قال اللواء طيار محمد زكى عكاشة أحد طيارى حرب أكتوبر، إن حديث محمد حسنين هيكل عن الضربة الجوية يكشف عن دور خبيث يلعبه «هيكل» فى تاريخ مصر. وأشار إلى مسؤولية «هيكل» عن هزيمة 67 ولفت إلى أن الضربة الجوية تمت لحماية القوات البرية، وليست استعراضاً ومظاهرة جوية كما يدعى هيكل. وأضاف عكاشة أن الرئيس السابق نسب لنفسه كل النصر، وتعمد إقصاء كل من ساهموا فى وضع خطة الضربة الجوية. وكشف عن عدم وجود دور له فى وضعها واقتصار دوره على الموافقة عليها. وإلى نص الحوار:

 
■ ما تعليقك على حديث محمد حسنين هيكل حول عدم وجود ضربة جوية.. وما حقيقة هذه الضربة؟
 
- الضربة الجوية ليست هى حرب أكتوبر وحدها، فالحرب كانت معركة للأسلحة المشتركة وأن الإعلام هو الذى قال إن الضربة هى الحرب، كان ذلك نوعاً من التضليل واختزال الحرب فى الضربة الجوية، وكان لابد من وجود ضربة جوية لتمهيد الطريق لعبور قواتنا، وكلام هيكل عن عدم وجود ضربة جوية، غير دقيق ومختلق، وقد ذكر نقطة خطيرة هى أن إسرائيل عندما علمت بالحرب قبل 36 ساعة، أخلت مواقعها الأمامية وسحبت قواتها للخلف كأنها تمثيلية وهذا إهانة للعسكرية المصرية وتزوير للتاريخ، وللعلم إسرائيل كانت تعلم بحشد قواتنا لكن غرورها صور لها قدرتها على ردنا فى لحظة وإعادة سيناريو 5 يونيو مرة أخرى.
 
■ ما الذى يدعو هيكل لقول مثل هذا الكلام الآن؟
 
- أزعم أن لـ«هيكل» فى كل المواقف المهمة فى تاريخ مصر دوراً خبيثاً، والدور الأكثر خبثاً كان فى 1967، فالمسائل كانت طبيعية حتى مايو 67، ولم يكن هناك توتر بيننا وبين إسرائيل، ومع حدوث ترتيب دولى بين أمريكا وروسيا وإسرائيل، لتوجيه ضربة قاصمة لمصر، كان لابد من حدوث أمر يسخن الأحداث، وحدثت المعركة الجوية بين سوريا وإسرائيل، وكان من الممكن وضعها فى حجمها الحقيقى، وفوجئنا بـ«عبدالناصر» يتخذ قرارات لها تأثير عال جداً، منها تعبئة القوات المسلحة وسحب قوات الطوارئ بالكامل من شرم الشيخ، وإغلاق المضايق، وهو يعلم جيداً أن هذا إعلان للحرب، والوحيد فى مصر الذى يستطيع إقناع «ناصر» بذلك هو «هيكل» لأن ناصر لم يكن يسمع لأحد آخر، ومقال هيكل قبل الحرب بـ3 أيام كان يتحدث عن دحر وتدمير إسرائيل، وهو يعلم جيداً أوضاع وظروف الجيش المصرى.
 
■ هيكل وصف الضربة الجوية بمظاهرة للطيران لاستعادة الثقة فى القوات الجوية؟
 
- لا.. هذا غير صحيح، لأن القوات الجوية عادت لها الثقة بعد 5 يونيو بشهور، فنحن حاربنا إسرائيل 500 يوم استنزاف، وحققنا بطولات رائعة فيها، «هيكل يخليه فى التحليلات السياسية، ويترك العسكرية لأهلها، إذا كنا عايشين، وبيقول كده أمال لما نموت هيخترع كلام شكله إيه».
 
■ الحديث دائماً عن الضربة الجوية يرتبط باسم «مبارك»، وأنت استنكرت ذلك فى تسجيل فيديو.. إذن لماذا تنسب الضربة لمبارك؟
 
- هذا دور لعبه الإعلام، فمثلاً حرب أكتوبر تم اختصارها فى قرار السادات، وعندما جاء «مبارك» أصبحت الضربة هى السبب، ولو تولى الحكم رجل من الإذاعة، هيقولوا إن جودة إذاعة البيانات العسكرية هى سبب النصر.
 
