ــ 750 مليار يورو لدعم النهوض الاقتصادى الأوروبى بعد الوباء.. وكاليفورنيا تسجل 12 ألف إصابة جديد فى أكبر زيادة منذ تفشى الفيروس

ــ الكنيست الإسرائيلى يوافق على استمرار تتبع هواتف حاملى الفيروس حتى نهاية العام.. والرئيس الفلبينى يهدد باعتقال مخالفى العزل العام
 
أيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وضع الكمامة للوقاية من فيروس كورونا المستجد «كوفيد ــ 19»، فيما توصل القادة الأوروبيون، أمس، لاتفاق حول خطة ضخمة لإنعاش اقتصادات دولهم التى تعانى بشدة من تداعيات الوباء.
 
وبعد أن امتنع ترامب لأشهر عن تشجيع المواطنين على ارتداء الكمامة، بدل الرئيس الأمريكى موقفه ونشر صورة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» لنفسه واضعا كمامة وأرفقها برسالة تقول: «نحن متحدون فى جهودنا للتغلب على الفيروس الصينى الخفى، وكثر يقولون إن وضع كمامة هو عمل وطنى حين تستحيل ممارسة التباعد الاجتماعى».
 
وتابع ترامب: «لا أحد أكثر وطنية منى، رئيسكم المفضل!»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
 
وتجهد السلطات الأمريكية للتصدى للأزمة فيما يقترب عدد الإصابات بالفيروس من أربعة ملايين مع أكثر من 140 ألف وفاة، ويتعرض ترامب لانتقادات على خلفية إدارته لتفشى الوباء.
 
ويسعى الرئيس الأمريكى للرد على للغضب الشعبى قبل نحو 100 يوم فقط على الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر، وسط تصاعد الكلفة البشرية والخسائر الفادحة على الاقتصاد الأمريكى.
 
وبات عشرات ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل، فيما تنتهى الإعانات الإضافية المقدمة لتجنيب البعض الفقر، نهاية يوليو.
 
وأظهر إحصاء لرويترز تسجيل ولاية كاليفورنيا الأمريكية زيادة تربو على 11800 إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس الأول، بينما تدفع إدارة الرئيس ترامب فى اتجاه معاودة فتح المدارس بغية مساعدة الأعمال على العودة لطبيعتها.
 
ولو كانت كاليفورنيا دولة لباتت الخامسة عالميا من حيث حالات الإصابة، التى تبلغ بها حاليا نحو 400 ألف لتأتى بذلك خلف الولايات المتحدة والبرازيل والهند وروسيا.
 
وفى الجانب الآخر من المحيط الأطلسى، اتفق القادة الأوروبيون على حزمة بقيمة 750 مليار يورو لمساعدة اقتصاد التكتل على الخروج من أسوأ ركود فى تاريخه.
 
وأعلن رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال فى تغريدة على تويتر «اتفاق!»، معلنا بذلك انتهاء المعركة الشرسة التى دارت بين الدول «المقتصدة» من جهة وفرنسا وألمانيا من جهة ثانية حول هذه الخطة البالغة قيمتها 750 مليار يورو.
 
وأوضحت رئيسة الوزراء البلجيكية صوفى فيلمز: «توصلنا إلى اتفاق. واتفاق جيد! مع ميزانية لفترة 2021 ــ 2027 بقيمة 1047 مليار يورو وخطة إنعاش قدرها 750 مليار، لم يسبق للاتحاد الأوروبى أن قرر الاستثمار بهذا القدر من الطموح فى المستقبل».
 
ورحب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ«يوم تاريخى» للاتحاد الأوروبى، فرأى ماكرون أنه «تغيير تاريخى لقارتنا الأوروبية ومنطقة اليورو» فيما أعربت ميركل عن «ارتياحها الكبير» إذ أثبتت أوروبا بعد مفاوضات صعبة أنه «ما زال بالإمكان التحرك معا».
وبعد معركة شرسة بين الدول «المقتصدة» من جهة وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، تم التوصل أخيرا إلى تسوية خلال قمة استثنائية بدأت الجمعة الماضية.
 
وتنص الخطة على صندوق بقيمة 750 مليار يورو دعما للاقتصاد الأوروبى الذى يواجه ركودا تاريخيا، يمكن للمفوضية الأوروبية اقتراضها فى الأسواق. ويتوزع هذا المبلغ بين 390 مليار دولار من المساعدات و360 مليار يورو من القروض.
 
