كتب – روماني صبري 
أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" فرض عقوبات على 39 شخصا وكيانا، من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد، في إطار ما يسمى بـ "قانون قيصر" الأمريكي، الذي دخل الأربعاء حيز التنفيذ، كما تعهدت واشنطن بمزيد من العقوبات القاسية على دمشق في الفترة المقبلة،  في المقابل قالت موسكو إن العقوبات لن تؤثر على التعاون الروسي السوري بما في ذلك المجال العسكري ومكافحة الإرهاب، واعتبرت الخارجية الروسية العقوبات الجديدة ضد دمشق غير شرعية وضربة للمواطن وتعرقل جهود التسوية في سوريا، وقال فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة : إن الهدف من العقوبات إسقاط الشرعية في البلاد، وأن الأمريكيين يتباهون بأن عقوباتهم بالذات أسفرت عن تدهور الأحوال الاقتصادية الاجتماعية للشعب السوري بمثل هذه الدرجة، فما هي تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة؟، وكيف ستواجه دمشق الحالة الاقتصادية الصعبة؟.
 
لن نلين أمام قانون قيصر 
وفي إطار ذلك، قال د. علاء اصفري، خبير استراتيجي واقتصادي، عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، انه يخطئ من يعتقد إننا نستهين بهذه الحزمة من العقوبات الأمريكية، ولكن المخطئ أكثر هو من يتصور إننا سوف نلين تجاه قضايا بلدنا تحت ضغط العقوبات الاقتصادية الغير شرعية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا." 
 
التوحش يدير أمريكا 
وأردف :" نحن هنا في سوريا نعتقد بان إدارة التوحش هي السمة الأكبر في السياسة الأمريكية الآن على مستوى العالم، حيث تحاول أن تنتزع بالضغط الاقتصادي  ما فشلت في انتزاعه عن طريق عملاءها الإرهابيين في سوريا." 
 
تعاقبها لانتصارها على الإرهابيين
ولفت :" سوريا انتصرت في كثير من المجالات على الإرهاب، وواشنطن تعاقبها على ذلك بتلك العقوبات، لذلك أرى أن التأثير النفسي لهذا القانون، هو أكثر من تأثيره الفعلي كوننا محاصرين، ونذكر انه منذ عام 1979 كانت هناك عقوبات أمريكية ظالمة على سوريا ثم في 2004 في قانون محاسبة سوريا ثم العقوبات التي فرضت في 2012، وكل ذلك يؤكد إننا نجحنا في الالتفاف على كل هذه العقوبات." 
 
صامدون لهذا السبب 
وشدد د. علاء اصفري، الخبير الاستراتيجي والاقتصادي على أن سوريا صمدت أمام هذه العقوبات بفضل المقاومة الذاتية وأصدقاءها وحلفاءها." 
 
هل ستضر العقوبات الشعب السوري البسيط ؟ 
وردا على هذا السؤال، قال إيهاب عباس إعلامي وباحث في الشأن الأمريكي، في البداية أود أن أوضح أن حجم العقوبات الأمريكية التي صدرت ضد سوريا، إنما أتت في ما يقرب من 13 قانونا أمريكيا ومرسوم رئاسي مباشر على مدار عشرات السنين الماضية." 
 
مضيفا :" وهذا يعني أن الشعب السوري يعيش تحت العديد والعديد من العقوبات الأمريكية منذ فترات طويلة، لذلك لا اعتقد أن هناك تأثير مباشر  على السوريين وعلى الرئيس بشار الأسد بعد فرض العقوبات الجديدة." 
 
المقصود تقويض روسيا وإيران 
لافتا :" التأثير سيكون في لوجستيات التعامل التي تقدمها الدول الأخرى لمساعدة حكومة الأسد وعلى رأسها روسيا والجمهورية الإيرانية، هذه هي المشكلة التي ستواجه هذه الدول بعد فرض العقوبات." 
 
موضحا :" إيران ستحاسب حساب الملكين في حال التفتت على هذه العقوبات الجديدة من قبل واشنطن، وهناك محاولات متعلقة بوضع الرئيس ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ربما يحاول بقدر المستطاع استمالة الكثيرين عبر هذه العقوبات من الذين يعارضون النظام السوري للتصويت له في الانتخابات."