 
 
جدل مستمر 
وفي إطار القضية قال "إياد بركات"، الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، أن هذا الجدل مستمر منذ إطلاق شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا :" لم تكن فقط التكنولوجيا هي العامل الأساسي في نجاح شبكات التواصل." 
 
لماذا استمرت المنصات الاجتماعية ؟ 
مضيفا :" الحاضنة القانونية الأمريكية  تسمح لهذه المنصات بان تكون وتدعي أنها مجرد فضاء عام وغير مسؤولة عما ينشر خلالها، وهذا ما أتاح لها الاستمرار  والقوة التي نشهدها."  
 
ولفت :" المعركة الجارية بين الرئيس ترامب وإدارة تويتر وفيسبوك، سببها محاولة الرئيس ترامب لسن قوانين رئيسية للعودة إلى هذا التاريخ الطويل من القوانين الأمريكية التي تسمح بعمل هذه المنصات."
 
توصيات بعدم نشر العنف 
كما لفت :"خلال موجة العنف الكبيرة في بلدان العالم بسبب ظهور تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية ككل ، كان هناك ضغط كبير على منصات التواصل الاجتماعي بعدم نشر المحتوى الذي يحرض على العنف والكراهية." 
 
ترامب غاضب من تويتر 
موضحا :" لكن حتى الآن لم نشهد الكثير مما يثير إعجابنا من هذه المنصات الاجتماعية، وصحيح أن إدارة موقع "تويتر" تحاول بشكل كبير  أن تخفي جزء كبير من هذه الرسائل التي تحض على العنف والكراهية، لكنها اصطدمت بواقع عنيف من قبل الرئيس الأمريكي." 
 
وتابع :" الرئيس الأمريكي بعض تغرايدته تبدو على أنها تحرض على العنف، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما حاول تويتر التصدي لمثل هذه التغريدات، شن الأخير عليه هجوما عنيفا." 
 
كانت وسيط 
وبدوره شدد "ناصر فياض" الخبير في الشؤون الأمريكية، على أن منصات التواصل الاجتماعي كانت الوسيط الرابط بين السوق والناس، لافتا :" لذلك منذ تأسيس هذه المنصات والقوانين كانت لا تفرض عليها الملاحقة القانونية للتشهير أو حتى لوضع أي معلومات قد تكون خطرا أو تحمل سوء نية." 
 
وتابع :" والسبب الرئيسي قانونيا هو أنهم اعتبروا أن منصات التواصل الاجتماعي تأخذ المعلومات وتنشرها للمستخدمين كوسيط ، ومن هذا المطلق انطلق الرئيس ترامب، والذي لم يبدي رضاه عن موقع تويتر، والذي قال أن ترامب ينشر معلومات خاطئة وذلك بعد الضغط على إدارته  من قبل الناس والكثير من المراقبين." 
 
لم تعد وسيط 
موضحا :" وحين تقول منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر أن ترامب مضلل وينشر أخبار كاذبة، في هذه الحالة هي لم تعد وسيط بل ناشر، وذلك من الناحية القانونية."