وتمنح المساعدات للدول الأكثر تضررا جراء وباء كوفيد ــ 19، وهى تمثل دينا مشتركا يتعين على الدول الـ27 سداده بصورة جماعية. أما القروض، فيتعين على الدول المستفيدة منها سدادها.
 
وإصدار هذا الدين المشترك هو أول خطوة من نوعها يتخذها الاتحاد الأوروبى، ويقوم على اقتراح فرنسى ألمانى اصطدم بمعارضة شديدة من قبل الدول «المقتصدة»، وهى هولندا والنمسا والدانمارك والسويد، وانضمت إليها فنلندا.
 
وهددت الدول «المقتصدة» التى ينعتها البعض بـ«البخيلة» بإفشال خطة النهوض الاقتصادى التى تستفيد منها بصورة خاصة دول الجنوب مثل إيطاليا وإسبانيا، وهى الدول الأكثر تضررا جراء الوباء غير أن شركاءها الشماليين يعتبرونها شديدة التساهل على الصعيد المالى.
 
وللتغلب على هذه التحفظات، اضطر رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال إلى مراجعة اقتراحه الأساسى وتقديم ضمانات.
 
فبعدما كانت برلين وباريس تدعوان إلى تخصيص 500 مليار يورو من المساعدات، تم تخفيض هذا المبلغ إلى 390 مليار. كما أُقرت تخفيضات كبيرة فى مساهمات الدول المقتصدة التى تَعتبر أن حصتها الصافية فى ميزانية الاتحاد الأوروبى غير متناسبة.
 
وتتراوح هذه التخفيضات من 22% لهولندا إلى 138% للنمسا، فيما تبقى مساهمة ألمانيا كما هى. وأقر رئيس الوزراء الهولندى مارك روتى الذى كان الأكثر تمنعا، بتحقيق تقدم فى اتجاهه.
 
من جهة أخرى، وافق الكنيست الإسرائيلى، أمس الأول، على السماح لجهاز الأمن الداخلى (شين بيت) بتتبع الهواتف المحمولة لحاملى فيروس كورونا حتى نهاية العام فى ظل طفرة جديدة فى الإصابات.
 
وتستخدم تقنية المراقبة الخاصة بشين بيت لتتبع حاملى الفيروس منذ مارس، وذكرت وكالة أنباء الكنيست أنه وافق فى ساعة متأخرة من الليل على استمرار الإجراء حتى يوم 20 يناير 2021.
 
من جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلى رئيس الأركان السابق جابى أشكنازى،أمس، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التخلى عن كبريائه وترك مهمة مكافحة فيروس كورونا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
 
وقال أشكنازى فى تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، موجها حديثه لنتنياهو، :«ضح كبرياءك جانبا، ودع وزارة الدفاع تتعامل مع أزمة كورونا».
 
ووفقا لأشكنازى، فإن «المؤسسات الأمنية الإسرائيلية لديها أفضل نظام استجابة للطوارئ فى العالم.».
 
وسجلت إسرائيل إجمالا أكثر من 52 ألف إصابة بكورونا و415 حالة وفاة. وتجاوز إجمالى عدد المتعافين 22 ألفا.
 
وفى مانيلا، أعلنت السلطات الفلبينية، أمس، أنها ستكثف فحوص فيروس كورونا المستجد فى ظل ارتفاع حاد فى حالات الإصابة والوفاة بعد تخفيف إجراءات العزل العام فى يونيو، فى حين هدد الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى باعتقال أى شخص لا يضع الكمامة.
 
وقال وزير الصحة فرانسيسكو دوكى فى اجتماع مع دوتيرتى بثه التلفزيون إن الحكومة تستهدف فحص ما بين 32 ألفا و40 ألف شخص يوميا بالمقارنة مع ما بين 20 ألفا و23 ألف شخص حاليا.
 
وأجرت الفلبين فحوصا لنحو 1.1 مليون شخص حتى الآن، لكن دوكى قال إنها تستهدف فحص عشرة ملايين أى نحو عشر عدد السكان بحلول نهاية الربع الأول من العام المقبل.
 
وأعيد فرض قيود العزل العام فى بعض المناطق الأكثر تضررا. وهدد دوتيرتى باعتقال أى شخص ينشر الفيروس أو يرفض وضع الكمامة أو مراعاة قواعد التباعد الاجتماعى.