كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم، بأننا اعلنا موقفنا من مسألة كاتدرائية اجيا صوفيا وهذا حقنا وواجبنا ونرفض أن يفرض علينا احد رأيه وموقفه كما اننا لم نقم في يوم من الايام بفرض رأينا وموقفنا على احد ، وان الاختلاف حول هذه المسألة كما وغيرها من المسائل المطروحة لا يجوز ان يؤدي الى انقسامات وتحريض وتشهير لان هذا لا ينصب ومصلحتنا الوطنية وخدمة قضيتنا العادلة لا سيما في مدينة القدس .
 
مضيفا في رسالة رعوية : 
هنالك من اعترض على موقفنا ونحن نرحب بأية تحفظات موضوعية فكل واحد هو حر في التعبير عن موقفه وعن رأيه ولكن بعيدا عن لغة التحريض والإساءة والكراهية والتشهير.
 
من المؤسف ان يكون هذا الكم الهائل من التحريض بسبب موقف يتعلق بمسألة تخص العالم المسيحي كله لا بل والإنساني بأسره وهذا التحريض لن يغير من قناعاتنا ومبادئنا التي نادينا وسنبقى ننادي بها دوما .
 
نرفض التعدي على دور العبادة سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو يهودية كما اننا نرفض التطاول على الرموز الدينية والتي لها حرمتها ومكانتها ، ونحن في مدينة القدس ورغما عن الاختلافات في وجهات النظر يجب ان نبقى موحدين في دفاعنا عن حضورنا واوقافنا ومقدساتنا المستهدفة والمستباحة .
 
ان الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية ونحن اليوم بحاجة ماسة الى نبذ الفتن والطائفية والكراهية لا سيما ان اولئك الذين يتآمرون على مقدساتنا واوقافنا المسيحية هم ذاتهم المتآمرون على المقدسات والأوقاف الإسلامية .
 
ندعو الى قبول الاخر حتى وان اختلف معنا في رأيه ، فلا يجوز ان يؤدي الاختلاف الى الاحتراب والانقسام والتشرذم ونشر ثقافة التحريض والكراهية والتي يجب ان نلفظها ونرفضها كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين.
 
نعيش في مجتمع فيه تعددية ولكن وبالرغم من كل ذلك هنالك قواسم مشتركة توحدنا رغما عن الاختلاف في الرأي حول بعض القضايا الحساسة.
 
نقف الى جانب اخوتنا المسلمين في دفاعهم عن مقدساتهم واوقافهم كما ونحن أيضا من واجبنا أن ندافع عن مقدساتنا وأوقافنا ونرفض التعدي على دور العبادة والرموز الدينية في اي مكان في هذا العالم فنحن جميعا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله ويجب ان نتعاطى مع بعضنا البعض بالاحترام والمودة والإخوة الإنسانية .
 
موقفنا من مسألة كاتدرائية اجيا صوفيا هو موقف واضح وثابت لم ولن يتبدل تحت اية وطئة تهديد او وعيد فهذه مسألة مرتبطة بتراثنا وبتاريخنا المسيحي المشرقي العريق، وما هو مطلوب منا كمقدسيين في هذه المرحلة هو ان نتجاوز اية خلافات او اختلافات في وجهات النظر وان نركز على القواسم المشتركة التي تجمعنا وما يجمعنا هو اكثر بكثير مما يفرقنا .