يقف أى قلم عاجزا تماما عن إحصاء مواقف شخص أسطورة مثل الشهيد البطل العقيد أ. ح أحمد صابر منسى، ولكن "حسبك من القلادة ما يلتف حول العنق" فسنتحدث عن قليل من بحر مواقف هذا الإنسان العظيم بإيجاز شديد.

أول مواقف البطل أحمد منسى سردتها زوجته السيدة الفاضلة منار محمد سليم، وذلك خلال إحدى الندوات التثقيفية التى نظمتها الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة فى 7 أكتوبر عام 2017 والتى جاءت بعد استشهاده بـ 3 أشهر، حيث أكدت كيف كان إنسانا بمعنى الكلمة يعطف على الفقراء ويساعد أى محتاج فضلا عن بسمته التى لا تفارق وجهه أبدا.
 
وقالت السيدة منار زوجة البطل، إن الشهيد منسى كان يرى أى سيدة مع أطفالها لا تجد وسيلة مواصلات فى الشارع فيسرع إليها ويوصلها بسيارته إلى مكان بيتها، كما كان لا يبخل على أى شخص بأى مساعدة حيث يقضيها له قبل أن يعود إلى منزله وكل هذا ابتغاء مرضاة الله ودون مقابل.
 
وأشارت إلى أنه كان عندما يتسلم راتبه الشهرى كان يذهب لإخراج الزكاة والصدقات أولا ثم يذهب إلى منزله، مشددة على أن ما كان يتبقى من المال كان يكفى الأسرة وزيادة.
 

وكشفت السيدة منار سليم عن تقدير الشهيد الراحل للمسيحيين من أهل مصر وكل بلاد العالم، وكيف أنه كان يحزن جدا عندما كان يقوم كلاب أهل النار من الإرهابيين بتفجير أنفسهم فى الكنائس مخلِّفين العشرات من القتلى والجرحى الأبرياء، حيث كتب على صفحته بموقع فيسبوك "ده دينك ياللى متعرفش دينك ثم ذكر الحديث الشريف عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: استوصوا بقبط مصر خيرا فإن لهم ذمة وصهرا".
 
وأوضحت زوجة البطل كيف كان الشهيد أحمد منسى بارا بوالدته حيث طلب، قبل توليه قيادة الكتيبة 103 صاعقة فى شمال سيناء، أن ينتقل شقيقه إلى أقرب مستشفى من المنزل حتى يراعى والدته المسنة.
 
 السيسى يقارن بين بطولات منسى وخيانات عشماوى
وفى ندوة تثقيفية أخرى عقدتها الشؤون المعنوية بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر فى 11 أكتوبر عام 2018، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن مواقف الشهيد البطل وكيف سار على نهج الدولة المصرية والحفاظ عليها، وبين خيانات الإرهابى هشام عشماوى، والذى كان ضابطا مع الشهيد منسى فى إحدى وحدات الصاعقة، وكيف خان العهد الذى قسمه على نفسه وقتل زملاءه من الجنود والضباط وأزهق دماء عديد من الأبرياء، حيث قال الرئيس: "يا ترى إيه الفرق بين هشام عشماوى وأحمد المنسى .. ده ضابط وده ضابط وكانوا فى كتيبة واحدة .. الفرق إن منسى صار على العهد بالحفاظ على الدولة المصرية، وأن هشام عشماوى اتلخبط وممكن يكون خان .. الأول بنصقف ليه والثانى عايزينه علشان نحاسبه".
 

كانت علاقة الشهيد العقيد أحمد منسي بأهالي شمال سيناء، ذات طبيعة خاصة، حيث كان يلتقى أهالى وعواقل القرى والمناطق في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ويتعامل معهم باحترام وتقدير، كما كان يبحث مطالبهم ويرسلها للقيادة للعمل على حلها، كما أن الشهيد كان محبوبا من العرب والبدو في سيناء وكانت له علاقات قوية وتعتمد على الثقة المتبادلة بينه وبين شيوخ القبائل.
 
وللشهيد منسي عديد من المواقف مع أطفال سيناء، حيث كان يقوم بزيارتهم في مدارسهم، ويلقي عليهم بعض الحكايات الوطنية عن سيناء والجيش المصري في أوقات راحته، كذلك كان يقوم بشراء الهدايا لهم، بالإضافة إلى صوره معهم، ما جعله يخلق حالة فريدة بين الأطفال والطلبة، ونجح في توضيح كثير من الأمور التي كانت غائبة عنهم.
 
قال سامح مشالي، أحد الجنود الذين خدموا مع الشهيد منسى، عبر حسابه الشخصي بموقع فيس بوك : "أنا بحب المنسي القائد الجدع اللي شوفته أول مرة في أرض الطابور في مدرسة الصاعقة وهو بيختار رجالة الـ 103 ... شوفت بصته فى عنينا شوفت منه شجاعة شوفت قدامي لأول مرة بطل حقيقى جايلنا وهو واخد رصاصة في كتفه ومعلق دراعه شوفته وهو بيتكلم عن جندي بطل شال المنسي لما اتصاب وبعدها في مداهمة تانية المنسي شاله وهو شهيد".
 
وتابع: "شوفت واحد بيبص في عين كل واحد فينا وبيقولنا يا فدائي ويا بطل ويا وحش وبيعظمنا ... شوفت قائد بيقولنا أنا عاوز معايا رجالة ياخدوا رصاصة فى صدرهم مش عاوز أخد واحد ياخد رصاصة في ضهره ويتسمى شهيد على الفاضى ... شوفت بطل بيضحك فى وشنا وسمعته حلوة والعساكر اللي جايه معاه بتحبه، سمعت منه بوداني لاحقا وهو بيحكى ومقهور أن فيه حد وهو بيدرب العساكر رقدهم وأهانهم وأن ده مش مفروض يحصل وأن مينفعش عنده عسكرى يرقد و يتهان".
 
وأكمل : "منسى كان بني آدم عادى جدا فيه حاجات بتعجبه وحاجات لأ بس في حب الوطن وترابه والدفاع عنه مبيفاصلش وبيسبق جنوده للشهادة ... أنا شفت فيه أخ لجنوده و كان أسوء يوم في حياتي فعلا يوم الجمعة 7 يوليو 2017  لما الفجر لقيت مكالمة جيالي من صديق معاه فى 103 الساعة 7 ص بيصحينى بيقولى البقية فى حياتك المقدم في ذمة الله شهيد من كتر ما كله عارف إزاى بحبه وواخده قدوة".