"وهبا حياتيهما لتغسيل الموتى لوجه الله، وقررا ألا يقفا بعيدا فى تلك الأيام العصيبة التى تمر بها البلاد، فدورهما لا يقل أهمية عن أبطال الجيش الأبيض" قصة مسن وشاب من قرية الصحافة بالشرقية، تطوعا فى تغسيل الموتى بقريتهما منذ عدة سنوات لوجه الله، وفى جائحة "فيروس كورونا" عزف المغسلين عن تغسيل الموتى بمشرحة مستشفى مشتول السوق، فتطوعا للقيام بتلك المهمة وغسلا أكثر من 40 حالة.

" سمعنا عن عزوف المغسلين بمدينة مشتول السوق عن تغسيل موتى كورونا فتطوعنا لوجه الله للقيام بهذا الدور" قالها الشيخ " إبراهيم لطفى إبراهيم" 65 سنة، مقيم قرية الصحافة التابعة لمركز مشتول السوق، متابعا: أغسل الموتى بالقرية منذ ما يقرب من 30 سنة، لوجه الله، ومعى الشاب" سعيد حمدى" 37 سنة يعمل بالقطاع الخاص، من أبناء القرية، وفى جائحة كورونا، قررنا التصدى لعزوف المغسلين على مستوى مركز مشتول السوق بأكمله، بعد علمنا بذلك دونا منشور على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك، للتطوع لتغسيل الموتى، وبدأ الأطباء بمستشفى مشتول السوق يتواصل معانا، وكان الأمر فى البداية قاصر على تغسيل موتى فيروس " كورونا" بقريتنا فقط، وبعد ذلك امتد إلى مدينة مشتول ومدينة ههيا غسلنا حالات متوفية بكورونا.

"غسلنا أكثر من 40 حالة أغلبهم من كبار السن" موضحا غسلنا أكثر من 40 حالة، والشاب "سعيد" مجهوده كبير جدا ويقع عليه الدور الأكبر معايا فى تغسيل الحالات، غسلنا أول حالة لشخص مسن متوفى بالفيروس فى شهر رمضان الماضى، وبعدها بدأت الأهالى تتواصل معانا لتغسيل حالات فى المنازل بالإضافة إلى الحالات التى تم تغسليها بمشرحة مستشفى مشتول.

 فيما قال " سعيد حمدى" 37 سنة الشاب المتطوع من قرية الصحافة، لتغسيل الموتى مع الشيخ" إبراهيم" إنه متطوع لتغسيل الموتى منذ 10 سنوات، وتعلم من الشيخ "هشام" ودخل معه فى غسيل أكتر من حالة، فضلا عن قراءته فى الفقه وكيفية الغسل، موضحا أن أصعب الحالات التى مرت عليه فى حياته كل الحالات كانت مؤثرة لأنهم فى الأخر أرواح وبشر، ولكن الحالة التى غسلها ولن تمحى من ذاكرته أبد الدهر كانت منذ 12 سنة، لشقيقه شاب عمره 18 سنة توفى فى حادث.

ومن جانبه قال" عبد النبى رشاد" عمدة قرية الصحافة، إن مجهود الشيخ" إبراهيم لطفى" والشاب" سعيد حمدى" لا ينسى فى ظل جائحة فيروس "كورونا" حيث أخذ على عاتقهما التطوع لتغسيل كل وفيات كورونا بمركز مشتول، بالرغم من تحذير بعد الأهالى لهم بقصر دورهم على الوفيات بالقرية فقط خوفا عليهما من العدوى، لكنهما تطوعا لوجه الله دون الخوف من شئ وتم تغسيل كافة الوفيات بالفيروس بكافة أنحاء المركز، وقاما بعمل دورة تدريبية للنساء بالقرية لتدريبهما على غسل السيدات.