في مثل هذا اليوم 20 يوليو 1808م..
.جوزيف-ناپليون بوناپرت Joseph-Napoleon Bonaparte (عاش 7 يناير 1768 – 28 يوليو 1844) كان الشقيق الأكبر لناپليون بوناپرت، الذي جعله ملك ناپولي وصقلية (1806–1808)، ولاحقاً ملك اسپانيا (1808–1813، بإسم خوسيه الأول José I). بعد سقوط ناپليون، أطلق جوزيف على نفسه لقب كونت سورڤييه Survilliers.

وبدأ ناپليون بوناپرت مع أخيه الأكبر جوزيف بوناپرت الذي كان قد أدّى له خدمات معقولة في مفاوضاته مع النمسا وإنجلترا. وكان كورنويل Cornwallis - بعد أن تعامل معه في إميان - قد وصفه بأنه حسن النية، لكنه لا يتمتع بقدرات كبيرة.. إنه حساس ومتواضع ولطيف.. ومُتفتِّح.. وربما أدت قرابته بالقنصل الأول بجعله - إلى حد ما - بعيداً عن روح المكر والخداع، تلك الروح التي تمكنت من وزير الداخلية تاليران بشكل واضح.

وكان جوزيف يحب المال بالقدر نفسه الذي كان فيه ناپليون يحب السلطة، ففي بواكير سنة 8971 كان جوزيف قادراً على شراء عقار مُترف في مورفونتين Mortefontaine بالقرب من باريس، كان يدعو فيه أصدقاءه والمؤلِّفين والفنانين وذوي المقام الرفيع حيثُ يَحْتفى بهم احتفاء سخياً. وكان جوزيف مُتلهفاً كي يُعيِّنه أخاه وريثاً للعرش الإمبراطوري، ولم يكن قانعاً قناعةً كاملة عندما عيَّنه نابليون (في 03 مارس سنة 6081) ملكاً على نابلي - أي جنوب إيطاليا. ووصل فرديناند الرابع البوربوني الذي أُبعدت أسرته عن العرش إلى صقلية Sicily بمساعدة الأسطول البريطاني، وقادت زوجته الملكة تمرداً عسكرياً لإعادته لعرش بلاده، فأرسل ناپليون أربعين ألف مقاتل بقيادة ماسينا Massena وريجنييه Regnier لقمع التمرد مهما كانت التكاليف، وقد كان إذ تم القمع بضراوة شديدة تركت ذكريات مريرة عبر الأجيال. وحاول جوزيف (يوسف) أن يكسب ولاء رعاياه بالاعتدال واللطف والكياسة ولكن نابليون حذَّره قائلا: على الحاكم - كي يدعّم مركزه - أن يعملَ على أن يكون مُهاباً أكثر من عمله ليكون محبوباً. وكان حُكم نابليون النهائي على جوزيف متعاطفا:إن جوزيف لم يقدّم لي مساعدة، لكنه كان رجلاً طيباً جداً.. إنه يُحبني بإخلاص شديد، وأنا لا أشك في أنه يريد أن يفعل كلَّ شيء من أجلي. لكنَّ صفاته الشخصية ومزاياه لا تصلح إلاّ للحياة الخاصة، إنه لطيف رقيق في تصرفه ولديه مواهب ومعلومات، وهو بشكل عام رجل لطيف. وقد بذل قُصارى جهده في تنفيذ المهام الكبيرة التي أوكلتها إليه. لقد كانت نواياه طيبة، لذا فإن الخطأ إنما هو خطئي أنا فقد وضعته في المكان غير المناسب له.

المؤيدون الاسبان للملك جوزيف كانوا يسَمون josefinos أو afrancesados (المفرنسون). أثناء حكمه، أنهى محاكم التفتيش الاسبانية، جزئياً لأن ناپليون كان على خلاف مع البابا پيوس السابع في ذلك الوقت. وبالرغم من مثل تلك الجهود لاجتذاب شعبية، فإن محل الميلاد الأجنبي لجوزيف والدعم الأجنبي (الفرنسي)، بالاضافة لعضويته في محفل ماسوني، ضمنت في النهاية ألا يقبله الشعب كحاكم شرعي. وأثناء حكم جوزيف في اسبانيا، أعلنت ڤنزويلا استقلالها (1810) عن اسبانيا، وكانت أول أمة في الأمريكتين تفعل ذلك. فلم يكن للملك أي تأثير على مجريات حرب شبه الجزيرة المضطرمة آنذاك: فالقيادة الاسمية لجوزيف على القوات الفرنسية في اسبانيا كانت شكلية، إذ أن القادة الفرنسيين الخاضعين نظرياً للملك جوزيف أصروا على أن يراجعوا ناپليون قبل تنفيذ تعليمات جوزيف.

عاش جوزيف أساساً في الولايات المتحدة (حيث باع مجوهرات التاج الاسباني التي سرقها حين ترك اسبانيا) في الفترة 1817–1832,[2] في البداية في مدينة نيويورك وفيلادلفيا، حيث أصبح منزله مركز النشاط للمغتربين الفرنسيين، ولاحقاً انتقل إلى ضيعة، كان يملكها سابقاً ستيفن سير، اسمها "پوينت بريز" في بوردن‌تاون، نيوجرزي.!!