في واقعة صادمة، أصيب نحو خمسين شخصا في مدينة بنغازي الليبية، بتسمم غذائي، بعد ارتيادهم أحد المطاعم في منطقة الماجوري، وتناول المايونيز، وتوفيت إحدى الحالات المصابة، بحسب "روسيا اليوم".

 
ووقعت حالات التسمم، وفقا للرائد إبراهيم الطلحي، المتحدث الرسمي باسم جهاز الحرس البلدي في مدينة بنغازي، بسبب عدم اتباع أصحاب المطاعم طرق وأساليب السلامة، لافتا إلى أن جهاز الحرس البلدي تلقى تعليمات بفرض رقابة على الأغذية ومنع وحظر تصنيع مادة المايونيز، واستيرادها عوضا عن ذلك، إلا أن المطاعم لم تمتثل وواصلت تصنيعها بطريق يديوية، "وبسبب درجة الحرارة العالية، ووضع المادة في أواني بلاستيك جرت تفاعلات نتج عنها بكتيريا السالمونيلا".
 
أستاذ تغذية يحذر من تناول المايونيز والكاتشب في هذه الحالات
وأكد الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، خلال حديثه لـ"الوطن"، أن المايونيز من الأغذية الحساسة وسريعة الفساد لذلك تسبب تسمم في حالة تصنيعها بطريقة خاطئة، نظرًا لأنه يدخل في تصنيعه البيض النئ الذي يحتوي بدوره في بعض الأحيان على بكتيريا السالمونيلا".
 
وأضاف: "تنتقل البكتيريا للبيض النئ، عن طريق الدجاج المصاب بذلك الميكروب، ولا يتم القضاء على تلك البكتيريا سوى بدرجة الحرارة العالية".
 

واستطرد "الحوفي" حديثه: "من العوامل التي تسبب التسمم عند صناعة المايونيز أيضا، تصنيعه بطريقة بدائية يدويا، بمعنى أنه لم يأخذ المعاملة الحرارية المناسبة للقضاء على الميكروب، التي توفرها المصانع أثناء وبعد الإنتهاء من التعبئة".
 
وواصل: "الحالة الثالثة، تتمثل في تلوث الأواني المستخدمة في التعبئة وتلوث أيدي الشخص المصنع له، أما الحالة الرابعة تتمثل في المواد الحافظة التي تساعد على الحفاظ عليه بشكل سليم، وتلك المواد لا توفرها الصناعة اليدوية، على عكس المصانع المخصصة لذلك والحاصلة على تصاريح من الصحة لتعبئتها بالطريقة الصحيحة والمواد اللازمة".
 
كما أشار "الحوفي" إلى أن التصنيع الخاطئ للكاتشب يسبب التسمم أيضا، خاصة أنه يحتوي على نسبة من السكريات وهي بيئة مناسبة للميكروبات، ولكن ليس بتلك البكتيريا، وإنما تتمثل خطورته في التصنيع الخاطئ يدويا، عن طريق نسبة التلوث بالميكروبات الأخرى، والعامل الأساسي لها التلوث سواء بالأيدي أوالأدوات المستخدمة، والحالة الثانية تتمثل في عدم تعرضه لمعاملة حرارية صحيحة".
 
أستاذ فيروسات يحذر: قد يتسبب التصنيع الخاطئ للمايونيز في نوعين من التسمم
وأوضح الدكتور أحمد شاهين، أستاذ الفيروسات بكلية الطب بجامعة الزقازيق، من خلال حديثه لـ"الوطن"، أن تصنيع المايونيز يدويا، بدون تعرضه لدرجة حرارة معينة، قد يتسبب في نوعين من التسمم، الأول كيميائي، والثاني بكتيري".
 
وتابع: "التسمم الكيميائي يحدث بطريقة فورية، أي تظهر أعراضه في نفس اليوم، أما التسمم البكتيري، فيأخذ من يوم لثلاثة أيام حتى تظهر أعراضه، والتي تتمثل في بكتيريا السالمونيلا بالنسبة للمايونيز".
 
أعراض بكتيريا السالمونيلا
- القئ.
-الإسهال.
- الحمى.

طرق انتقاله
ذكر "شاهين" بعض طرق إنتقال بكتيريا السالمونيلا إلى المايونيز، كالتالي:
- عن طريق تلوث الأكل سواء من الشخص المعد لها أو الأدوات
- عن طريق تسخينه بدرجة حرارة غير مناسبة، لأنه يحتاج لدرجة حرارة معينة خلال تصنيعه للقضاء على الميكروب
- ينتقل أيضا عبر الأواني البلاستيك، لأنها تتفاعل مع الأطعمة الساخنة، والتي تتسبب في ظهور مادة السالمونيلا، ولكن أعراضها تظهر بعد يوم على الأقل.
- تتواجد السالمونيلا في البيض النئ، وتكون موجودة في بيض البط بكمية أكثر من الدجاج لكبر حجمه، وذلك عندما تكون البطة أو الدجاجة مصابة بتلك البكتيريا. 
 
مدة علاج السالمونيلا
تتراوح مدة علاج السالمونيلا، ما بين 4 إلى 5 أيام.
وجدير بالذكر، أن المكتب الإعلامي لجهاز الحرس البلدي في بنغازي، قد أشار إلى، أن هذه الإجراءات جاءت بسبب استهتار أصحاب المطاعم بحياة المواطنين، وعدم اتباع إجراءات الحماية والنظافة التي نتج عنها حالات تسمم كثيرة داخل المدينة.