قال الدكتور ماهر الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، خلال مداخلة هاتفية مع وائل الإبراشي، خلال حلقة «التاسعة»، المذاع عبر القناة الأولى المصرية، إن الأنبوبة الخاصة بمسحة كورونا بلاستيكية وقابلة للكسر وبعد أخذ المسحة يتم وضعها في أنبوبة أخرى بها سائل معين ليحافظ على المسحة، لذا يجب اتباع الاحتياطات قبل أخذ العينة، وذلك في تعليقه على وفاة طفل سعودي نتيجة كسر مسحة فحص فيروس كورونا في أنفه بمستشفى شقراء العام بالمملكة العربية السعودية.

وأوضح الجارحي أنه من الضروري تهدئة المريض بفيروس كورونا، وأن يتم التعامل معه بصورة مريحة لطمأنته أثناء أخذ العينة إذا كان كبير السن ولو كان صغيرا يفضّل إلهاؤه بلعبة أثناء سحب العينة.

وتابع أنه يجب سؤال الشخص عن وجود مرض مزمن في الأنف أو الأذن لأنه إذا كان هناك شيء ما في الأنف لا يمكن إجراء للمسحة، مضيفا أنه يجب رفع الرأس للأعلى عند أخذ المسحة ليكُن التجويف الأنفي متعامدا مع القصبة الهوائية، ثم دخول الأنبوبة إلى حوالي 4 سم من تجويف الأنف للوصول للسائل الحامل للفيروس، لأخذ قراءة صحيحة.

مشيرا إلى أنه من الأفضل إجراء المسحة لمن يزيد عمره عن 6 سنوات لا أقل من ذلك؛ مشيرا إلى أن صغر سن الطفل الذي توفي بالسعودية مع حركته وتخوفه من أنبوبة المسحة أدى لكسرها ودخولها إلى القصبة الهوائية ثم الرئة والتي أدت في النهاية لوفاته.

وتعود تفاصيل قصة وفاة الطفل السعودي، وفقاً لتقارير سعودية إن الطفل قد دخل للمستشفى نتيجة ارتفاع في درجة حرارة جسمه، وعندما أجريت له عملية فحص للتأكد من إصابته بكورونا كسرت مسحة الفحص في أنفه، فتم تخديره لإجراء عملية استخراجها، لكنه ترك دون متابعة، ليفقد الوعي بسبب انسداد مجرى التنفس في رئته، ثم لفظ أنفاسه بعد 24 ساعة من دخوله المستشفى.

وقال والد الطفل عبدالله بن عبدالعزيز الجوفان، وفقاً لجريدة سبق السعودية: «كان ابني عبدالعزيز يبلغ من العمر سنة وسبعة أشهر، ولا يعاني من أمراض مزمنة أو خطرة، واشتكى من ارتفاع درجة حرارته، فراجعت به مستشفى شقراء بصحبة والدته، وبعد عرضه على الطبيب قرر ضرورة أخذ مسحة له عن طريق الأنف، مع أن صحته كانت جيدة ولا يعاني سوى من ارتفاع درجة حرارته».

وأضاف: «بالفعل تم عمل مسحة للطفل عن طريق الأنف، إلا أن المسحة انكسرت داخل أنفه، فقرر الطبيب تنويمه وتخديره تخديرا كاملا لإجراء عملية لاستخراج المسحة من داخل أنفه، فرفضت أنا تخديره وطلبت من الطبيب استخراج المسحة دون تخدير، مبديا مساعدتي له في الإمساك بالطفل حتى يتمكن من استخراج المسحة من أنفه، فرفض الطبيب وأصر على أن الوضع يستلزم تخدير الطفل تخديرا كاملا».

وأضاف: «عند ذلك تواصلت مع أحد الأقرباء ليتواصل بدوره مع أحد المسؤولين في المستشفى ليشرح له الوضع، فتفاعل المسؤول واتصل بالكادر الطبي، ثم اتصل بقريبي وطمأنه بأن إجراء الطبيب وطلبه سليم ولا خوف منه، وافقت على طلب الطبيب وقراره الذي رأى ضرورة اتخاذه حيال المسحة التي تم كسرها داخل أنف طفلي، كل هذا والطفل طيب وحالته جيدة، بل درجة حرارته نزلت إلى وضعها شبه الطبيعي».

وأضاف: «ثم قام الكادر الطبي بتخدير الطفل تخديرا كاملا، وأجرى عملية استخراج المسحة من أنف الطفل، وفي حدود الساعة الواحدة ليلا، أفادوني بأن العملية انتهت وأن الطبيب تمكن من استخراج المسحة من أنف الطفل».

وأوضح: «بعد العملية أفاق الطفل، وكانت والدته مرافقة له، وطلبت مرارا من الكادر التمريضي أن يكشف عليه الطبيب المختص بعد إجراء العملية ويطمئن على وضعه، ويتأكد هل بقي من المسحة شيء داخل أنفه أم لا؟ وهل يوجد نزيف جراء العملية في مجرى التنفس أم لا؟ إلا أن الكادر ظل يفيد كل مرة بأن الطبيب غير موجود، كون اليوم يوم إجازة ولا يوجد عمل، ويطلبون من والدة الطفل الانتظار».

وتابع: «في حدود الساعة التاسعة صباحا فقَد الطفل وعيه فجأة، فقامت والدته بتبليغ الممرضات فورا، فتبين توقف التنفس لديه، فتم إسعافه بالتنفس الصناعي، عندها حضرت أنا للمستشفى وطلبت حضور الطبيب المختص، وبعد وقت حضر الطبيب وتم عمل إشاعة له؛ ليتبين انسداد مجرى التنفس بإحدى الرئتين وفق إفادة طبيب الإشاعة، أما بقية أعضاء الطفل فتعمل ولا مشكلة فيها».

وأضاف: «عند تدهور حالة الطفل طلبت تحويله لأحد المستشفيات المتخصصة بالرياض لإنقاذ حياته، وفعلا جاءت الموافقة إلا أننا جلسنا في المستشفى ننتظر سيارة الإسعاف، ورغم ذلك جلسنا ننتظر نقل الطفل حتى صلاة العصر ولم يتم نقله، ليعلن حينها وفاته».