في تصريح للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية يوم الأحد 12 يوليو، قال إنه سيصدر قرارًا بعدم منح تراخيص للسيارات الجديدة إلا وهي تعمل بالغاز الطبيعي، مشيرا بذلك إلى أهمية تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من الوقود، للفوائد التي ستعود على البلاد وشعبها.

ويرجع بنا تصريح الرئيس السيسي، عن السيارات التي تعمل بالغاز إلى تطور صناعة محركات السيارات ووسائل النقل عبر التاريخ، وتستعرض "الشروق" في هذه السطور هذا التطور.

يعد تطور المحركات أكبر اختراع في عالم التكنولوجيا الحديث، لما له من أثر إيجابي على حياة الناس كافة، فلن يكون الانتقال سهلا، إذا لم يحدث تقدم في صناعة المحركات من وقت لآخر، وفقاً لموقع شركة "اس بي تي" اليابانية التي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة لتجارة السيارات.

فاليوم لدينا سيارات وطائرات وحافلات والعديد من سيارات النقل، ولم تكن تلك الوسائل لتكون حقيقة إذا لم يساهم رواد المحركات بدورهم في إعداد ناقل الطاقة.

وعبر التاريخ حدث تطور هائل بين المحركات منذ قرون والمحركات الحالية، وسنلقي الضوء على بعض المحركات القديمة.

في عام 1206 اخترع "الجزري" وهو مهندس ميكانيكي وباحث عربي مسلم، "عمود المرفق" وهي تعتبر آلية تحويل الحركة الدوارة إلى حركة ترددية، والتي لا تزال تستخدم في أعمدة العمود المرفقي الحديثة.

وبعد أكثر من أربعمائة عام، حاول الفيزيائي الهولندي "كريستيان هيجنز" إجراء أول تجربة على الإطلاق للاحتراق الداخلي في عام 1680، وعلى الرغم من أن التجربة لم تسفر بشكل إيجابي عن صنع محرك فعال، لكنها أصبحت حجر الأساس لتطوير محرك نموذج أولي.

عصر التحول

بعد تجربة هيجنز غير الناجحة، سجل "توماس ميد وروبرت ستريت" في عام 1794 براءة اختراع لمحرك يعمل بالغاز ومحرك احتراق داخلي على التوالي.

وفي عام 1807، شغل المهندسان الفرنسيان نيبس ونيسيفن محرك احتراق داخلي نموذجي يعمل على تشغيل قارب على نهر ساون في فرنسا.

وفي نفس العام، بنى مهندس سويسري أيضًا محرك احتراق داخلي مدفوعًا بمزيج من الهيدروجين والأكسجين، والذي تم تشغيله بواسطة شرارة كهربائية.

وحتى عام 1859، لم يكن هناك محرك تشغيل ناجح ومستمر، حتى طور مهندس فرنسي "لينوار" محرك اشتعال شرارة يمكن تشغيله باستمرار، كما طور المهندس الأمريكي "جورج برايتون" محرك الكيروسين ثنائي الشوط، وكان كبير الحجم وبطيء ولم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا.

وبعد بضع سنوات في عام 1876، حصل "نيكولاوس أوتو" على براءة اختراع لمحرك يعمل على أربع دورات، فقام ببناء محرك ناجح رباعي الأشواط، والذي اشتهر باسم "دورة أوتو".

كما حصل "كارل بنز" المعروف باسم الأب المؤسس لصناعة السيارات، على براءة اختراع لمحرك غاز ثنائي الشوط في عام 1879.

وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، لم يعد المحرك مجرد فكرة، ففي عام 1892 اخترع العالم الألماني "رودولف ديزل" أول محرك إشعال وضغط، وبدأ استخدام محرك الديزل في وسائل نقل مختلفة، ولا يزال يعتبر أحد أفضل الإسهامات في تطور المحركات.

صنع أول محرك سيارات

تم بناء أول محرك يعمل بالبنزين من قبل كارل بنز، وتم تشغيله عشية رأس السنة الجديدة في عام 1879، وقام لاحقًا ببناء محرك رباعي الأشواط في عام 1885، والذي استخدمه في سيارته.

وحصل على براءة اختراع لهذا المحرك في عام 1886، وبذلك ولدت رسميًا صناعة السيارات.

وكان هذا المحرك قادرًا على تشغيل سيارات خفيفة الوزن بالبنزين، وكانت سيارة ذات مقعدين، والمحرك في الخلف.

وأضاف بنز مساهمة أكبر في بناء صناعات السيارات لأن محركاته أصبحت ناجحة تجاريا، وتم استخدام تصميم المحرك الخاص به في العديد من سيارات فولكس فاجن، وبورش، وسيترون، وسوبارو، وهوندا، وبي إم دبليو.

المحركات الحديثة

أصبح الاستخدام المستمر لمحرك الاحتراق الداخلي للسيارة شائعًا بشكل متزايد؛ ما أدى بشكل مدهش إلى تقدم صناعة المحركات.

وتم تطبيق الكثير من التغييرات على محركات الطاقة والتي يمكنها حتى دفع أكبر السفن، وفي الآونة الأخيرة تم تجهيز معظم السيارات من العلامات التجارية الموثوقة مثل تويوتا وهوندا ونيسان وهيونداي بمحرك ديزل يعمل بشاحن توربيني.

والذي يوفر طاقة إنتاجية متزايدة وكفاءة عالية من خلال آلية تحريض الهواء من خلال الشحن التوربيني والشحن الفائق، كما تم دمج محرك "في 6" في السيارات من أجل تحسين كفاءة الوقود.
 
وعلاوة على ذلك تتألق صناعة السيارات مع إدخال التكنولوجيا الهجينة التي يتم تزويدها بالمحركات لتوفير كفاءة عالية للوقود وأداء رائع وكمية سخية من الطاقة الناتجة.