■ ما هى الأخطاء الفادحة التى ارتكبها «مبارك» فى الضربة الجوية؟
 
- اللى عايز يحاسب مبارك يحاسبه على الضربة الجوية الثانية، وكان من المفروض أن يتم إسقاط قوات صاعقة خلف خطوط العدو فى الساعة الرابعة والنصف عصراً، لإعاقة القوات الإسرائيلية القادمة لمهاجمة قوات العبور، فخرجت الطائرات الهليكوبتر، التى تنقل الصاعقة دون حماية جوية من المقاتلات، فحدثت مذبحة فقدنا خلالها عدداً كبيراً من الطائرات، و«مبارك» كان هو صاحب هذا القرار.
 
■ هل كان هذا تعمداً منه أم خطأ وارداً فى مثل هذه المواقف؟
 
- لا أستطيع الحكم على نواياه، لكنه قرار خاطئ بكل المقاييس، فأى طائرات تحمل جنوداً طبيعى أن تكون معها حماية، وأى خريج طيران حديث يعرف ذلك جيداً.
 
■ هل لهذا السبب كان يتردد أن الضربة الثانية ألغيت لتحقيق الأولى أهدافها؟
 
- كان من المفترض أن تخرج المقاتلات والقاذفات لضرب نفس الأهداف مرة أخرى، وتخرج فى حمايتها الهليكوبتر، لكن لأن الضربة الأولى حققت أهدافها. تم إلغاء خروج المقاتلات وخرجت الهليكوبتر دون حماية.
 
■ لماذا حرص «مبارك» طوال الوقت على نسبة الأمر لنفسه؟
 
- المحيطون به والإعلام صوروا له ذلك، وأدخلوه فى ذهنه وأقنعوه به، ومحوا جهد 6 سنوات قام به 10 آلاف فرد بالقوات الجوية، جميعهم عملوا من أجل هذه الضربة، وأى إنسان يحب أن ينسب لنفسه كل الأعمال، فمثلاً عيد القوات الجوية طول عمره يكون يوم إنشاء القوات الجوية، لكنه غيره إلى يوم 14 أكتوبر تاريخ معركة المنصورة الجوية، لأنها حدثت فى عهده، ولا يمكن أن أكون صاحب كل شىء، فالآن تم رفع اسمه من على كل شىء، هل كان يتوقع ذلك اليوم؟
 
■ هل لإمكانيات وقدرات مبارك كطيار وقائد للقوات الجوية علاقة بقيامه بنسب كل الإنجازات لنفسه؟
 
- مبارك كان يتميز بقدرة عالية على العمل، لا يكل ولا يمل وكان يدير الكلية الجوية فى 4 مواقع، والعمل الإدارى الخاص بالطلبة، وهذه هی إمكاناته لا أكثر، ومن حظ هذا الوطن وجود أشخاص أكفاء حول مبارك، هم من خططوا ورتبوا لكل شىء، وأهل الكفاءة كانوا قادة الأسراب والألوية، ومن أبرز هؤلاء محمد شبانة وصلاح المناوى وعلاء بركات وفاروق عليش وتحسين صايمة، أما مبارك فلم يكن لديه أى فكر، غير إجادة العمل الشاق، وهذا ما دفعه لأن ينسب لنفسه النصر.
 
■ وهل هناك عوامل ساعدت فى ذلك؟
 
- الكرسى غيره، فهناك أناس يعطون للمنصب، وآخرون المنصب هو الذى يعطيهم، و«مبارك» محظوظ من يومه ومبتلى بالنعمة، لكنه لم يكن يشعر بذلك وبعد 67 ذهب مبارك مع طائرات «تى يو» إلى العراق وحدثت مشاكل مع الضباط وعاد بسبب تقصيره فى قيادته للضباط لكنه جاء فى لحظة تاريخية عند استقالة مدكور أبوالعز وتعيين العميد صلاح الحناوى واضطروا لتعيينه والإطاحة بـ21 رتبة أمامه ليتولى المنصب، الأمر الذى دفع به ليجد نفسه رقم 3 فى القوات الجوية، والطبيعى أن يتولى شعبة العمليات، لكن لأن إمكانياته لا تسمح بتولى قيادة الكلية الجوية، وبعد حدوث خلاف بين الفريق فوزى والفريق الحناوى أصبح مبارك رقم 2 وتولى رئاسة أركان القوات الجوية.